حرف السين من يوم ( الأحد - الثلاثاء )
عرض للطباعة
حرف السين من يوم ( الأحد - الثلاثاء )
سيهات
بفتح السين بعدها ياء مثناة تحتية ساكنة فهاء مفتوحة فألف فتاء، وهي كلمة لم أجد لها أصلا في العربية إذ كلمتا (سيه) و (سَهَتَ) مهملتان، وقد تكون عجميّة أو محرفة عن (سيحات) بإبدال الحاء هاءا، ومثل هذا يقع كثيرا عند العامة، وهم في جهات القطيف يطلقون كلمة (سيحة) على القرية وما حولها من البساتين التي لا يفصل بينها حدود، فيسمى كل قسم باسم القرية ويطلق عليه اسم (سيحة) فيقال – مثلا - : سيحة العوامية، ويقصد البساتين التابعة لها، ولعله أخذ من كون تلك البساتين يسيح فيه ماء عين تلك القرية فيسيقيها سيحا.
وبلدة سيهات أقدم من رأيته ذكرها الشاعر جعفر الخطي بقوله:هلا ســـألت الــربع من سيهاتعن تلكم الفـــــتـيان والفــتـياتومجرّ أرســــــان الجــــياد كأنهافوق الصـعــــيد مسارب الحياتحيث المسامع لا تكاد تفيق منترجــــيع نوتيّ وزجر حــــــــداةووصفه هذا يدل على حيويتها، ونشاط أهلها وتنوع أعمالهم في البر والبحر.
وقد أشرت في الكلام على (أفأن) أن بلدة سيهات قامت على أنقاضها، أو بقربها، وكلام جعفر الخطي يفهم منه أن سيهات في القرن العاشر من القرى القوية.
وكانت بلدة سيهات من القرى التي صمدت للحرب عندما سارت الجيوش السعودية في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود. جاء في كتاب "لمع الشهاب" : فسار إبراهيم بن عفيصان مع ذلك العسكر أميرا عليه. وكان عدده ثمانية ألاف فنزل سيهات، قرية جنوبية عن القطيف. وهي من توابعها، بينها وبين القطيف ثلاثة فراسخ. فلما سمع عبدالله بن سليمان، أرسل العسكر الذي معه في القلعة إلى مقاتلتهم مع إبنه علي. فوقع الحرب هناك وانكسر ابن عفيصان فذهب بعسكره إلى ناحية شمال القطيف موضع يقال له ظهران، لا سكن فيه بل كان قديما مسكونا، وبقي هناك عشرة أيام، وبعد ذلك المكان عن القطيف مسافة يوم، فجعل يغزو أطراف القطيف وينهب ويقتل، وأطاعه أكثر قرى القطيف. انتهى
وفي سنة 1206هـ استولى الإمام سعود بن العزيز على بلدة سيهات، دخلها عنوة، وقتل جماعة من أهلها.
وجاء في كتاب "دليل الخليج": سيهات على بعد ميلين جنوب شرق عنك عند الجانب الجنوبي للساحل.
مدينة مسورة تتكون من 600 منزل منها 200 كوخ تقع خلف السور وكل السكان من البحارنة.
وهذه أغنى منطقة، تعتمد بصفة خاصة على الزراعة وتملك حدائق نخيل وزراعات على الجانبين الشمالي والغربي، وتروي أرض المدينة من ينبوع الكعبة، ويملك السكان 30 قاربا لصيد اللؤلؤ. انتهى
وكان هذا قبل سبعين عاما، أما ألآن – وبعد العثور على النفط الذي غير مجرى الحياة في العالم كله – فقد أصبحت مدينة سيهات من كبريات مدن المنطقة، فازداد سكانها بحيث ما يقاربون عشرين ألف نسمة، وعمّرت عمرانا حديثا، ودخلتها وسائل التنظيم، وتقع جنوب مدينة القطيف غرب بلدة عنك بقربها.
وتحيط حدائق النخيل بالمدينة من الجهتين الشمالية والغربية، ويخترقها نهر صغير من عين تسقي نخليها، ولكن ماء تلك العين ضعف في السنوات الأخيرة، بعد حفر الآبار (الارتوازية) التي صار الماء يتدفق – بل يفور – منها بدون آلة ضخ.
سيهات نظرة تاريخية:
مدينة عريقة في تاريخ منطقتنا، ساهمت بشكل كبير في الأحداث التي مرت على تاريخ القطيف الأم، وكما أن هناك كثيرا من المعارك التي خاضتها الشعوب والحضارات التي استوطنت المنطقة على أرضها، (كما سوف تعرفه في الصفحات القادمة)
وعرفت سيهات في التاريخ القديم بعدة أسماء، من هذه الأسماء (أفأن) كما ذكر المسعودي في كتابه التنبيه والأشراف ص 341، وكانت تعرف بشميمة، وكما كانت تعرف بـ (سوهات) أي الأرض التي ينشر عليها السمك، وعرفت فيما بعد بـ (سيهات) وهو الاسم الحالي الذي عرفته به، وأرخت حوادثها وثقافتها ورجالها به وكما عرفها وتحدث عنها المؤرخ الغربي المشهور (لوريمر) في كتابه دليل الخليج العربي، الجزء السابع، ص 432 بقوله: تبعد مسافة ميلين إلى الجنوب الشرقي من قرية عنك عند الطرف الجنوبي، وعلى ساحل الواحة الفعليّة، وسيهات بلدة مسورة فيها 600 منزل، منها حوالي 200 كوخ مقامة خارج السور، ومعظمها أبنيّة مبنية من الحجارة، وهذه بلدة مزدهرة، تعتمد على الزارعة بالدرجة الأولى، فيها بساتين نخيل وأرض زراعية على جانيها الشمالي والغربي، ويروي أراضيها نبع كعبه، ويملك سكانه أيضا 30 زورقا لصيد اللؤلؤ. ولأهل البلدة شيخهم الخاص بهم، يمارس سلطات تنفيذية (مطلقة) على البلدة.
بعدها الجغرافي:
تقع على الساحل الخليجي بين مدينتين كبيرتين هما الدمام والقطيف على خط طول 50 درجة ودائرة عرض 26 درجة، ومن الجهة الشمالية تقع مدينة عنك، ومن الجهة الشرقية ساحل الخليج العربي، ومن الجهة الغربية مساحات شاسعة من البساتين والنخيل.
السكان:
تعود جذور تاريخ سكانها إلى القبائل العربية التي استوطنتها قديما ولا سيما قبيلة عبدالقيس الذي تمكنوا من فرض سلطتهم وعاداتهم وتقاليدهم على أهل المنطقة في ذلك الوقت، فنمى أهلها على الصلاح والكرم وحسن الأخلاق وعراقة النسب والحسب، وإن كانت في بعض تركيبتها مزيج من سائر أقطار العالم العربي والخليجي، ففيها نسبة من الأجانب الذي اتخذوها أرض استيطان، فاختلطوا مع أهلها وأصبحوا جزء لا يتجزأ منها، وقد قدرت بعض الدراسات تعداد سكانها بـ ( 22.500) نسمة في عام 1405هـ،
بعدها الجغرافي:
تقع على الساحل الخليجي بين مدينتين كبيرتين هما الدمام والقطيف على خط طول 50 درجة ودائرة عرض 26 درجة، ومن الجهة الشمالية تقع مدينة عنك، ومن الجهة الشرقية ساحل الخليج العربي، ومن الجهة الغربية مساحات شاسعة من البساتين والنخيل.
