الساعه 12 الليل... سكوون صمت.. وهدوووء طاغي بأرجاء البيت.. من شدة الهدوء.. ما تسمع الا صوت القلم وهو يخط على الورق ...
تكسرالقلب بيده وشتته بكل وادي
بعد ماكان لي الدار بعد ما كان بلادي
ظلمني بظنه وحرمني نومي و زادي
لكني بصدق احبه واللي يحب ما يعادي
كنت له اسامح ولزلاته اوكل قلبي محامي
كان القلب من زود حبه عن غلطاته عامي
جعله السعاده اللي حرمني منها ومن منامي
انكسر قلم الرصاص.. كان فارس قاسي عليه وهو يكتب.. انكسر.. وتششت الفكر.. وبإبهام رطب.. مسح السطور.. كون عليها ضباب رصاصي.. تنهد من صميم قلبه...
ــ ااااه.. اشتقت لك حييل يالغالي.. يومين.. يومين لا سلام ولا كلام ولا خبر.. اخخ يا زمن...
وعلى الطاوله.. في مكان اخر.. رائد..حاط كفوفه على راسه.. وفاتح الكتاب .. لعل وعسى تدخل كم كلمة في راسه.. ما باقي شي على اختبارات الثانويه العامه... كلها 8 ايام بس.. ويبتدي الجد.. ورائد خياله ما تفارقه الأحداث الأخيره اللي صارت..
وما يفارقه شكل اخته المسكينه اللي رجع ليها البيت.. لقاها حاطه لزقه على عيونها.. ومكذبه على امها قايله ليها انها بتنزل كرتون من سقيفة غرفتها وطاح على عينها...
زهرا ما مشت عليها السالفه.. بس رؤى مهي حابه تقول شي.. وزهرا مخلتنها براحتها...
يتذكر عتب امه عليه.. انه رجال البيت في غياب ابوه.. شلون يسوي بإخته كذا.. يتذكر جلسته مع اخته وهو يطلب منها تعذره.. وهو اللي عمره ما قال اسف.. بس حزتها لأنها طلعت من قلب وبدموع.. اكتفت بإبتسامه ولا ردت عليه ولا كلمه.. متحسف على نحاسته معاها..
متحسف على ظنه بخويه,.,
قام يضرب على راسه.. والأاه.. بدت نغمتها بشويش.. وزاد الضرب واعتلى الصوت..
وبكفه رمى كتابه بعييد.. مسك جواله.. وفي باله..
ــ ادق.. مالي عين.. ابدق على بيتهم.. اااخ.. فارس وربي مو قادر انا.. محتاجك...
فارس بإبهامه الرطب ما زال رايح جاي على سطوره.. لين خلاص انمحت وما بقى الا بقعه رصاصيه غامقه.. ولاحت على شفته طيف ابتسامه..
قام وانسدح على سريره.. التفت يمينه.. لقى على الطاوله جنب سريره.. في برواز.. صورته هو مع رائد وعبدالله المرحوم.. مد ايده اخذ البرواز.. صار يمسح عليه بخفه... ويحس بحراره في جسمه .. بصداع في راسه.. بدمعه طاغيه في عينه.. وصل لجهة رائد.. ضغط بأصابيعه وصار يمسح.. وسالت الدمعه.. وكملت الأصابع المسير.. لجهة عبدالله.. ضم البرواز لصدره.. وبهمس هادي..
اذا الأقدار خذت منا حبايبنا.. نردد ااه.. يا قسمتنا والنصيب
واذا العين تعبت من مدامعنا.. نعاتبها يستاهل دمعش الحبيب
ظل فارس يهمس .. لين بح صوته... وغفت عيونه والصورة في حضنه...
طووط طووط طوووط..<< تلفون بيت فارس
وبخفه ويأس قفل الخط ...
ــ ااه وينك.. ليش ما رديت.. معقوله نمت.. فاارسووه وحشتني.. اسف وربي.. تكفى رد علي...
حط راسه على الطاوله ما بين ذراعه..
باب رائد يطق... وينفتح بخفه..
رائد عاطي ظهره للباب..وبصوت مبحوح..
ــ امااه قلت لش ما ابغى شي نفسي مسدوده شبعاااان...
شوي الا كاس عصير ليمون انحط على الطاوله معاه سندويشتين.. وكف يد لمست كتفه..
رفع رائد راسه... ولقى اخته رؤى.. ببتسامه تطغى عليها الدمعات.. وبصوت مبحوح..
ــ اكل واشلب .. على شان خاطلي.. اليوم كله ما اكلت شي...
رائد مو عارف ويش يسوي.. ويش يرد.. كيف يتصرف.. موقف رؤى هذا زود الألم في قلبه.. ضمها وهو جالس على الكرسي.. حاسس رجوله ما تشيله .. مقهوور.. وعصرها وصار يصيح.. مدت كفوفها على شعره.. وصارت تصيح .. اول مره تشوف اخوها كذا..
ــ لائد.. خلاص .. يكفي عاد.. خلاص انتهت السالفه حصل خيل..
ــ سامحيني..
