رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
قالت :
" لا تخرج وليد ، أنا وحدي "
وحدك ؟ أليس ( عزيزك ) معك ؟؟ عودي إليه !
" أعرف "
توقعت بعد ذلك أن تعود للداخل لإتمام مكالمتها ، لكنها على العكس من ذلك خرجت و وقفت قرب الباب ... تراقبني !
قالت :
" يجب أن أخلد للنوم الآن ... أغادر عند السابعة و النصف صباحا "
" حسنا . اطمئني ، سأنهض في الوقت المناسب "
صمتت قليلا ، ثم قالت :
" ألن تنام الآن ؟؟ "
" لا ! لا يزال الوقت مبكرا بالنسبة لي ، كما و أنني سأنتظر دانة ... اذهبي أنت "
و ظلت واقفة مكانها ...
و حين رأت علامات التعجب فوق رأسي قالت :
" ألن تأتي معي ؟؟ "
" إلى أين ؟؟ "
" إلى الداخل "
" سأبقى هنا لبعض الوقت ! "
و لم أر منها أي بادرة تشير إلى أنها تعتزم الدخول !
" ما المشكلة ؟؟ "
" لا تخرج وليد رجاء ً "
" لا أنوي الخروج أبدا ... "
" إذن أدخل "
يا لهذه الفتاة ! ألم تعد تصدقني أبدا ؟؟ أم تظن أنني سأرحل و أتركها و دانة هكذا ؟؟
تخلصت من سيجارتي ، و دخلت معها . هي ذهبت للنوم و أنا بقيت أشاهد التلفاز لساعتين ، حتى عادت دانة من سهرتها !
" وليد سأذهب و نوّار غدا لشراء بعض حاجيات منزلنا عصرا و قد أغيب حتى الليل "
" و رغد ؟؟ تتركينها وحدها ؟؟ "
" لا ! أتركها معك ! "
في صباح اليوم التالي نهضت باكرا و استعددت لمرافقة رغد إلى الجامعة ...
كنت في المطبخ و قد أعددت بعض الشاي و جعلت أحتسيه ببطء .. و أراقب عقربي الساعة اللذين يقتربان من السابعة و النصف ...
و أخيرا ظهرت رغد !
أهناك أجمل من أن تستقبل صباحك برؤية وجوه من تحب ؟؟
قلت :
" صباح الخير ... صغيرتي "
ردت بشيء من الخجل ... !
قلت :
" أأ ... أ نذهب الآن أم .. ترغبين بتناول الفطور ؟؟ "
نظرت رغد نحو إبريق الشاي الذي أعددته ، و قالت :
" هل من مزيد ؟؟ "
قلت متوترا :
" نعم ، أعتقد ، أجل ... تفضلي "
و أنا في خشية من ألا يعجبها طعم الشاي البسيط الذي أعددته !
سكبت لها قليلا منه في أحد الأكواب و رشفت منه قليلا
لم يظهر على وجهها أي استياء
الحمد لله ! فشايي مقبول الطعم !
و بعدها شربت المقدار كاملا ، ثم غادرنا المنزل
الجو كان منعشا جدا و من خلال نوافذ السيارة النصف مفتوحة تتسلل تيارات الهواء الباردة عابثة بشعري !
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
رغد كانت تجلس خلفي ملتزمة الصمت ... و رغم برودة الجو ، ألا أن مجرد وجودها في الصورة يكفي لجعل الحريق ينشب في داخلي ....
في عصر ذلك اليوم و بعدما خرجت دانة مع خطيبها بقينا وحدنا في المنزل ، هي في غرفتها كالعادة ، و أنا لا أجد ما أفعله !
شعرت بملل شديد و أجريت عدة مكالمات مع بعض معارفي من أجل تمضية الوقت ألا أن الساعات مرت بطيئة جدا ...
لم لا أخرج في نزهة بسيطة ... و آخذها معي ؟؟
أتراها ترحب بذلك ؟؟
أ أكون مجنونا إن طلبت ُ هذا ؟؟
لم لا أجرّب ؟!
ذهبت إلى غرفتها و طرقت الباب ، و بعد قليل فتحته ...
" هل أنت مشغولة ؟؟ "
" أهناك شيء ؟؟ "
" كنت ... أرغب بالخروج للتنزه لبعض الوقت و شراء بعض الحاجيات "
و بدا على وجهها الاعتراض و قالت بسرعة :
" و تتركني وحدي ؟؟ "
قلت :
" لا ، لا ... أصطحبك معي ... إن كنت لا تمانعين ؟ "
ترددت رغد قليلا ثم قالت :
" حسنا و لكن لفترة قصيرة فأنا أريد أن أذاكر "
" نعم ، لساعة لا أكثر "
و خرجنا معا ...
حينما مررت قرب إحدى الصيدليات أوقفت سيارتي و هممت بالنزول قائلا :
" سأشتري بعض الأشياء و أعود سريعا "
رغد فتحت الباب مباشرة و هي تقول :
" سآتي معك "
قلت :
" لن أتأخر ! "
قالت :
" ليكن ، سآتي معك "
كنت أنوي شراء ما نفذ من أدويتي ، و بعض الأشياء الأخرى ...
تجولت بالسيارة على الشوارع الداخلية للمدينة ... و مررنا بعدة محلات و متاجر ...
سألتها بعد ذلك عما إذا كانت ترغب في شراء أي شيء ، أجابت بالنفي ، قلت :
" و لا حتى ... بعض البوضا ؟؟ "
قالت :
" البوضا ثانية ؟؟ لم ؟ هل قررت الرحيل هذه الليلة ؟؟ "
انزعجت من كلامها فقلت :
" و هل أنا مجنون لأرحل و أترككما وحدكما ؟؟ "
قالت :
" لا ... لست مجنونا "
ثم أضافت :
" إنما كذاّب "
عند هذه اللحظة قررت إنهاء جولتنا القصيرة ، و عدت إلى البيت .