السكان:
تعود جذور تاريخ سكانها إلى القبائل العربية التي استوطنتها قديما ولا سيما قبيلة عبدالقيس الذي تمكنوا من فرض سلطتهم وعاداتهم وتقاليدهم على أهل المنطقة في ذلك الوقت، فنمى أهلها على الصلاح والكرم وحسن الأخلاق وعراقة النسب والحسب، وإن كانت في بعض تركيبتها مزيج من سائر أقطار العالم العربي والخليجي، ففيها نسبة من الأجانب الذي اتخذوها أرض استيطان، فاختلطوا مع أهلها وأصبحوا جزء لا يتجزأ منها، وقد قدرت بعض الدراسات تعداد سكانها بـ ( 22.500) نسمة في عام 1405هـ، يوضحها فيصبح تعدد السكان الحالي على حسب إحصاءات وزارة الصحة بـ (45.145) نسمة ولم يشمل هذا التعداد من يتلقى العلاجات في المستشفيات الخاصة، أو بعض الأسر أو الأفراد الذين لم يكونوا هناك في حال أخذ الإحصاء، وإلا فعدد سكانها أكثر من هذا بكثير.
وهم يتوزعون على عدة مناطق من بينها: الحارات الثلاث: الديرة والنقا الغربي والطف. وكانت الديرة نواة هذه المدينة والأسبق من حيث التأسيس وقد أهلها لذلك طبيعة أرضها الجبلية وسهولة البناء عليها.
أما الآن ففي سيهات ما يزيد عن 16 حيا سكنيا وعدد من المخططات يمكن ترتيبها حسب عمرها الزمني كالتالي:
الديرة – الخصاب – الحالة – النقا الجنوبي – النقا الغربي – السوق – الولاب – الطابوق (مدينة العمال) – الطف – الفردوس – السلام – النمر الجنوبي – الدخل المحدود (الفلاح) – النمر الشمالي – الجمعية ..
وما زالت مدينة سيهات تمتلك أراض واسعة مها ما هو مخطط وجاهز للعمران، ومنها ما هو مخصص للأغراض التجارية والزراعية.
التركيبة السكانية:
تتكون تركيبة مدينة سيهات السكانية من عدة عوائل منها ما وجد منذ أن كانت ومنهم من نزح إليها من خارج المملكة، ومنهم من استوطنها من البحرين بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تاريخ الخليج العربي
سيهات والبعد الثقافي:
لعب الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد آل أب المكارم (قدس سره) دورا كبيرا في تنمية الحس الثقافي والعلمي والأدبي، فإذا عاد من البحرين يقوم بنشاطاته العلمية والثقافية في سائر أنحاء قرى المنطقة، وكانت له اهتمامات كبيرة على صعيد الرحلات التوجيهية بالخصوص مدينة سيهات، فيستقر بها عدة أسابيع يقوم خلالها بالتوجيه والتثقيف والأصلاح، فانعكست هذه المواقف التربوية والثقافية منه على أهلها.
وجاء من بعده إبنه الشيخ علي (يرحمه الله) الذي سار على غرار منهج أبيه في العلم والتربية والثقافة.
وقد كان لبعض رجالات العلم والفضيلة اهتمامات بهذه المدينة، من ضمن هؤلاء الذين اهتموا بها كثيرا الشيخ محمد أمين زين الدين العراقي، الذي كانت له رحلات سنوية يقوم بها إلى البحرين وسيهات، يقيم فيها فترات طويلة يسعى جاهدا بكل قوته للتثقيف والتوجيه والإصلاح، فكانت له مجالس وندوات ومحاضرات في العلوم الإسلامية بما فيها الأخلاق وتعلم الأحكام الشرعية..
ومن ثم كانت للشيخ الخاقاني (قدس سره) متابعات ثقافية وندوات علمية، فكانت نهضته التغيرية في هذا البلاد نهضة ثقافية وأخلاقية عالية تركز جلها في التصدي لكافة المجالات وانحراف العقول بسبب التيارات الإلحادية والفكر الماركسي والقومي، فكانت مسؤليته أكبر بكثير من مسؤليات الآخرين من الموجهين العاملين في الحقول الإسلامية، فاستطاع أن يكوّن جيلا ثقافيا واعيا لما يدور حوله في مدينة سيهات.
الكتاتيب:
لما لهم من أهمية كبرى في حياة المنطقة على الصعيد الثقافي والعلمي والتربوي، بل أن الفضل في الحفاظ على الموروث يعود إليهم.
سيهات والبعد السياسي:
ساهمت مدينة سيهات قديما في حروب القرامطة، فقد ذكر المؤرخون أن بعض معاركهم كانت في ساحة تسمى بـ (أفان) وهذه القرية حاليا موقعها الجغرافي هو سيهات الآن.
وكما تعرضت إلى معارك ضارية في زمن الملك عبدالعزيز فقد ذكر بعض الكتب سار إبراهيم بن عفيصان مع عسكره أميرا على منطقة القطيف من قبل الملك عبدالعزيز، نزل مستوطنا عدة أيام في مدينة سيهات، وعندما سمع عبدالله بن سليمان المشهوري الخالدي أرسل عسكره إلى جنب المقاتلين مع ابنه علي بن سليمان فوقع بينهما حرب طاحنة على أثرها انهزم ابن عفيصان ونزح بعسكره إلى شمال القطيف أي نحو الظهران، ومن ثم عاود الهجوم عن طريق قرية الجارودية وذكرنا مجمل الحدث في البعد السياسي بالجارودية فراجع:
يذكر لنا التاريخ حوادث المعركة الدامية التي خاضها الملك فيصل مع زعماء قبيلة الخوالد التي استوطنت في المنطقة قديما، حيث خرجت ضد كل طامع أراد الاستيلاء على القطيف، ومن جهة ثانية كان أهالي القطيف وملحقاتها قرية الجارودية مسرحا للصراع الذي دار سنة 1208هـ - 1794م بين تلك الجبهة المدافعة عن أراضيها وبين قوات الدرعية عندما أراد الاستيلاء على القطيف، فقد أرسلت الدرعية حملة قوامها 8000 مقاتل بقيادة إبراهيم بن سليمان بن عفيصان إلى القطيف، وعندما علموا بقدومه، خرجت قبائل بني خالد بقيادة عبدالله بن سليمان المشهوري الخالدي من جهة ومن جهة أهالي القطيف حملة بقيادة أحمد بن غانم القطيفي، وتلاقوا جميعا على أرض سيهات وكانت هي الهدف الأول للإحتلال من قبل الدرعية، فانهزم جيش الدرعية ونزح إلى منطقة الظهران، حيث أخذت قوات الدرعية المنهزمة تشن غاراتها على القرى المجاورة للقطيف، فوصلت جحافلهم إلى قرية الجارودية من الجبهة الغربية المطلة عليها، فخرجت لهم حملات مكونة من أهالي القطيف ومن أهالي قبيلة الخوالد فنشب الصراع بينهما ما يقارب 12 يوما متواصلة دون نتيجة، قرر بعدها عبدالله بن سليمان المشهوري الرجوع إلى داخل القطيف، لكن قوات الدرعية تمكنت من قطع الطريق عليه مما أضطر إلى تغيير طريقه إلى وجهة ثانية حيث وصل بها إلى تاروت، أما ابن غانم فواصل صموده ضده حتى استسلم بعد أن أصيب بالخسائر الكبيرة، فتمكنت قوات الدرعية من الدخول إلى القطيف والاستيلاء عليها عن طريق بوابة الجارودية الواقعة غرب المنطقة.