ــ مسامحتنك اني.. اني ما ازعل ولا عملي زعلت عليك.. انت اخوي خليصي حبيبي.. مالي غيلك.. كفخني كسلني سوي فيني اللي تبغى.. بس لا تسوي في لوحك كذا.. ولبي ماني قادله افتح كتاب .. قابل دلوسك الإسبوع الجاي امتحانات..
ــ ماانى قادر.. شلون اقابلها.. ابغى فارس.. تفهمي شلون ابغاه.. مايرد علي.. شكله ...
ــ نايم يمكن.. ما تدلي.. فالس طيب وما يزعل عليك.. صدقني..
ــ ان شالله.. ابغى اروح له بكره.. مو قادر وربي..
ــ بتلوح له وبتتصالحوا صدقني بس هدي وانتبه لدلوسك.. واكل..
ــ ماالي نفس..
ــ على شاني تكفى.. على شان فالس الله يخليك..
رائد مد ايده على السندويشه..
ــ انا باكل بس بشرط..
ــ اللي هو..
ــ تاكلي معاي.. وتجيبي كتابش الرياضيات نذاكر سوا..
رؤى وهي طايرة من الفرحه..
ــ اييييي زين...
وسوت اللي قاله ليها اخوها...
وبين ما هم يذاكروا.. وكل واحد يشرح للثاني ويتفلسف عالثاني.. استعصى عليهم سؤال.. صاروا يدوروا على قانون في الكتاب.. يفروا في الصفحات.. وشوي فتح رائد صفحه ما قبل الأخير وصار يطالعها وهو مختلع.. .. ووجهه تغير ورجعت حالة الكابه..
رؤى.. وهي تفر بالصفحات..
ــ اوهووو ويش هالقانوون الدفش ماني شايفتنه..
والتفت لرائد .. وصارت تتأمله وهو يتأمل الصفحه..
طالعتها.. لقت رسمه كاريكتوريه بحبر اسود سائل .. كفين متشابكين.. كل صبع مكتوب عليها رائد.. فارس.. بالتناوب.. وبين الكفين ورده.. مفتحه.. وحولهم اشعة شمس مضويه.. ومكتوب تحتها..
ــ هذي خربشوه تعبر عن صداقتنا الأبديه حبيبي رائد... على شان اذا وصلت لهالصفحه بالمذاكره تذكرني.. وتكون انجزت الشيء الكثير..
بعد هالكلام سمايل مرسوم يغمز,, ومكتوب تحته تعليق..
ــ شااطر وصلت للنهايه عفيااا عليك.. عسى بس ما قحصت ونطيت عن كم دررس... ترى بأعطيك دست.. ريووس على ورا ان كنت مطيح هااا...
وصورة سمايل يبحلس..
بالتوفيق.. فاارس...
كانت صفحه جدا حلوه.. بس وقعها كان مره مؤلم على قلب رائد.. حس لو وضعهم غير.. كان بتفرحه.. بيضحك.. ويوم ثاني بيتمسخر على فارس وهالحركه المفاجأه منه..
... صار رائد يفكر وطغت بعينه دمعه وفي قلبه تنهد..
ــ متى فتحت الكتاب.. متى كتبت .. شلون ما صدتك.. يا الله صحيح ما عرفتك.. وانا طول عمري معااك.. فارس محتاج لك.. وربي مالي غنى عنك...
تناثرت الدمعات على الصفحه.. وسال الحبر الأسود.. رؤى ساكته مهي عارفه ويش تسوي.. لأنها هي بكبرها اثرت فيها هالحركه وصارت تبكي معاه.. ظلوا يصيحوا... دقايق ..
سكر رائد الكتاب..
ــ بقووم انام..
رفع راسه لرؤى.. لقاها تصيح.. ابتسم ابتسامه مصطنعه ..وبصوت مبحوح ومخنوق..
ــ ويش فيش تصيحي..
رؤى مسحت دموعها بسرعه .. وابتسمت.. وحطت ايدها على خد اخوها..
ــ ولا شي.. انتبه لنفسك بس.. وما بيحصل الا كل خيل.. نومة العوافي..
وقامت بتطلع.. وقبل لا تطلع..
ــ رؤى...
التفت له..
ــ سامحيني خيه.. سامحيني وربي ما كان قصدي..
رؤى تسوي له حركة اششش..
ــ ما صال شي.. يللا نام.. وانسى .. تصبح على خيل..
ــ وانتي من اهله..
قام رائد.. طفى الليتات.. وانسدح على سريره.. دق على رقم فارس.. يحس نفسه زي الطفل.. يبغى يسمع نغمة حامد زيد..
ان الرقم الذي طلبته غير موجود بالخدمه مؤقتا ..
سالت دمعته.. وغفت عينه...
يوم ثاني الساعه 10 الصباح...باب بيت فارس الحديد يطق...
فتح فارس الباب.. لقى رجال يسأل
ــ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فارس مستغرب اول مره يشوف هالرجال وشكله اجنبي مو سعودي...
ــ وعليكم السلام ياهلا...
ــ هذا منزل علي الــ.... << جده ابو امه..
فارس ..
ــ أي وصلت....
ــ الحمدلله واخيرا.. منذ متى وانا ابحث عن هذا المنزل .. << الرجال يتكلم بالفصحى
تابع>>>