لم أنطق بكلمة بعد ، و دخلنا المنزل و ذهبت هي مباشرة إلى غرفتها و بقيت أنا في الردهة ، أكثر ضيقا مما كنت عليه قبل خروجي ...
لماذا لا تتوقف عن نعتي بهذا ؟؟
ألا تدرك أنها تجرحني ؟؟
يجب أن أضع نهاية لهذا الموقف ...
فيما بعد ... ذهبت لأسألها عما إذا كانت ترغب في أن نحضر عشاء ً من أحد المطاعم ، بما أن دانة ستتناول عشاءها مع خطيبها ...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
كان باب الغرفة مفتوحا و كانت هي تستعرض بعض لوحاتها ...
" أيمكنني أن أتفرج عليها ؟؟ "
" حسنا ... هذه الجديدة "
كانت الرسومات جميلة و متقنة ... و فيما أنا أتفرج عليها واحدة تلو الأخرى رأيت شيئا أذهلني !
أتذكرون صورتي التي رسمتها رغد في السابق ! كانت ضمن المجموعة ... ألا أن شيئا قد تغير !
كانت العينان حمراوين !
عندما وقعت يدي و عيني على هذه الصورة ، أسرعت رغد بسحبها مني !
قلت :
" دعيني أرى ! "
قالت بارتباك :
" هذه لا ! "
قلت :
" ماذا فعلت ِ بعيني ّ ؟؟ "
قالت :
" لا شيء ! "
" لكن لم طليتهما باللون الأحمر ؟ "
نظرت نحوي بحدة و قالت :
" هكذا هي عيون الكذابين "
اشتططت غضبا و رميت ببقية اللوحات على المكتب و خرجت من الغرفة ...
و نسيت أمر العشاء و كل أمور الدنيا عدا موقف رغد المزعج مني ...
و من حينها بدأت أعاملها بالمثل ... ببعض الجفاء .
توالت الأيام ، و الأجواء بيننا متنافرة ، أقوم بواجباتي بمصمت و لا أتبادل أحاديث تذكر معها ... حتى أقبل يوم الأربعاء ، و هو اليوم الذي يأتي سامر فيه لقضاء عطلة نهاية الأسبوع معنا ...
مع اقتراب موعد حضوره تعمدت ملازمة الغرفة فأنا لا أريد أن أشهد استقبالا حميما من النوع الذي يقرح المعدة ... بين الخطيبين ....
و أول حديث دار بينه و بيني :
" ألا يمكنك أخذ إجازة من الآن يا سامر ؟ "
" لا أستطيع ! و لكن ... هل واجهت أي مشاكل ؟؟ "
" لا ، غير أنني سئمت و أود المغادرة ! "
و انتهزت فرصة تواجد سامر و قضيت معظم الوقت خارج المنزل ...
ليس لأنني أرغب في الترويح عن نفسي بل لأنني لا أرغب في التواجد في مكان يجمعهما ...
و مهما توهمت أنها عادت لي ، في النهاية ... استيقظ على الواقع المر ... أنها أصبحت له .
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أخبرني سامر بأن وليد أبلغه عن سأمه من رعايتنا أنا و أختي دانة !
الأمر أزعجني كثيرا ... رغم أنني أعرف أنه لا يهتم بنا .. أو على الأقل لا يهتم بي .
لم تكن بالفترة الهينة تلك التي قضيتها مع وليد تحت سقف واحد !
كنت أجبر نفسي على التظاهر بالاستياء و الانزعاج منه لأكتم حقيقة تصرخ في داخلي ... أنا سعيدة بوجوده و أكاد أطير فرحا ...
و فرحتي هذه تنتهي في الليل ببحر من الدموع و الآهات ، للمصير الذي ينتظرني
ليت أحدا يشعر بي !
ليت أحدا ينقذني !
سامر كانت يتحدث معي بلهفة و شوق ... و كلما رأيت منه هذه المشاعر كرهت نفسي و كرهت الدنيا أكثر فأكثر ...
لم يكن لدي سوى نهلة أبثها همومي ...
و سأدعوها الليلة لقضاء بعض الوقت معي بعد أن يغادر سامر
وليد كان قد خرج منذ الصباح و لم يعد حتى الآن !
إنها الرابعة عصرا و سامر يريد الذهاب ...
ألهذا الحد هو ـ أي وليد ـ متضايق من وجوده معنا و لم يصدق أن جاء سامر ليخرج دودة !
" تأخر وليد ! سأتصل به "
قال سامر ، فعقبت :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" ربما رحل ! "
نظر إلى سامر باستغراب و قال :
" رحل ! مستحيل طبعا ! كيف يرحل هكذا ؟؟ "
قلت :
" إنه يرحل هكذا دون مقدمات ! أم نسيت ذلك ؟؟ "
" لكن الآن مستحيل "
و ذهب للاتصال به .
عندما فرغ من مكالمته قال :
" إنه في طريقه إلى هنا "
و شعرت بالاطمئنان ...
قلت :
" متى ينقضي هذا الأسبوع ... "
كنت أعني أن تعود أمي و يعود أبي ، و تعود الأمور إلى أماكنها ، ألا أن سامر فهم حسب مزاجه !
ابتسم ابتسامة لطيفة و أمسك بيدي و قال بصوت حنون :
" أنا أيضا أنتظر على نار ! متى يا رغد ! متى ينقضي ! "
و لم ينقذني من نظراته تلك غير رنة الهاتف ...
أسرعت إليه و كان والدي على الطرف الآخر ...
كان والداي يتصلان من حين لآخر خلال الأيام المنصرمة ، و هذه المرة تعمدت الإطالة في الحديث معهما و استدعيت دانة من أجل وضع حواجز بيني و بين نظرات سامر ...