معركة دارين:
اتضح أن الإمام عبدالله الفيصل قد استوعب الدرس جيدا فلم يعد خافيا أن حكم البلاد لن يستقيم له في حال انشقاق آل سعود، وإن العثمانيين الذين يعون ذلك ويعملون على ترسيخه لن يسلموا الحكم إليه إلا وفق شروط قاسية تكرس ذلك الشقاق وتعمقه، وتحكم الهيمنة العثمانية على المنطقة، كما أدرك الإمام عبدالله أهمية الأحساء والقطيف، وأن استمرار تركها بيد العثمانين يضعف الحكم في البلاد، وأن أهمية القطيف بالنسبة له العصب الاقتصادي لنجد والحجاز، وهذا الذي يجعل من أن يقدم على ارسال حملة عسكرية ضخمة إلى الأحساء والقطيف سنة 1296هـ باغت فيها القطيف التي تكن محصنة جيدا في ذلك الوقت وكاد أن يستولي عليها ولولا خذلان قبيلة العجمان التي تقاعس شيوخها عن الانظمام إليه ومسارعة العثمانيين بإرسال إمدادات الجيش من العراق، ومما يذكر هنا أن الحملات السعودية للإستيلاء على القطيف، كانت لها مداهمات كثيرة فقد جاء الأمير تركي إلى القطيف عن طريق مدينة سيهات والتي استعدت بكل قواها من جانب الأهالي لصد هذه الحملات عن الإستيلاء على المنطقة، فحدثت معركة دارين على أرضها، فكانت الغلبة للأهالي واندحر جيش الأمير تركي، وتعلل بعض الأدبيات أن سبب انهزام قوات الأمير تركي في سيهات لأن جيش عبدالله بن غانم اخلف بوعده معه، وقد ضن أهل سيهات به شرا، فقتلوه على فراشه في مدينة القطيف داخل القلعة كما ينقل ذلك الأهالي وكان ذلك عام 1249هـ.
معركة سيهات:
وتذكر بعض الأدبيات المحلية، أن سيهات على أثر الموقعة السابقة (دراين) وانسحب أهالي سيهات إلى داخل البلدة، وعلى إثر قتلهم عبدالله بن غانم، علم الأمير تركي بأمر حركة العصيان الداخلي في سيهات، واحتلال حكومة البحرين دارين وتاروت، فجهز الأمير تركي جيشا تحت قيادة ابنه فيصل فسار به حتى نزل (المريجب) وهي أحدى عيون سيهات وتقع في الجزء الغربي للبلدة، وبدأ القتال بين الفريقين فصار جيش البحرين ينزلون إلى البر نهارا للقتال ويعودن إلى سفنهم ليلا.
دام الحصار نحو أربعين يوما وعانى أهالي سيهات من جرّاء هذا الحصار معاناة شديدة، وبعدها أرسل الأهالي إلى الشيخ عبدالله حاكم البحرين أن ينقذهم من هذا الحصار، وأن يسلموه البلدة بشرط يأمنوا على أموالهم وأعراضهم وأطفالهم، فقبل ذلك ووفى لهم واستولى على البلدة، وكان أمير سيهات من قبل الأهالي.
وفي عام 1251هـ بعث الأمير فيصل دويد العبد، ومعه مائة مطية من الركاب إلى ناحية القطيف فأمرهم أن يأمروا الأهالي بالمبايعة له على الطاعة والأمان، ووفد أمير القطيف وأمير سيهات في ذلك الوقت ابن عبدالرحيم على الأمير فيصل وبايعوه على السمع والطاعة والأمان.
كما أن أهالي سيهات شاركوا القطيف الأم كافة معاركها وصراعاتها السياسية، مثل ذلك حادثة الطائرة ووقت الشربة وغيرهما، ويذكر أن سيهات خاضت معركة ساهمت بها القطيف لا سيما صراعهم مع الغزاة البدو، ومعركة (ردان) التي قتلت فيها مجموعة كبيرة من أهالي سيهات كانت شاهدا على ذلك، ولا سيما إن التدخل البريطاني لمنع الصراعات بين الأهالي والبداة كان قاسما مشتركا في بعض المعارك السياسية في المنطقة.
سوريا
تقع الجمهورية العربية السورية في جنوب غرب آسيا على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. يحدها من الشمالتركيا، من الشرقالعراق، من الجنوب الأردن و إسرائيل ومن الغرب لبنان والبحر المتوسط على امتداد 183 كم من الساحل.
الجغرافيا
تقع سوريا بين خطي العرض 32- 37 شمالا وخطي الطول 35-42 شرقا. هذا المكان الجغرافي منح سوريا موقعا استراتيجيا من الناحية التجارية فهي ملتقى القارات الثلاث (آسيا - أوربا - أفريقيا) وتتوسط المراكز الصناعية والتجارية الرئيسية في أوربا ومراكز إنتاج النفط في منطقة الخليج العربي.
أنهار سوريا هي الفراتوالعاصيوبردىواليرموكوالخابوروالبليخ و الكبير الشماليوالأعوجوالكبير الجنوبيوعفرينوالساجور و السن. بحيرات سوريا في سوريا عدة بحيرات واهمها بحيرة الاسدوهي اكبرها تقع على نهر الفرات و بحيرة قطينه على نهر العاصي وبحيرة17 نيسان على نهر عفرين وبحيرة6تشرين على النهر الكبير الشمالي ووبحيرةمسعدهوبحيرةمزيريبوبحيرةزرزروعددمن البحيرات الاخرى
التاريخ
تعد سوريا أحد أقدم مواطن الاعمار البشرية حيث أقام الإنسان تجمعاته فيها منذ أواسط العصر البرونزي لوجود المياه الكثيرة، ولما كانت الزراعة أساس النشاط البشري فيها فقد وفر لها هذا معظم مقومات النجاح. "عندما نكون في سوريا نجد أنفسنا نمتزج مع التاريخ ذاته، فكل ذرة من ترابها هي حرف مضيء في سفر الإنسانية الخالد": هذا ما قاله رئيس البعثة الأثرية الأمريكية التي عملت في الكشف عن مملكة خانا في منطقة قرب التقاء نهر الفرات و نهر الخابور. ويمكن القول أن التاريخ الغني الذي شهدته سورية جعل منها موطنا لكثير من الثقافات والحضارات، فكانت وريثة ومسؤولة عن هذا التاريخ السحيق ويعود سبب تسمية سوريا بهذا الأسم نسبة إلى الشعوب القديمة التي سكنتها وهم (السريان)
كانت أرض سورية مملكة (خانا) القديمة التي ازدهرت في الألف الثانية ق.م. قرب التقاء نهري نهر الفرات و نهر الخابور حيث بدأت الزراعة منذ أكثر من عشرة آلاف عام. و اكتشف النحاس و ابتدع خلطة البرونز في تل حلف على ضفاف نهر الخابور منذ الالف الثالثة ق.م. ففي مملكة ماري (تل الحريري) على الفرات كانت قصور و رسوم وشهد ازدهارا ثقافيا و تجاريا. وفي مملكة أوغاريت (رأس الشمرة) على الساحل السوري قدمت للانسانية ابتكارها للابجدية الاولى في العالم. أما في مملكة إبلا (تل مرديخ) فقد اكتشف في قصرها الملكي أروع و أضخم مكتبة وثائقية تنظم أمور الادارة و التجارة و الدبلوماسية و الصناعة و علاقات الحرب و السلم مع الاقطار الاخرى. أهل الممالك السورية (السكان الاصليون قبل قدوم الفتوحات العربية الاسلامية ) كانوا يعرفون بالعموريين (الالف الثالثة قبل الميلاد) و بالكنعانيين و الفنيقيين (سكان الساحل) و بالآراميين (سكان المناطق العلياوالجنوب) و الانباط (بعض من سكان الجنوب). تعرضت سوريا لغزوات الحيثيين و الفرس و اليونان و الرومان ، ومن ثم الفتح العربي الاسلامي عام 636م. و عبر أراضيها كان يمر طريق الحرير القادم من الصين وكانت محطته السورية الاولى دورا أوروبوس (الصالحية) ثم تدمر و حمص إلى أن يصل إلى مرافيء البحر الابيض.
يعتبر علماء الآثار سوريا مركزا لإحدى أقدم الحضارات على وجه الأرض . فالمدينة الأثرية ايبلا في شمال سوريا بنت امبراطورية امتدت من البحر الأمر جنوبا حتى تركيا شمالا و حتى الفرات شرقا مستمرة من عام 2500 إلى 2400 قبل الميلاد . تضم سوريا إضافة لذلك العديد من الحضارات و المدن البائدة مثل مملكة ماري ، أوغاريت ، دورا اوروبوس.
