بسم الله الرحمن الرحيم
عذرا على التأخير لكن لكم هذه الذكرى الاليمة التي لم ولن تبتعد عن ذكرتي لحظة وان غطيتها بابتسامتي معكم ومع غيركم..
قلب الام الكبيــــــــــ......ـــــــــر
كان لدي اخ صغير..
ابتسامتة لم تفارق زوايا البيت لحظة .. كان وردة للمنزل.. يضحك يلعب.. كان مدلل لخفة دمه عندي وعند الجميع .. على انه كان لدينا اخ يصغره.. لكنه كان المختلف..
كنا نتأمل لهذا الطفل مستقبل رائع للطفة وعفويته.. لكن الايام لاتدوم فدوامة البئس تحوم فيها ففي يوم من الايام مرض اخي هذا..
كان مرض خفيفا واعتياديا كلنا اصابنا (انفلونزا) رأيناه كيف دبل وكيف اصبحت ابتسامتة متعبة.... ومنزلنا كأنها اضفئة انواره ....وشموعه هزلت ..
وبتلك الليلة حيث كان الشتاء قارص ببرودته لكننا لانعلم اهي برودة الشتاء ام انها برودة الخوف على ذاك الصغير ..
رأيت امي وهي تحتضنه لتواريه عن قرصات البرد وابي كان شاحب الوجه خرجو لنقله للمشفى وبعد عودتهم كان اخي برد جسمة بعد ان كانت حرارته مرتفعة جدا لكن البرودة لم تكن طبيعية فذاك المشفى لم يحسن تقديم الدواء وبوخزة من حقنة خاطئة قلبت مجرى حياة ذلك البريء..
لاحظة امي ذلك لكن الامل بان تعود ابتسامة طفلها لم تجعلها ترا شيء آخر غير انها تحتضنه لتدفئه فاعتقادها ان الجو هو سبب ذلك..
كان انين اخي كسكاكين تطعن قلب امي (حفظها الله) لكنها سهرة وهي تواسيه بدموع تحجرت بين رمشيها..
هدئ اخي من انين فلاح الامل بوجه الام الحنون غطته ليرتاح بين جنبيها وغفت لتصحو ونحن جميعا امامها نسئلها عن حال الصغير..
فاجابت هاهو هدئ حاله ونام وما ان حاولة تغير جهة نومه إلا وذلك الصغير متوقفة انفاسه ومتغير اللون فحاولت الام تغطيت الامر عن ابنائها (لكني لحظت ذلك) وهي تقول بقلب قوي خوفا على ابنائها - بصاعقة نزلت على رؤؤسنا (اولادي بسم الله عليكم عظم الله اجوركم باخيكم)..
وكانت كلمة ابكت قلبها نزفاً بدل عينيها لكن الغرابة بذاك القلب الكبير القوي الذي احتوانا خوفا علينا من صدمة الخبر..
وبعد مواساتنا عند بكائنا ومسح دموعنا بكفاها العظيمتين (اولادي ترا هذي الدنيا ماحد باقي فيها) (اصبرو على الدنيا جزاكم الله خير) ومن هذه الجمل التي لم تكن بمقدورها حبس دموعنا وامي كانه شيء طبيعي يحدث لقسوتها على نفسها..
وبعدها عادة الى زاوية طفلها لتحتضنه وتنفجر بالبكاء وبأناشيد كانت تتلوها عليه بالماضي..
اعذروني لن استطع الاكمال فالختناق كاد يذبحني..!!