أنا لم أعد أحتمل ... ليتني أستطيع قول شيء ... سامر ... سامحني ... لكني لا أحبك ... و لا أريد الزواج منك ! ألا تلاحظ ذلك ؟؟
بعد قليل وصل وليد ...
قال سامر ممازحا :
" ما هذا يا رجل ! أخبرني أين كنت تتسكع كل هذه الساعات !؟ "
وليد لم يبد عليه أي علامات المرح ! بل كان عابسا !
قال سامر :
" علي ّ أن أذهب الآن ... "
ثم أضاف و هو ينقل بصره بيني و بين دانة :
" اعتني بشقيقتي و عروسي جيدا ! "
قال وليد بنبرة حادة تنم عن الاستياء :
" لست بحاجة لتوصية ، ماذا تظنني كنت أفعل ؟ أتركهما و أتسكع في الشوارع ؟؟ "
فوجئنا أنا و سامر و دانة بالنبرة الغريبة التي تحدث بها وليد ، و كلماته الجدية القوية !
سامر قال :
" كنت أمزح يا رجل ما بك ! ؟؟ "
لم يرد وليد ... بل جلس على المقعد ، و نزع ساعته و أخرج هاتفه المحمول و محفظته و مفاتيحه من جيبه و وضعها جميعا على المنضدة و أسند رأسه إلى المسند بشكل يفهم الناظر إليه بأنه مستاء جدا ...
تبادلنا نحن الثلاثة النظرات ... المتعجبة
قال سامر :
" ما بك وليد ؟؟ "
" لا شيء "
" تبدو مستاء ... هل حدث شيء ما ؟؟ "
" قلت لك لا شيء ! ألا تسمع ؟؟ "
صمت الاثنان قليلا ، ثم قال سامر :
" إن كان البقاء هنا يزعجك لهذا الحد ... "
و لم يتم إذ أن وليد قال مقاطعا :
" أنا هنا الآن ... انصرف مطمئنا على عروسك و أختها ... إن هي إلا أيام فقط و ينتهي كل شيء "
لم يجرؤ أحدنا على النطق بكلمة بعد ...
رافقنا سامر إلى البوابة الخارجية و قبل انصرافه قال :
" هل هناك شيء ؟؟ هل هو عصبي هكذا معكما ؟؟ "
دانة قالت :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" لا مطلقا ! على العكس تماما ، لكن ... اعتقد أن شيئا ما حدث معه و هو في الخارج ! "
عندما عدنا للداخل ، وجدنا وليد و قد اضطجع على المقعد و غطى عينيه المغمضتين بذراعه ...
شعرت بالقلق الشديد عليه ... إذ يبدو من تصرفه و منظره الآن أن شيئا ما قد ضايقه كثيرا ... فهل هو مستاء من البقاء معنا ؟؟
قالت لي دانة :
" سيمر نوّار لاصطحابي إلى السوق بعد قليل "
" ماذا ؟؟ ستخرجين و تتركيني ؟؟ "
" ألن تأتي نهلة لزيارتك الليلة ؟؟ "
" بلى و لكن إلى ذلك الحين ، هل سأظل وحدي ؟؟ "
" وحدك ؟؟ و معك كل هذا ؟؟ "
و أشارت بيدها نحو وليد
قلت بقلق :
" إنه يبدو مخيفا ! "
ضحكت دانة و قالت :
" حتى وليد !؟ أخشى أنك تشعرين بالخوف من زوجك أيضا ! "
و انصرفت إلى غرفتها تستعد للخروج ...
بقيت أنا واقفة أراقب وليد الذي يبدو أنه نام !
خطوة خطوة ، بهدوء تام اقتربت منه !
كان لدي فضول لألقي نظرة عن كثب على الأشياء التي وضعها على المنضدة !
يبدو شكل ميدالية المفاتيح جذابا ! مع أنه قديم !
مددت يدي بحذر حتى أمسكت بالميدالية و حركتها ببطء فأصدرت صوتا خفيفا ، راقبت وليد بتمعن ، و لم ألحظ عليه أي حركة ...
الآن الميدالية في يدي ! ما أكثر المفاتيح !
و الآن ، هل أستطيع أن ألقي نظرة على الهاتف أيضا ؟؟ إنه من طراز مختلف عن هاتفي سامر و أبي !
مددت يدي نحو الهاتف و لم أكد ألمسه !
" ماذا تفعلين !؟ "
قال وليد فجأة وهو يزيح ذراعه عن عينيه و ينظر إلي !
جفلت و أصبت بالروع فانتفضت فجأة !
وقعت المفاتيح من يدي على المنضدة
هم وليد بالجلوس و رأيت وجهه شديد الإحمرار و زخات من العرق تلمع على جبينه ...
شعرت بارتباك شديد و قبل أن يستوي جالسا أطلقت ساقي للريح و فررت هاربة !
في غرفتي بعد ذلك تنفست الصعداء !
كم يبدو مخيفا هذا الرجل !
هل ظن أنني أحاول سرقته ؟؟
ما الذي دفع بي إلى حماقة كهذه !
عندما أخبرت نهلة بالأمر لاحقا انفجرت ضاحكة
كنت قد اصطحبت نهلة إلى غرفتي كالعادة ، و تركت وليد في البداية مع حسام ثم وحيدا بعد انصرافه
عادة ما تطول جلساتنا أنا و نهلة و بالتالي سيظل وليد وحيدا في المنزل ، و أخشى أن يخرج ...
" سوف أذهب لأتأكد من وجوده ! "
" هيا رغد ! لا أظنه سيغادر و هو يعلم أنك وحدك ! "
" بل أنت ِ معي ! "
قالت نهلة و هي تنفخ صدرها و تقطب حواجبها و ترفع كتفيها ـ كعادتها حين تتقمص شخصية رجل :
" ما دمت ُ معك فلسنا بحاجة لوجود أي وليد ! "
خرجت من الغرفة لهدفين : لجلب بعض العصير ، و لتفقد وليد !