سيطر على سوريا دول و شعوب شتى يمكن تعدادها على الترتيب : الكنعانيون ، العبرانيون ، الآراميون ، البابليون ، الفرس ، الإغريق ، الرومان ، النبطيون ، البيزنطيون ، العرب ، و جزئيا الصليبيون, و أخيرا كانت تحت سيطرة الأتراك العثمانيون كما انها خضعت للانتداب الفرنسي بين عامي 1921 و 1946 .
سوريا ذات أهمية خاصة أيضا للمسيحيين الذين يشكلون 10% من سكانها ففيها أسس بولس الرسول أول كنيسة في المشرق في أنطاكية ، و من ثم غادرها في رحلاته التبشيرية .
عاصمة سوريا هي دمشق التي يعرف بأنها مأهولة منذ 8,000 إلى 10,000 عام قبل الميلاد وبهذا قد تكون أقدم عاصمة مأهولة بالسكان باستمرار في العالم . أصبحت دمشق تحت حكم المسلمين في عام 636 للميلاد. بعد ذلك بمدة وجيزة أصبحت المدينة في أوج ازدهارها بعد أن أصبحت عاصمة للأمويين و امبراطوريتهم التي امتدت من إسبانيا إلى حدود الصين في الفترة من 661 إلى 750 للميلاد . في المشرق، سقطت دولة الأمويين بعد ذلك في يد العباسيين الذين أسسوا لأنفسهم عاصمة في العراق أسموها بغداد .
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Syr_map.PNG
خارطة الجمهورية العربية السورية
اللغات
اللغة العربية هي اللغة الرسمية، و الآرامية او السريانية لغتها الاقدم لا تزال متداولة بين السريان بمختلف لهجاتها ويتحدث بها سكان قرى عديدة في سوريا مثل معلولا، جبعدين، بخعة و الكثير من سكان صيدنايا و يبرود وفي شمال شرق سوريا في القامشلي و القحطانية و الحسكة وقرى الخابور ومناطق اخرى ، ولاتزال معظم مدن وقرى سورية تحمل اسماءها الارامية القديمة . واللغات الكرديةوالأرمنيةوالتركمانيةوالشركسية متداولة أيضا بين تلك المجموعات السكانية. أما اللغات الأجنبية المتداولة بشكل واسع هي الإنجليزية وبشكل أقل الفرنسية.
التقسيم الإداري و أهم المدن
تقسم سوريا إلى 14 محافظة، هي (المحافظات مرقمة حسب ترقيمها في خريطة التقسيم الإداري لسوريا):
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...yrnumbered.png
- محافظة دمشق
- محافظة ريف دمشق
- محافظة القنيطرة
- محافظة درعا
- محافظة السويداء
- محافظة حمص
- محافظة طرطوس
- محافظة اللاذقية
- محافظة حماة
- محافظة إدلب
- محافظة حلب
- محافظة الرقة
- محافظة دير الزور
- محافظة الحسكة
مدن سوريا
دمشق هي العاصمة و أكبر مدن البلاد. حلب هي المدينة الثانية من حيث عدد السكان.من أهم المدن الأخرى: اللاذقية، حمص، حماة، دير الزور, طرطوس،إدلب ، السويداء ، درعا ، الرقةالحسكة،القامشلي .
الاقتصاد
يقوم عماد الاقتصاد السوري الزراعي على القمح المزروع في منطقه الفرات ومحصول القطن ويعتبر القطن السوري من اجود انواع القطن لطول تيلته . يزرع ايضا التبغ في الساحل السوري والخضراوات بانواعها والفواكه . كما يعتمد الاقتصاد السوري على النفط، فالانتاج النفطي يعادل 3 مليارات يورو أو مايعادل 30 ميلون طن سنويا لينقلوا بأنبوب نفطي إلى حمص لتكرر 5.5 مليون طن وتصدر الباقي لمحافظتي طرطوس وللتصدير بينما بانياس لتكرير 6.0 مليون طن سنويا وتصدر الباقي. هذا المحصول النفطي الذي يشكل جزءاً كبيرا من الدخل القومي الصافي في سورية معرض للنفاذ حسب تقاريير الخبراء عام 2010، و لكن هناك امل بالاستعاضه عنه بالغاز الطبيعي الذي تبين في الفترة الأخيرة توفره بكثرة لا سيما عند مدينة دير الزور. يجدر الذكر بأن سوريا انتجت أول سيارة صناعة عربية بمساعدة إيران مطلع اذار من العام 2007م.
الخصائص السكانية
بلغ عدد سكان سوريا 18881361 نسمة في يوليو 2006. 90.3 % من السوريين عرب، بينما تمثل النسبة الباقية الأكرادوالأرمن وغيرهم. يتوزع سكان سوريا في غرب البلاد عموماً، بكثافة عالية حول المدن وفي دمشق وماحولها، ومازال عدد من السوريين في المناطق المحتلة من هضبة الجولان يرزحون تحت الاحتلال ويقدر عددهم بنحو 40000 نسمة.
الدين
بالنسبة للديانات، 74 % من السكان مسلمونسنة، و 13 % مسلمون من طوائف أخرى علويوناسماعيليونوشيعة، 3 % دروز، 10 % من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة، كما توجد جاليات صغيرة يهودية في دمشقوالقامشليوحلب هاجر معظمها خارج البلاد، وتوجد أيضا أقلية يزيدية
السياسة
لم تعرف سورية انتخابات ديمقراطية منذ تولي حزب البعث السلطة عام 1963. قبل ذلك، تم تنظيم انتخابات ديمقراطية عام 1943، تشرين الثاني 1949، أيلول 1954، أيار 1957 (انتخابات جزئية) وفي الأول من كانون الأول 1961.
منذ عام 1963، الجمهورية العربية السورية يحكمها حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري. ينتمي أغلب المسؤولين في السلطة إلى الأقلية العلوية. يشكل حزب البعث والأحزاب الموالية له تآلفا يسمى الجبهة الوطنية التقدمية، وتحتكر الجبهة ثلثي المقاعد في البرلمان السوري المسمى مجلس الشعب والذي يضم 250 عضوا، وبقية المقاعد(83 مقعدا) مخصصة لنواب مستقلين. تعيش سورية تحت حالة الطوارئ منذ عام 1963. بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد انتقل الحكم إلى ابنه الثاني بشار الأسد.
يمنح دستور 13 آذار 1973 حزب البعث دور الحزب القائد وأغلبية طفيفة في مجلس الشعب، ويمنح رئيس البلاد صلاحيات واسعة. يرشح رئيس الجمهورية من قبل مجلس الشعب بناء على اقتراح من القيادة القطرية لحزب البعث، ثم يجري استفتاء عام لولاية مدتها سبع سنوات. يجمع رئيس الجمهورية بين مناصب الأمين العام لحزب البعث ورئيس الجبهة الوطنية التقدمية، وله الحق في تسمية رئيس الوزراء وإعلان الحرب وحالة الطوارئ، وإصدار المراسيم وتعيين الموظفين وضباط الجيش.
يبدو النظام السياسي على الورق وكأنه نظام ديمقراطي، ولكن في الواقع يمارس حزب البعث والجهاز الأمني والجيش سيطرة محكمة على الحياة السياسية للبلد. يحافظ الحزب على سيطرته بوسيلتين: جهاز أمني لديه الضوء الأخضر في ممارسات خارج نطاق القانون وفيها خروق لحقوق الإنسان، ومن جهة ثانية عن طريق ممثلين للأقليات الدينية والعشائر. المسؤولون والضباط موالون للسلطة بغية الحفاظ كل على منصبه.
تتكون الجبهة الوطنية التقدمية من سبعة أحزاب بقيادة حزب البعث الذي يشكل 51% من مقاعد الجبهة، وشكلت لإعطاء صيغة ديمقراطية لسيطرة حزب البعث المطلقة.
تعيش سوريا في عزلة عن الواقع العربي والعالمي فرضته سياسات الرئيس الراحل حافظ الأسد ومواقفه الرافضة للتفاوض مع إسرائيل و اعتبارها العدو الاول لسورية والعرب مما يثير الاستغراب بالمقاطعة العربية التي من المؤكد انها بأمر امريكي خارجي, كما ان هذه المقاطعة عززت من جماهيرية حافظ الاسد ليس في سورية فحسب بل و في الوطن العربي ايضا. ودعمه لمنظمات مصنفة من قبل الولايات المتحدّة أو الغرب عموماً كإرهابية مثل حركة حماسوحزب الله. أما في انتخابات مجلس الشعب فقد فَقَدَ الشعب أي اهتمام بالسياسة، الإقبال على الانتخابات منخفض نتيجة معرفة الشعب بعدم جدوى التصويت في انتخابات محسومة سلفا حتى أنه في بعض المناطق الريفية لا تجتمع الأصوات الكافية لنجاح اي مرشح فيتم اختيار مرشحي الجبهة الوطنية التقدمية بالتزكية.
بعد وفاة الرئيس الراحل حافظ الأسد في 10 حزيران 2000، اجتمع مجلس الشعب في جلسة استثنائية وتم تعديل الدستور بحيث يخفض العمر اللازم للترشح للرئاسة من 40 عاما إلى 34 عاما، وهو عمر بشار الأسد آنذاك. وتم ترشيحه من قبل القيادة القطرية وتصديق مجلس الشعب على ترشيحه كمرشح وحيد للرئاسة. تم إجراء استفتاء جاءت نتيجته مؤيدة بنسبة 97%.
منح التحرر من القبضة الحديدية للرئيس الراحل وتوجه الأنظار بانجاه الرئيس الشاب أملا بالتغيير للديمقراطية، وعرفت سوريا فترة من الحرية النسبية عرفت بربيع دمشق تميزت بلقاء المفكرين والسياسيين في منتديات للتحاور والنقاش، لكن هذا الربيع لم يدم طويلا، حيث في سبتمبر 2001 تمت حملة من الاعتقالات السياسية وملاحقة مرتادي هذه المنتديات.
في عام ال 2007 تمت مبايعة بشار الأسد لفترة رئاسية ثانية، وكانت أحزاب المعارضة قد قاطعت المبايعة كما لم تعترف الولايات المتحدة بديموقراطية وصحة العملية الانتخابية.
سيناء
شبه جزيرة سيناء صحراوية في مصر بين البحر المتوسط و خليج السويس و قناة السويس و البحر الأحمر و خليج العقبة. تربط أفريقيابآسيا. ويحدها من الشرق فالق الوادي المتصدع الممتد من كينيا عبر القرن الأفريقي إلى جبال طوروسبتركيا. وهذا الفالق يتسع بمقدار 1 بوصة سنويا.
و مساحتها 60,088 كم2 ويسكنها 380,000 نسمة.
قاعدتها العريش. تنقسم إلى العريش في الشمال و التيه في الوسط و الطور في الجنوب حيث الجبال العالية أهمها جبل موسى 2,285 متر و جبل القديسة كاترينا 2,638 متر (أعلى جبال في مصر) و في هذا الجبال في دير سانت كاترين و كنيسة غنية بالآثار والمخطوطات بناها جوستنيان عام 527
تاريخ سيناء عبر العصور
تاريخ سيناء القديم
لا شك أن الوضع الجغرافي لسيناء كان له تأثيره علي التوزيع السكاني ، بل من الملاحظ أنه كان له أيضا تأثير علي الاسم الذي أخذته سيناء . فهناك خلاف بين المؤرخين حول أصل كلمة "سيناء "، فقد ذكر البعض أن معناها " الحجر " وقد أطلقت علي سيناء لكثرة جبالها، بينما ذكر البعض الآخر أن اسمها في الهيروغليفية القديمة " توشريت " أي أرض الجدب والعراء ، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب . لكن المتفق عليه أن اسم سيناء ، الذي أطلق علي الجزء الجنوبي من سيناء ، مشتق من اسم الإله "سين " إله القمر في بابل القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا وكان من بينها فلسطين ، ثم وافقوا بينه وبين الإله " تحوت " إله القمر المصري الذي كان له شأن عظيم في سيناء وكانت عبادته منتشرة فيها. ومن خلال نقوش سرابيط الخادم والمغارة يتضح لنا أنه لم يكن هناك اسم خاص لسيناء، ولكن يشار إليها أحياناً بكلمة " بياوو" أي المناجم أو " بيا " فقط أي " المنجم " ، وفي المصادر المصرية الآخري من عصر الدولة الحديثة يشار إلي سيناء باسم " خاست مفكات " وأحياناً "دومفكات" أي "مدرجات الفيروز" .
أما كلمة الطور التي كانت تطلق علي سيناء في المصادر العربية، فهي كلمة أرامية تعني "القمر" ، وهذا يعني أن طور سيناء تعني " جبل القمر " ، وكان قدماء المصريين يطلقون علي أرض الطور اسم " ريثو " بينما يطلقون علي البدو في تلك المنطقة بصفة عامة اسم " عامو ".
وقد ظل الغموض يكتنف تاريخ سيناء القديم حتي تمكن بتري Petri عام 1905 من اكتشاف اثني عشر نقشا عرفت " بالنقوش السينائية "، عليها أبجدية لم تكن معروفة في ذلك الوقت ، وفي بعض حروفها تشابه كبير مع الأبجدية الهيروغليفية ، وظلت هذه النقوش لغزا حتى عام 1917 حين تمكن عالم المصريات جاردنر Gardinar من فك بعض رموز هذه الكتابة والتي أوضح أنها لم تكن سوي كتابات كنعانية من القرن الخامس عشر قبل الميلاد من بقايا الحضارة الكنعانية القديمة في سيناء .
والواضح أنه خلال الدولة القديمة كانت هناك صلة بين سيناء ووادي النيل ، ولعبت سيناء في ذلك التاريخ دورا مهما كما يتضح من نقوش وادي المغارة وسرابيط الخادم. فقد كانت سيناء بالفعل " منجما " للمواد الخام كالنحاس والفيروز الذي يستخرج المصريون القدماء ما يحتاجونه في الصناعة، كما كان سكان شمال سيناء وهم "الهروشاتيو" ( أي أسياد الرمال ) ، وجنوبها وهم " المونيتو " الذين ينسبون إلي الجنس السامي، كانوا يشتغلون بالزراعة حول الآبار والينابيع، فيزرعون النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم، كما يشتغلون بحرف الرعي علي العشب التناثر في الصحراء، ويرتادون أسواق وادي النيل فيبيعون فيه ما عندهم من أصواف وعسل وصمغ وفحم ويستبدلونه بالحبوب والملابس، كما كانت الحملات الحربية تخرج من مصر في بعض الأحيان لتأديب بعض البدو في سيناء نتيجة الغارات التي كانوا يشنونها علي الدلتا.
وتدل آثار سيناء القديمة علي وجود طريق حربي قديم وهو طريق حورس الذي يقطع سيناء، وكان هذا الطريق يبدأ من القنطرة الحالية، ويتجه شمالاً فيمر علي تل الحي ثم بير رومانة بالقرب من المحمدية، ومن قطية يتجه إلي العريش، وتدل عليه بقايا القلاع القديمة كقلعة ثارو، ومكانها الآن " تل أبو سيفة " ، وحصن "بوتو" سيتي الذي أنشأه الملك سيتي الأول ، الذي يقع الآن في منطقة قطية.
ولم تقتصر أهمية سيناء من الناحية التاريخية في تلك الفترة علي ما تسجله تلك النقوش، ولكن ارتبط اسمها أيضا بحادث مهم آخر ، وهو أنها كانت مسرحا لحادث خروج بني إسرائيل The Exidous من مصر وتجولهم في صحراء سيناء.