و الهدفان وجدتهما في المطبخ !
واحد بارد
و الثاني حار !
هو يجلس على المقعد يقلب صفحات إحدى الصحف ، لكني متأكدة من أن عينيه تخترقان الأوراق !
تناولت ثلاثة كؤوس و ملأت اثنين منها بالعصير البارد الذي أعددته قبل ساعة و وضعتهما في صينية ...
ثم قلت :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" أترغب ببعض العصير ؟؟ "
قال دون أن يرفع عينيه عن الصحيفة :
" نعم ، شكرا "
سكبت العصير في الكأس الثالث و حملته إليه ...
وضعته قربه على المنضدة ، و سرعان ما أمسك به و دلق نصف محتواه في جوفه دفعة واحدة !
كان باردا جدا ، و يكاد يتجمد !
كيف استطاع شربه بهذا الشكل !؟؟
كل هذا و عيناه محدقتين في الصحيفة !
حملت الصينية و سرت نحو الباب ...
" رغد "
نطق باسمي بغتة كدت معها أترنح و أسقط الصينية من يدي بما حوت !
التفت إليه فرأيته ينظر إلي ...
قلت :
" نعم ؟؟ "
فجاء صوتي أشبه بصوت تلميذة نسيت حل الواجب و تقف بذعر أمام معلمتها !
قال :
" هل أجلب لكما طعاما للعشاء من أحد المطاعم ؟؟ "
قلت بسرعة :
" ماذا ؟؟؟ لا ! "
قال :
" و لكن هل ستتركين ضيفتك دون عشاء ؟ "
" لا تهتم ، إنها نهلة لا غير ! ... "
" و لكن ... حسنا ... كما تشائين "
و عاد يطالع الصحيفة...
هممت أنا بالإنصراف ، ثم توقف و قلت :
" لا تخرج وليد "
فرأيت عينيه تنظران إلي من فوق الصحيفة ... بحدّه !
أسرعت خطاي نحو غرفتي حيث نهلة ، دفعت إليها بالصينية فأمسكت بها و أنا تهالكت على السرير !
" حمدا لله على السلامة ! "
ضحكت من تعليق نهلة رغم أنني لا أجد الوقت مناسبا للضحك !
قلت :
" مرعب يا نهلة ! اليوم يبدو مخيفا جدا ! كالفهد الأسود ! "
" صحيح ؟؟ دعيني أرى ! "
" أوه نهلة ! توقفي عن ذلك ! "
ضحكت نهلة و وضعت الصينية على المنضدة و أحضرت لي العصير و هي تقول :
" خذي اشربي ، فأنت ِ تبدين كاللبؤة الحمراء ! "
أخذت منها الكأس و رشفت رشفة صغيرة ...
" بارد جدا ! "
قالت نهلة :
" أنت حارة جدا ! هيا اشربيه ! "
بعدما فرغنا من شرب العصير ... قلت :
" اليوم ... بدا مستاء ً من شيء ما ... عندما يكون مغتاظا فإنه يصبح ... يصبح ... جذابا جدا ! "
نهلة كتفت يديها و قالت :
" رغد ! عدنا للجنون ؟؟ ! "
كلمتها هذه أيقظتني من غفوتي القصيرة في عالم الوهم ...
و حين رأت نهلة تعبيرات الأسى تعود للظهور على وجهي قالت بعطف :
" عزيزتي ... أنا قلقة بشأنك و أخشى ... أن تحطمي نفسك بهذا الشكل "
وقفت كشخص يخرج من البحر ... و يرفع رأسه للأعلى محاولا الفرار من الأمواج التي لا شك مهلكة إياه ... و قلت :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" إن كان علي أن أعيش مع شخص لا أحبه طوال عمري ، فهل كثير علي أن أسعد نفسي بأوهام عابرة قبل الغرق في بحر الواقع ؟؟ "
وقفت نهلة ازائي و قالت :
" لم يفت الأوان بعد ... إن أردت أن تتشبثي بطوق النجاة ... "
طردت الأفكار السخيفة التي غزت رأسي لحظتها ، و هززت رأسي لأتأكد من نثرها خارجا ...
ثم قلت :
" دعينا من ذلك ، ما رأيك بالخروج معي إلى السوق غدا سأشتري ملابس للعيد !؟؟ "
نهلة استجابت لرغبتي في محي الألم ، و قالت مشجعة :
" فكرة رائعة ! "
بعدما انصرفت نهلة ، و كان ذلك قرابة العاشرة مساءا ، بحثت عن وليد فوجدته يشاهد التلفاز في غرفة الضيوف ...
" وليد "
لم يجب ، فقط نظر إلي ...
" أنا آسفة لكنني أخشى البقاء في البيت مع ابنة خالتي وحدنا "
لم يعلّق !
قلت :
" دانة لم تعد "
" أعرف "
" أأ ... أردت أن أطلب منك شيئا ... إن سمحت "
" تفضلي ؟؟ "
" غدا أود الذهاب إلى بيت خالتي لأصطحب نهلة إلى السوق ... ممكن ؟؟ "
" حسنا "
و أبعد نظره عني ، إلى التلفاز !