وخلال العصرين اليوناني والروماني استمرت سيناء تلعب دورها التاريخي، فنشأت فيها العديد من المدن التي سارت علي نمط المدن اليونانية، والتي كان أشهرها هي مدينة البتراء Petra ، وهي مدينة حجرية حصينة في وادي موسى، كانت مركزا للحضارة النبطية التي نسبت إلي سكانها من الأنباط ، وهناك خلاف كبير حول أصل الأنباط ، والمرجح أنهم من أصول عربية نزحت من الحجاز ، لأن أسماء ملوكهم كانوا ذوي أسماء عربية كالحارث وعبادة ومالك. وقد استخدم النبطيون طرق التجارة، وعدنوا الفيروز في وادي المغارة والنحاس في وادي النصب، وكانوا يزورون الأماكن المقدسة في جبلي موسى وسربال، كما سكن رهبان من البتراء دير سانت كاترين في صدر العصر المسيحي، وكانت أبرشية فيران قبل بناء الدير تابعة لأبرشية البتراء .
كانت هناك حضارات مزدهرة في سيناء خلال فترات التاريخ القديم، فكانت سيناء بمثابة منجم المعادن الذي مد حضارة مصر القديمة بما تحتاجه، ولم تكن تلك صحراء خالية من العمران. كما اتضح وجود صلات وثيقة بين سيناء ووادي النيل طوال تلك الفترة، ولم يكن هناك انفصال تاريخي بينهما ، ويدل علي ذلك تلك الآثار المصرية الموجودة علي أرض سيناء.
وإذا ما انتقلنا إلي العصر الإسلامي نجد أن عمرو بن العاص حينما قدم إلي مصر لفتحها قد سلك طريق حورس في شمال سيناء، فاستولي علي العريش ، وتقدمت قواته ففتحت بولوزيوم أو الفرما، وبعدها تقدم إلي بلبيس التي كانت نقطة مهمة علي الطريق الذي يقطع سيناء إلي الشام.
تاريخ سيناء في العصر الإسلامي
كان الفتح الإسلامي مشجعا لبعض العناصر البدوية في شبه جزيرة العرب للنزوح إلي سيناء والاستقرار بها مما شجع علي انتشار الإسلام بين سكانها ، وقد اعتبرتها بعض هذه العناصر نقطة وثوب إلي شمال إفريقيا فاستقر بعضها بمصر بينما نزح البعض الآخر إلي بلاد المغرب. فكانت سيناء أحد أهم المعابر البشرية خلال القرون الأولي من الفتح الإسلامي . وهذه الهجرات التي عبرت سيناء منذ الفتح الإسلامي أخذت تزداد علي سيناء خلال العصرين الأمويوالعباسي ، ثم أخذت تقل بشكل ملحوظ منذ عصر الطولونيين ، نتيجة انهيار النفوذ العربي خلال العصر العباسي الثاني، وتزايد نفوذ عناصر أخري كالفرس والأتراك .
وخلال فترة الحروب الصليبية تعرضت سيناء لمحاولة الغزو من قبل الصليبين ، حيث قام بلدوين الأول حاكم بيت المقدس الصليبي بالتوغل في وادي عربة للسيطرة علي المنطقة الواقعة جنوبي البحر الميت ، ثم شيد سنة 1115م حصن الشوبك ليكون مركزاً يمكن للصليبيين من السيطرة علي وادي عربة بأكمله . وفي العام التالي ( سنة 1116) خرج بلدوين في حملة أخري ، وسار حتى أيلة علي ساحل خليج ، وشيد في أيلة قلعة حصينة ليستطيع التحكم في الطريق البري للقوافل بين مصر و الشام .
وتمكن بلدوين من تشييد قلعة في جزيرة فرعون الواقعة في مواجهة أيلة في خليج العقبة. وبذلك تمكن الصليبيون من الإشراف علي شبه جزيرة سيناء التي أخذت تحرك في قلوبهم ذكريات ومشاعر دينية عزيزة عليهم ، لكن علي الرغم من ذلك فإن رهبان دير سانت كاترين رفضوا استضافة بلدوين خشية انتقام الفاطميين في القاهرة ، مما جعل بلدوين ينصرف عائدا إلي بيت المقدس.
واستمر بلدوين في استراتيجيته الرامية إلي السيطرة علي شبه جزيرة سيناء الطرق المؤدية إليها ، فبني قلعة وادي موسى في عام 1117م ، وفي العام التالي خرج بلدوين بحملة عبر الطريق الشمالي الذي يمر بشمال سيناء ، ووصل إلي الفرما حيث أحرقها ، وفي أثناء عودته أصيب بمرض ، نتيجة تناوله لوجبة من السمك أدي إلي وفاته ، وحمل جثمانه إلي القدس ليدفن بها.
وقد تعرضت العريش لهجوم الصليبيين في عام 577هـ/ 1181م وقطعت أشجار نخيل سيناء وحمل الصليبيون جذوعها إلي بلادهم لاستخدامها في صناعة السفن المعروفة بـ" الجلاب " التي تصنع من جذوع النخيل ، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبي للسيطرة علي البحر الأحمر. إلا أن خطة رينالد في السيطرة علي سيناء والبحر الأحمر قد فشلت نتيجة الجهود التي قام بها الأيوبيون ، وخاصة صلاح الدين الأيوبي في وقف حملات رينالد في البحر الأحمر و التي وصلت حتى عدن، و إسطول حسام الدين لؤلؤ، الذي دمر الإسطول الصليبي.
ومن الملاحظ أنه خلال تلك الفترة ازدياد عمليات تهرب القوافل من دفع الرسوم والعوايد مستغلة الاضطراب الناتج عن الوجود الصليبي في الشام ، فكانت تلك القوافل تستخدم طرق التجارة بين مصر والشام غير المطروقة كالطريق "المدرية " ومعناه الطين اليابس ، وسمي بهذا الاسم لقربه من النيل ، كما استخدموا الطرق "البدرية أو الفوقانية " بعيدا عن الطريق الشمالي المعتاد هروباً من تهديد الصليبين ، وكانت القوافل تقطع هذا الطريق في ثمانية أيام ، كما كان هناك الطريق " البرية " الذي قطعه صلاح الدين الأيوبي أثناء هزيمة تل الصافية عام 573هـ/1177م.
وقد امتاز العصر الأيوبي بالاهتمام الملحوظ بتعمير سيناء نظرا لظروف الحروب الصليبية التي كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب، فقد قام صلاح الدين الأيوبي بتعمير وإصلاح ميناء الطور عام 580هـ/1184م ، فعمر المراكب والميناء، وبدأت تصله المراكب المحملة بالبضائع من اليمن ، وهجر أصحاب المراكب مينائي عيذاب و القصير ، وقد تبع ذلك أن صارت الغلال ترسل إلي الحجاز بصورة دورية ومنتظمة ، وشجع ذلك حركة التجارة في البحر الأحمر( ). وكان صلاح الدين الأيوبي قد تمكن من انتزاع ميناء إيلات من أيدي الصليبين في عام 566هـ/1170م ، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته . كما قام الصالح نجم الدين أيوب في نهاية العصر الأيوبي ببناء بلدة الصالحية في " أرض السباخ " ( امتداد سبخة البردويل ) عام 644هـ/ 1246م لتكون محطة علي الطريق الموصل إلي الشام.
وتغير مركز سيناء ابتداء من القرن الرابع عشر الميلادي ، فقد رأيناها منذ الاحتلال الإسلامي مجرد قنطرة تعبرها القبائل المختلفة من بلاد الحجاز والشام في طريقها إلي وادي النيل ، لكنها منذ ذلك التاريخ صارت منطقة تلجأ إليها القبائل( ) ، بعد أن توقف تقريباً سيل الهجرات العربية إلي مصر في عصر المماليك ، حيث تم عزل العناصر العربية سياسياً ولم يعد هناك ما يدعو الحكام الجدد أن يستعينوا بالقبائل العربية في الحكم حتي يشجعوا هجرتها إلي مصر .
ويعد العصر المملوكي بداية لمرحلة من الاستقرار في شبه جزيرة سيناء نتيجة لتوقف موجات الهجرة العربية ، والاهتمام الملحوظ بطريق الحج إلي مكة و المدينة ، فقام بيبرس البندقداري ( 658 – 676 هـ / 1260 – 1277م ) بتمهيد طريق العقبة بعد فتح أيلة ، فصار طريق السويس العقبة هو طريق الحج المصري( ). كما أمنوا الطريق إلي الشام من غارات العربان لتأمين طريق البريد بين مصر والشام.
وقد نمت العريش في العصر المملوكي ، فقال عنها القلقشندي أنها " مدينة ذات جامعين مفترق (أي أنهما بعيدين عن بعضهما البعض) وثمار وفواكه "، لكن أصابها التدهور في نهاية العصر المملوكي ، حيث يذكر النابلسي خلال رحلته إلي مصر في تلك الفترة بأن العريش فيها " قلعة وزاوية ، وبعض دور فناها خاوية". إلا أن السلطان المملوكي قانصوة الغوري ( 906 ـ 922هـ / 1501 ـ 1516م) قد اهتم بإنشاء القلاع في سيناء نظراً للأخطار التي كانت تحدق بدولته من ناحية الشرق وخاصة الخطر العثماني، ومن ثم انشأ قلعة نخل علي طريق الحج المصري وقلعة البغلة ، ونقب العقبة.
وكان اهتمام الدولة المملوكية بسيناء يهدف إلي تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المحدقة بها ناحية الشرق ، والتي كانت تتمثل حينذاك في بقايا الوجود الصليبي، بالإضافة إلي الخطر المغولي ، كما حاولت من وراء إنشاء القلاع وترميمها علي طريق الحج أن تظهر بمظهر الدولة التي تؤمن لرعاياها المسلمين آداء فريضتهم الدينية ، حيث أن مثل هذا العمل يظهر السلاطين في عيون رعاياهم بمظهر ديني يليق بالألقاب التي اتخذها بعضهم كلقب " خادم الحرمين الشريفين " .
تاريخ سيناء في العصر العثمانى
وتنهار دولة المماليك علي يد السلطان العثماني سليم الأول ( 1512 ـ1520) في عام 1517م ، التي دخلت قواته مصر عبر سيناء ، فأولي المنشآت العسكرية في سيناء أهمية خاصة لأهميتها الاستراتيجية ، فبني قلعة العريش ، ورمم قلعة نخل . ومرت سيناء خلال العصر العثماني بفترة من الهدوء ، وإن كانت تقطعها بعض فترات الجفاف الذي كان يلجأ بسببه العربان إلي نهب القوافل وتهريب البضائع . لكن علي أية حال فقد راجت حركة التجارة بين مصر والشام ، ولاشك أن هذا الرواج كان له أثره علي سكان سيناء الذين يقومون بنقل التجارة بين البلدين ، حيث كان الطريق البري هو الطريق المفضل لنقل البضائع لرخص تكلفته من ناحية وسهولته من ناحية أخرى. فكان لاستخدام الطريق البري بين مصر والشام عدة نتائج علي سيناء ، أهمها زيادة الاعتماد علي جمال عربان سيناء مما كان يحقق دخلاً للعربان القائمين بحركة النقل في سيناء ، اهتمام الدولة بهذا الطريق وتأمينه مما كان يحقق أمن المسافرين والتجار. وكان طريق القوافل بين مصر والشام في العصر العثماني يبدأ من بركة الحاج فالخانقاه ، فبلبيس ، فغابة القرين ، فالصالحية ، فقطية ، فالعريش ، فخان يونس ، فغزة.
تاريخ سيناء في عهد الحملة الفرنسية
كانت الحملة الفرنسية علي مصر عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت حدا فاصلاً في تاريخ مصر الحديث ، لكن من المؤكد أن تلك الحملة تركت أثرها الواضح علي وضع مصر في بؤرالاهتمام الأوربية ، كما كان لها آثارها علي المجتمع المصري .
وما يهمنا هو وضع سيناء خلال السنوات القلائل التي قضتها تلك الحملة في مصر، تلك المعارك التي وقعت علي أرض سيناء بين القوات العثمانية والفرنسية ، ومدي التأثير الذي تركته عليها . كانت بداية الاتصال بين الحملة وسيناء في إطار الأطماع التوسعية لنابليون عقب دخوله مصر ، فقد كان يطمح في فتح الشام ، ومن ثم كان لابد من استطلاع مناطق الحدود مع الشام ، فأرسل الجنرال لوجرانج Lagrange في 23 ديسمبر 1798 لاستطلاع ساحل سيناء الواقع علي البحر المتوسط ، كما أمره بإنشاء نقطة حصينة في قطية بالقرب من الحدود الشامية ، لكن علي ما يبدو أن لوجرانج تعرض لغارات من قبل العربان في سيناء ، لكن رغم هذه الغارات والمطر الشديد الذي واجهه هذا الجنرال فقد أتم ما أمره به قائده علي أكمل وجه ، وأبلغ بونابرت في 17 يناير 1799 أنه تم بناء النقطة الحصينة في قطية ، فجعلها نابليون محطة عسكرية ونقطة تجمع واستراحة لقواته .
وخلال الاستعدادات الفرنسية للحملة علي سوريا بحثوا عن الجمال اللازمة لحمل المؤن والذخائر ، واستطاعوا الحصول علي عدد كبير من جمال قبيلة الترابين التي تعيش في سيناء، كما قاموا بجمع عدد كبير من الحمير والبغال من القاهرة والمناطق المحيطة بها.
وعلي الجانب الآخر كانت التقارير تصل إلي بونابرت ، حول تحركات جيوش المماليك الذين فروا إلي الشام والعثمانيين ، وتجمعهم بشكل متزايد في العريش ، داخل الحدود المصرية، حيث كان أحمد باشا الجزار يستعد للهجوم علي القوات الفرنسية في مصر.
ووصل عدد كبير من فرقة الجنرال رينيه Reynier إلي قطية في الأيام الأولي من شهر فبراير 1799 ، ثم غادرها في 11 فبراير متوجها إلي العريش بهدف الاستيلاء عليها بناء علي أوامر من بونابرت ، كما وصل كليبر بفرقته في اليوم نفسه حيث تولي قيادة القوات الفرنسية المتجهة إلي العريش ، وبعد يومين ونصف وصلت تلك القوات إلي المساعيد التي تبعد عن العريش بمسافة خمسة أميال ونصف الميل.
واستولت الدهشة علي رينيه عند وصوله أمام العريش بعد زحف شاق في 8 فبراير 1799، لأنه لم يجد معسكرا كبيرا للعدو فحسب ، بل وجد حصنا منيعا (قلعة العريش) ، وكان هذا المعسكر يتألف من 600 فارس من العرب والترك والمماليك، ونحو 1200 من المشاة الألبانيين الذين أرسلهم الجزار ، أما الحصن (القلعة) فيقع شمال غرب العريش ، فهو بناء حجري مربع يقوم علي أبراج مثمنة أسواره ترتفع 30 قدما ، كما كانت الممرات داخل المدينة محاطة بالبيوت الصغيرة، التي زادت من صعوبات رينيه.
وكانت بيوت العريش مبنية بالطوب النيئ ذات أسوار عالية ، وشوارعها عريضة ومستقيمة ، لكن في الحي القديم للمدينة كانت المسافات بين البيوت صغيرة والشوارع ضيقة، وهذا الوضع شكل عقبة كؤود أمام القوات الفرنسية ، وأي قوة تحاول الاستيلاء علي العريش عن طريق المغامرة في الدخول إلي داخل المدينة بشوارعها الضيقة ، فإنها ستتكبد خسائر فادحة ، وحينما وصل بونابرت إلي العريش في 17 يناير 1799 وجد المدينة لم تسقط بعد في أيدي قواته ، فلم يحسب نابليون حسابا للمسافة الصحراوية الطويلة التي سيقطعها في صحراء سيناء ، حتى أن عددا من جنود كليبر " أقدموا علي الانتحار" بسبب ما لاقوه من طول المسافة ووعورتها حتى العريش .