قلت :
" أترافقنا إلى السوق ؟ "
قال بنفاذ صبر و ضيق :
" ألم أقل حسنا ؟؟ إذن حسنا "
لم تعجبني الطريقة التي تحدث بها ... و لكني أردت أن أوضح الأمر أكثر :
" أعني أن تلازمنا أثناء التسوق ... أيمكنك ذلك ؟؟ "
قال بنبرة ضايقتني كثيرا جدا :
" نعم ، كما تأمرين يا ابنة عمي ... ألست هنا لحراستك ؟ سأنفذ وصايا خطيبك و والديه بدقة ، ماذا بعد ؟؟ "
وقفت مذهولة من جملته هذه ... فهل يظن هو أن وجوده يعني فقط مهمة حراسة و خدمة موكلة إليه سينتهي منها و يختفي من جديد ؟؟
هل أعني أنا له فقط مهمة مؤقتة مجبور على تنفيذها كارها ؟؟
قلت بانفعال :
" انس الأمر ، لن أذهب معك لأي مكان "
و خرجت من الغرفة بسرعة ، و إلى غرفتي ... و إلى دموعي !
دقائق و إذا به يقف عند الباب ...
" أنا آسف رغد ! أرجوك لا تبكي بسببي "
مسحت دموعي و قلت بعصبية:
" أنا الآسفة لأنني حملتك ما لا ترغب في تحمله ! و لكن من كان ليرافقني و أبي و سامر غائبان ؟؟ من كان سيهتم لأمري و أنا لا أهل لي سواكم ؟؟ "
قال :
" لم أقصد ... أرجوك لا تسيئي فهمي "
قلت :
" حسام لا يوافق أبدا على مرافقتنا إلى السوق و إلا لكنا ذهبنا معه ... إن هي إلا أيام و تتخلص من هذا العبء الثقيل و مني "
وليد قال بعصبية :
" قلت لك لم أقصد هذا .. سأرافقكما إلى حيث تشاءان توقفي عن البكاء الآن "
وليد كان مستاءا جدا كما ظهر من تعبيرات وجهه و انفعاله
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
كتمت دموعي رغما عنها ، و أنهيت المشادة بسلام ...
في اليوم التالي رافقنا إلى السوق و اشتريت الكثير من الحاجيات .. و الأسواق كانت مزدحمة جدا بالناس ! فغدا هو عيد الحجاج !
و كان من بين ما اشتريت هدية لدانة و أخرى لوليد ! طبعا لم أدعه يلحظهما ...
كان يسير إلى جانبنا و يساعدنا في حمل الأكياس ! و نهلة بين حين و آخر تلقي بتعليقاتها المداعبة حوله !
اعتقد أنني بالغت كثيرا في تسوقي ! و بالتأكيد شعر وليد بالضجر ... ألا أن وجوم وجهه منعني من تقديم أي اعتذار !
عندما أوصلنا نهلة إلى بيتها دخلت معها لبعض الوقت لألقي تحياتي على العائلة ، و خرج حسام و تحدث مع وليد ...
اخترت هدية لدانة هذه المرة علبة أنيقة لحفظ المجوهرات ، أما لوليد ـ و لأنني لا أفهم في هدايا الرجال و قلما أهدي أبي أ و سامر شيئا ـ فقد اشتريت له ميدالية مفاتيح أكثر جمالا و أناقة من ميداليته الحالية !
كنت سعيدة بما اشتريت ! هل ستعجبه هديتي ؟؟
عندما عدنا للبيت وجدنا دانة و قد دعت خطيبها لقضاء أمسية معها في المنزل ...
ما أن علم وليد بوجود نوار حتى سأل دانة :
" متى سيغادر ؟؟ "
قالت :
" منتصف الليل ! لم ؟؟ "
قال :
" مادام موجودا هنا إذن أستطيع الخروج قليلا ! "
و نظر باتجاهي ...
لم يكن باستطاعتي منعه ... لكنني اغتظت من إثباته مرة بعد أخرى بأنه يفتش عن أقل فرصة ليغادر المنزل ... و يبتعد عني ...
هذا أثار جنوني و سخطي الشديد !
و مرت الساعات و أنا وحيدة في غرفة المعيشة ... دانة تستمتع بوقتها مع خطيبها المغرور في ليلة العيد و وليد يتجول في مكان ما ... و أنا مرغمة على مشاهدة التلفاز وحيدة !
أوف ... متى يعود هذا ؟؟
و اقتربت الساعة من الثانية عشر منتصف الليل ... أنا أشعر بالنعاس و لكنني لا أستطيع النوم قبل أن يعود !
لماذا لم يعد حتى الآن ؟؟
هل فعلها و رحل ؟؟
طبعا مستحيل ...
كنت على وشك الاتصال به حين سمعت صوت الباب ينفتح ، فأسرعت نحو المدخل و رأيت وليد يدخل و يغلق الباب خلفه
حين رآني قال :
" ألا زلت ِ مستيقظة !؟ "
قلت بتوتر :
" لماذا تأخرت ؟؟ "
قال :
" هل حدث شيء ؟ "
قلت :
" و هل كنت تنتظر أن يحدث شيء حتى تعود ؟؟ لا تدعني وحيدة هكذا ثانية "
و زادني حنقا البرود الذي قابلتني به نظراته !
و ببساطة قال :
" حسنا "
ثم سار ذاهبا إلى غرفة سامر !
لماذا يعاملني بهذا البرود ؟؟ أكاد أجن ... لم لا يدع لي فرصة لأعطيه هديته ؟؟
بعد نصف ساعة غادر نوّار ، و تعجبت دانة لدى رؤيتي ساهرة لهذا الوقت أمام التلفاز !
" متى ستنامين ؟؟ "
" متى ما شعرت بالنعاس ! "
و تركتني هي و أوت إلى فراشها ... ففكرت في إهدائها الهدية غدا ...
الساعة الثانية عشر و النصف ، رأيت جاء وليد إلى غرفة المعيشة ...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
كان شعره مبللا ... لابد أنه كان يستحم !
قال :
" ألم تنامي بعد ؟؟ "
قلت :
" لا أشعر بالنعاس ... أصابني الأرق و الإجهاد ! "
لم يكترث لي ، بل ذهب إلى المطبخ ، ثم عاد و مر بي قبل ذهابه للنوم ... قال :
" تصبحين على خير "
و أولاني ظهره ...
سيطر علي الغضب من إهماله لي ! قبل أن ينصرف ناديته بسرعة :
" وليد "
استدار إلي و لم يتكلم بل انتظر سماع ما سأقوله ...
أنا فقدت شجاعتي التي كنت أتوهم امتلاكي لها ... و وقفت بخجل و ارتباك و أنا اخفي العلبة خلف ظهري !
وليد راقبني بحيرة و ضجر !
اقتربت منه شيئا فشيئا و أنا مطأطئة الرأس خجلا و بالتأكيد وجنتاي متوهجتان احمرارا !
رفعت بصري بحياء و قلت :
" كل عام و أنت بخير "
ثم أظهرت الهدية و قدّمتها إليه :
" هذه لك "
لقد كانت يداي ترتجفان و أنا أقدمها نحوه ، و بالتأكيد لحظ هو ذلك ...
نظراتنا الآن متشابكة ... كنت أبحث عن أي كلمة شكر أو إشارة سرور ...
و أخيرا ابتسم وليد ابتسامة جميلة مذهلة و قال بارتباك ...
" و ... أنت ِ بخير ! ... أأ ... شكرا ! "
وليد مدّ يده و أمسك بالهدية ...
قال :
" هل أفتحها ؟؟ "
غضضت بصري حياء ً و قلت :
" كما تشاء "
و هم هو بفتحها ، بينما قلبي أنا يخفق بشدة !
لكن الصوت الذي سمعته ليس صوت انفتاح العلبة ، بل صوت انفتاح باب ...
رفعت نظري إليه و حدقنا ببعضنا برهة ، و نحن نسمع صوت باب المدخل ينفتح ...
شعرت بذعر ...
قلت :
" ما هذا ؟؟ "
وليد سار ببطء و حذر ذاهبا ناحية الباب و تبعته أنا بخوف ...
قال وليد قبل أن يصل إلى المدخل :
" من هناك ؟؟ "
أنا أردت أن أمسك بيد وليد من الذعر ... ربما يكون أحد اللصوص ...
وليد أشار إلي أن ألزم مكاني ، و تقدم هو نحو المدخل ...
أوشك قلبي على الوقوع أرضا ...
و للمفاجأة المذهلة رأينا سامر يظهر أمامنا !
وقفنا متسمرين في مكانينا في ذهول !
قال وليد :
" سامر !!
سامر نظر إلينا بدهشة هو الآخر ، و قال :
" آه ! أنتم مستيقظون ؟ "
قال وليد :
" هل هناك شيء ؟؟ "
قال سامر :
" أردت أن أفاجئكم بظهوري غدا ! لكن أُفسِدت المفاجأة ! "
الآن سامر نظر إلي و ابتسم ، و قال :
" لم أشأ أن يمر العيد و أنا بعيد جئت أشارككم ! "
و أقبل نحوي ، و أمسك بيدي و قال :
" عروسي ... كل عام و أنت ِ بخير ! "
------------------------------
نهايه الحلقه الـ21
ترقبوا الحلقه الـ22
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
الله يعطيك العافيه ساقي العطاشا
سلمت الايادي
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
تسلم أخوك بس بسأل هو باقي أجزاء واااااااااااااااجدات
لأني بكون لي بس يومين أو يمكن يوم وبطلع
لأن زحمتي زحمه
وأبغى أكمل القصه لأنها مره شيقه
عساك ع القوه خيي
وأترقب لرؤية النهايه
تسلـــــــــــــــــــــــــــــم خيي مره أخرى
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
مشكورين على المتابعه
القصه خمسين حلقه
الحلقةالثانيةوالعشرون
~ لأحطمّك ! ~
لم تمر ليلتي بسلام ...
و رغم أنني نمت متأخرة على غير العادة ألا أنني نهضت باكرا ...
لم يكن أحدهم قد نهض آنذاك ، و بعد قليل نهضت دانة و ذهبنا للمطبخ لإعداد كعكة العيد !
دانة كانت مفعمة بالحيوية و النشاط أما أنا فكنت في غاية الكسل و الملل و الكآبة أيضا ...
بعد مدة اجتمعنا نحن الأربعة حول مائدة الفطور ... و تناولنا حصصنا من الكعكة ...
سامر كان متحمسا جدا و منفعلا ، و يتحدث عن النزهات التي ينوي القيام بها هذا اليوم ...
قالت دانة :
" أنا لن أشارككم فأنا سأخرج مع خطيبي ! "
قال وليد :
" و أنا سأخرج الآن "
و نهض مباشرة ...
سامر قال :
" إلى أين ؟؟ "
" سأتجول في المنطقة "
و سرعان ما غادر
قال سامر :
" ما به ؟ لا يبدو طبيعيا ! "
قلت :
" إنه يريد الرحيل "
قال :
" لن يغادر قبل زفافنا على أية حال ! "
ثم ابتسم ابتسامته التي تزعجني و هو يقول :
" بعد أيام فقط ... "
أهداني سامر زوجا من الأقراط الذهبية ، أما أنا فأهديته إحدى لوحاتي !
لم تكن لدي فكرة عن شيء جديد أهديه إليه !
قضينا نهار العيد ، أنا و سامر نتجول من مكان لآخر ...
و عند العصر ، و نحن في الطريق إلى البيت قال سامر :
" حصلت على هذا اليوم بصعوبة ، لا زال أمامي مشوار العودة الطويل "
قلت :
" أنت تكلف نفسك مشقة ! ما كان يجدر بك الحضور ! "
سامر التفت إلي باستغراب و قال :
" لا أحضر ؟؟ في يوم مميز كهذا ؟؟ "
قلت :
" أقصد .. مشقة السفر ... حضورا و ذهابا ... "
قال :
" لأجلك أنت ِ "
صمت ، و أخذت أراقب الأشياء المتحركة من حولي من خلال النافذة ...
بعد قليل ، قال سامر :
" لم كنت ساهرة لذلك الوقت المتأخر ... البارحة ؟؟ "
التفت نحوه بتعجب !
قلت :
" لم أشعر بالنعاس قبلها ... "
و أضفت :
" كما و أن ... وليد كان قد عاد قبل ذلك بقليل من الخارج ، و لم أشعر بارتياح للنوم و هو خارج المنزل "
قال :
" هل ... يسهر بعيدا كل ليلة ؟؟ "
" لا ! أبدا ... فقط البارحة ، ربما حضر أحد احتفالات العيد ! "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
عندما عندنا للمنزل كنا أول الواصلين
تجازوت الساعة السادسة و لم يعد لا وليد و لا دانة ... سامر بدأ يلقي بنظرة بين حين و آخر عليها في اضطراب ...
" تأخرا ! يجب أن أغادر الآن فأمامي مشوار طويل "
و المشوار بين المدينتين يستغرق ساعات يقضيها سامر في قيادة السيارة
لابد أنه متعب الآن ! فقد قضينا ساعات أيضا في السيارة ...
قام سامر و اتصل بوليد ، و يبدو أن هذا الأخير أخبره بأنه لن يعود قريبا
لذا أتى سامر و قال :
" أ آخذك إلى بيت خالتك ؟؟ "
لم أحبذ الفكرة و مع ذلك اتصلت بهم ، و لم أجد أحدا ... لابد أنهم ذهبوا أيضا للتمتع بيوم العيد ...
قلت :
" أين هو وليد ؟؟ "
" يقول أنه في مكان بعيد ، و قد يتأخر في الحضور ... "
و تنهد سامر باستياء !
إنها المرة الأولى التي يكون فيها معي و يرغب في الذهاب !
قبيل الثامنة ، خرجنا مجددا و اشترينا عشاء خفيفا من مطعم قريب و عندنا للمنزل
و أيضا لم نجد أحدا هناك ...
عاود سامر الاتصال بوليد بعد العشاء ...
" إن علي ّ الذهاب الآن ... فمتى ستعود ؟؟ "
و من خلال تعابير سامر المستاءة استنتجت رد وليد !
قال سامر :
" و الآن هللا حضرت ؟؟ "
بعد أقل من ساعة من المكالمة وصل وليد ...
بادره سامر بالعتاب :
" تأخرت يا وليد كثيرا .. متى سأصل إلى شقتي ؟؟ "
قال :
" شاركت الآخرين مهرجانات العيد ... لا أحد يبقى في المنزل في يوم كهذا "
فهمت أنه يقصد أن وجودي يعيقه عن الترفيه عن نفسه في يوم مميز ...
التزمت الصمت ... قال سامر :
" سأذهب الآن ... "
و صافحني ، ثم صافح وليد و قال :
" تصبحان على خير "
بقيت مع وليد ... وحيدين في المنزل ...
حينما رأيت الضجر باد عليه قلت :
" إن كنت تود الذهاب لمتابعة سهرتك في مكان ما ... فخذني إلى بيت إحدى صديقاتي ثم اذهب "
و ببساطة تجاهلني !
قلت بغضب :
" وليد أنا أتحدث معك ! "
الفت إلي و قال :
" أسمعك ، لكنني لست مجنونا لأفعل ذلك "
صمت قليلا ، ثم قلت :
" أنا آسفة ... للتسبب بإزعاجك طوال هذه المدة ... بقيت بضع أيام "
لم يرد ...
قلت :
" أنا أستطيع المكوث في بيت خالتي ، لكن المشكلة مع دانة ... و إلا لكنا وفرنا عليك عناء البقاء معنا "
رماني وليد بنظرة مخيفة أخرست لساني !
لم أشأ أن أتركه وحيدا و أنعزل في غرفتي ... أحضرت كراستي و عدّة الرسم إلى غرفة المعيشة ، حيث يجلس هو ، و بدأت أرسم !
وليد كان يتصفح قنوات التلفاز و لا يجد فيها من يجذبه للمتابعة
لكنه مهووس على ما يبدو بالأخبار ...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
بعد قليل ، أوقف وليد التلفاز و أخذ الهاتف ، و طلب أحد الأرقام ...
أنا لم أكن أرسم بقدر ما كنت أراقب تحركاته ...
و هاهو يتحدّث إلى الطرف الآخر :
" مرحبا ، أنا وليد شاكر "
( ........................ )
( أهلا بك آنسة أروى ، كل عام و أنتم بخير ، كيف هي أموركم ؟؟ )
تركت القلم من يدي و أصغيت باهتمام ...
( ماذا ؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ )
( ...................... )
" أوه ... أنا آسف ... و كيف حالتها الآن ؟؟ أهي أفضل ؟؟ "
( .................... )
" لا تقلقي ، بلغيها و العم سلامي ... و أخبريهما بأنني سأعود في أقرب فرصة إن شاء الله "
( .................. )
" شكرا لك ، وافوني بأخباركم أولا بأول ، تصبحين على خير "
و أنهى المكالمة ...
و عاد و شغّل التلفاز ، ألا أنه كان شاردا ...
من تكون أروى هذه ؟؟
تركت اللوحة جانبا ، و قلت بعد تردد قصير ضعيف غلبه الفضول الشديد :
" وليد "
" نعم ؟؟ "
" من كنت تحدّث ؟؟ "
بدا عليه الاستغراب ، ثم قال :
" لم السؤال ؟؟ "
" لاحظت ... استيائك من خبر وصلك من الطرف الآخر ... خيرا ؟؟ "
قال :
" زوجة صديقي رحمه الله تعرضت لنوبة قلبية و ترقد في المستشفى "
صمت ّ قليلا ثم سألته :
" و هي من كنت تتحدّث معها ؟؟ "
" كلا . هذه ابنتها "
ابنة صديقه ؟ إذن لابد أنها مجرد طفلة !
بعد قليل أوقف وليد التلفاز و نهض هاما بالمغادرة
قلت :
" إلى أين ؟؟ "
التفت إلي بانزعاج و قال :
" سأذهب للنوم ، إلا إذا كنت ِ تريدين من حارسك البقاء ساهرا لحين نومك ؟ "
لم أجب ، فأنا لم أجد الكلمات المناسبة ... و هو لا يدرك كم هي جارحة كلماته و قاسية معاملته ...
ليته يعرف !
استدار ليخرج فعدت أناديه :
" وليد "
تنهد و هو يلتفت نحوي قائلا :
" ماذا الآن ؟؟ "
تقدمت نحوه قليلا ، و فتشت في وجهه عن أي ملامح تشجعني على سؤالي ، لكنني لم أجد ... فبقيت صامتة ...
" نعم ؟؟ ماذا لديك ؟؟ "
توترت ، لكني بعدها جمعت غبار شجاعتي و قلت :
" هل أعجبَتـْـك ؟؟ "
" ما هي ؟؟ "
" الهدية ! "
وليد بعثر نظره هنا و هناك ، ثم قال :
" لا أذكر أين تركتها ... آسف ! "
هنا عند هذه اللحظة تمزّقت أوهامي ...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
فإن كان قد أضاع هدية أعطيتها له مساء الأمس ...قبل أن يفتحها ... فكيف بماض ولى منذ تسع سنين ؟؟
و إدراكي لحقيقة أن وليد لم يعد وليد ... قتل كل رغبة في الحياة و السعادة لدي ...
الأيام التالية قضيتها حبيسة الغرفة في أنهار من الدموع ... حتى أن دانة و التي عادة ما تتهمني بأنني أتدلل بدموعي هذه بدأت تقلق بشأني و صارت تحضر لي الطعام إلى غرفتي ...
زارتني نهلة ، و خالتي ... الجميع يحاول التحدث ليعرف سبب حزني ألا أنني لم أكن أدع الفرصة لهم ...
و عندما تتصل أمي أكتفي بكلمات بسيطة معها أو مع أبي ، و أعود إلى غرفتي ...
أما سامر ، فقد كنت أتحاشى الحديث معه قدر الإمكان ...
في إحدى الليالي ، جاءتني دانة و قالت بمرح ـ محاولة بث البهجة في قلبي ـ
" رغد ! أنت مدعوّة على العشاء معي و مع وليد في أرقى مطاعم المدينة ! هيا بسرعة وليد ينتظرنا "
هي نظرة عابرة ألقيتها على دانة ثم أشحت بوجهي عنها و قلت :
" لن أذهب "
" ماذا رغد ! هيا لا تدعي الفرصة تفوتنا ! "
" لا أريد دانة رجاء ً دعيني وحدي "
دانة اقتربت مني ... و قد غطت وجهها تعبيرات القلق و قالت :
" هيا رغد ! "
هززت رأسي اعتراضا ، فقالت :
" إذن سنذهب و نتركك وحدك ! "
كانت تعرف أن نقطة ضعفي هي الوحدة ... و أتت تستخدمها كسلاح لجبري على الذهاب معهما ...
حدقت بها لبرهة ثم قلت :
" افعلا ما تشاءان "
رفعت حاجبيها دهشة و قالت :
" رغد ! معقول ! هل تخلّصت من الخوف ! "
قلت بعصبية :
" اذهبا و اتركاني وحدي ... دعيني وحدي يا دانة ... دعيني وحدي ... "
و انخرطت في بكاء مرير ...
دانة خرجت ... و بعد قليل عادت مع وليد ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أحوال صغيرتي كانت غريبة ، و أصبحت مقلقة آخر الأيام ...
في الواقع هي كانت مستاءة جدا منذ أن قدمت ، ألا أن استياءها ازداد مؤخرا ...
كانت تحبس نفسها في الغرفة ، و لا تشاركنا لا الطعام و لا الكلام .
قررت أن نخرج معها لتناول العشاء في أحد المطاعم و من ثم التنزه فعلّ ذلك ينعشها ... ألا أن دانة أخبرتني بأنها رفضت القدوم معنا و قالت لها
( اذهبا و دعوني وحدي )
في السابق كانت دانة تترجم تصرفات رغد على أنها تدلل ، فهي متدللة جدا ... ألا أنها الآن قالت :
" أنا قلقة يا وليد ... هناك شيء تخفيه عنا ... لا أعرف ما الذي يحزنها هكذا "
كنت خلال الفترة الأخيرة أتحاشى اللقاء بها ، فلا قلبي و لا معدتي بقادرين على تحمل المزيد ... ألا أنني هذه اللحظة لم أتمالك نفسي و ذهبت مع دانة إلى رغد ...
الأخيرة كانت في غرفتها تبكي بغزارة تفطر قلب الحجر ... فكيف بقلبي أنا ؟؟
حاولت التحدث معها ألا أنها لم تستجب لي ، و قالت بعصبية :
" اخرجا و دعاني و شأني "
بقيت أيام على موعد عودة والدي ّ من رحلة الحج ... ربما يعود كل شيء على ما كان بعد عودتهما ...
و لكن إلى ذلك الحين يجب أن أفعل شيئا !
صبرت ساعة أو ما شابه ، ثم عدت إليها بمفردي ... و للأسى وجدتها لا تزال تبكي ...
" رغد ... انهضي ... دعينا نذهب لأي مكان تحبين ! "
ما وصلني منها أي جواب ...
كانت تجلس على السرير و تضع الوسادة في حضنها ...
" رغد ... ما بك ؟؟ أخبريني ؟؟ "
" لا شيء "
" إذن لم تبكين ؟ "
" لا لسبب "