وكان أول عمل قام به رينيه هو الاستيلاء علي العريش التي دافع عنها أهلها، لكن مصيرهم كان حد السيف أو السنكي ، ثم وصلت قوات كليبر إلي العريش في 14 يناير 1799 فانضمتقواته إلي قوات رينيه ، وعانت قوات رينيه من الجوع لأن العريش لم يكن لديها من الأقوات ما يمكن أن تقدمه للفرنسيين ، فهي لم تتعد في ذلك الوقت كونها بلدة صغيرة تقع بين البحر والصحراء ، لكن رغم هذا حاصر رينيه وكليبر الحصن وكان الأمل ضعيفا في تسليمه قبل أن يصل المدد من الجنود والمدفعية ، وفي ليلة 14 ـ 15 فبراير 1799 ، قاد رينيه أربع كتائب في هجوم مباغت علي المعسكر العثماني الذي كان تعداد قواته حوالي 1800 جندي ( )، وتمكن من مباغتة الجنود العثمانيين النيام فقتلوهم بالسلاح الأبيض، وكانوا يقتلون كل من يجدونه حتى وصل عدد القتلى ما بين 400 ـ 500 من المماليك وعدد من الكشاف ، وأسر حوالي 900 رجل ، بينما لم يفقد الفرنسيون سوي ثلاثة رجال.
وفي 18 فبراير 1799 وافق قائد الحصن إبراهيم نظام بك علي تسليمه شريطة أن يسمح له وللحامية بمغادرة الحصن بسلاحهم ، لكن رفض بونابرت هذا الشرط واقترح عليه تسليم الحصن أولاً بعدها سيعطيهم سلاحهم ومتاعهم معززين مكرمين ، بل وينقلهم إلي مصر حيث يمكنهم ركوب البحر لأي بلد شاءوا ، لكن القائد العثماني رفض هذا العرض لأنه يعلم تمام العلم أن مصر محاصرة ، ولما يأس نابليون من طول المفاوضات ، والحصار الذي طال أمده ، قرر ضرب المدافع بشكل متواصل وبكثافة علي الحصن ، فأحدثت ثغرة صغيرة في الأسوار ، ثم تسلل بعض الجنود الفرنسيين إلي أحد أبراج الحصن لكن بلغت خسائر الفرنسيين في ذلك اليوم حوالي 21 من رجال المدفعية و17 من رجال البنادق ، و350 من المشاة لكن في اليوم التالي اضطرت القوات المحاصرة إلي التسليم ، بعد خروجهم حملوا الكثير منهم علي الانضمام إلي الجيش الفرنسي ، ووجد الفرنسيون في الحصن من المؤن ما يسد جوعهم.
وجاءت الأنباء إلي القاهرة تفيد باستيلاء الفرنسيين علي قلعة العريش ، و"طاف رجل من أتباع الشرطة ، ينادي في الأسواق أن الفرنساوية ملكوا قلعة العريش وأسروا عدة من المماليك ، وفي غدا يعملون شنكا ويضربون مدافع ، فإذا سمعتم ذلك فلا تفزعوا " .
وغادر جيش نابليون العريش في 12 فبراير ووصل الشيخ زويد بعد مسيرة يومين ، حيث قادهم دليلهم من العربان إلي طريق أبعد إلي الجنوب من الطريق الشمالي المعتاد ، وربما كان ذلك عن عمد بهدف توريطهم في الرمال ، حيث كانوا غير مستريحين للسير علي الكثبان الرملية، ولم يلاقوا بأية مقاومة من الجيش العثماني طوال هذه المسافة ، حتى وصلوا إلي عكا وهناك توقفت جيوش نابليون لتضرب حصارا علي المدينة ، وتفشل في اقتحامها نتيجة لمناعة الأسوار من ناحية، والإمدادات التي يتلقاها الجزار من الأسطول البريطاني في البحر المتوسط .
وعاد نابليون وجنوده ثانية بعد فشل حصار عكا إلي العريش في 2 يونيو ، وفشل مشروعه التوسعي ، الذي كان يهدف من وراءه علي حد تعبير جارفس Jarvis إسقاط القسطنطينية . ولم تكن خسارته في يافا وعكا كبيرة ، لكن تحطمت معنويات جنده بسبب موت الكثير منهم بسبب الطاعون ، وفي 3 يونيو 1799 غادر نابليون العريش إلي القاهرة تاركا حامية لقلعة العريش قوامها 500 جندي.
واستعدت القوات العثمانية للزحف برا علي مصر بعد فشل حملتها علي أبي قير ، ولما كان موقف الحملة في مصر قد بدأ يتأزم نتيجة عدم وجود حماية بحرية بعد تحطيم أسطولهم في معركة أبي قير البحرية ، ونتيجة للثورات الشعبية المصرية التي باتت تواجهها الحملة بين الفينة والأخري ، مما اضطر كليبر إلي عقد مفاوضات مع سيدني سميث Sidny Smith للتوصل إلي طريقة ما تضمن له ولقواته الرجوع إلي فرنسا بسلام ، فتم توقيع معاهدة العريش الأولي في 3 ديسمبر 1799. ولم تدم هذه المعاهدة طويلاً ، حيث خرق العثمانيون هذه المعاهدة باجتياحهم للعريش في30 ديسمبر من العام نفسه .
وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والعثماني تم التوقيع علي معاهدة العريش في 24 يناير 1800 وقعها عن الجانب العثماني مصطفي رشيد أفندي الدفتردار ، ومصطفي راسخ أفندي رئيس الكتاب نيابة عن الصدر الأعظم ، وعن القائد العام للجيش الفرنسي كل من الجنرال ديزيه والمسيو بوسليجPoussielgue ، ولم يوقع عليها أحد من الحكومة الإنجليزية.
وبذلك انتهت أحداث الحملة الفرنسية علي مصر وكانت سيناء خلالها مسرحا لأحداث ذلك الصراع الفرنسي العثماني في مصر . حيث تعرضت العريش للتدمير بمدافع القوات الفرنسية ، كما قتل الكثير من أهلها نتيجة استبسالهم في الدفاع عن أرضهم ، فكانوا بهذا الاستبسال مثار إعجاب القوات الفرنسية نفسها .
تاريخ سيناء خلال القرن التاسع عشر
بدأت مصر مع بداية القرن التاسع عشر أحداثا جديدة مع تولي محمد علي حكم مصر عام 1805 ، وكان أهمها إنشائه لمحافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعها في هذا العام، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث ، ولها اختصاصات وحدود إدارية ، ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية ، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي ( كورنتينة ) بالعريش . أما الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس، بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية.
وفي عام 1831 سير محمد علي جيشا بريا وآخر بحريا بقيادة ابنه الأكبر إبراهيم باشا إلي الشام ، وقد تألف هذا الجيش من 24 ألفا من المشاة و 80 مدفعا ، واتخذ الجيش البري طريق العريش ، وقام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء بهدف خدمة قواته ، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد ، كما حركة البريد إلي غزة ، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبير العبد وبير المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة ، كما وضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش.
وعند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه عربان السواركة والترابين فخربوا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار ، فاضطر إبراهيم إلي قتالهم ، ووقعت معركة بين قواته وقوات الترابين والسواركة في عند وادي غزة ، فانهزمت قوات العربان وفروا إلي بئر السبع . وربما تكون الأسباب الحقيقية لتمرد هؤلاء العربان في سياسة محمد علي ذاتها ، حيث كان يريد إخضاع هؤلاء القبائل لسلطته ، حتى يوطد الأمن علي الطريق المؤدي إلي الشام ، خاصة وأنهم كانوا دائمي السلب والنهب للقوافل والتجار الذين يرتادون هذا الطريق .
وفي عام 1834 جهز محمد علي قوة من عربان أولاد علي بقيادة أحمد المقرحي شيخ القبيلة ، والشيخ هنداوي شيخ قبيلة الجميعات لوضع حد لعصيان عربان غزة ، فألحقت هذه القوات هزيمة ساحقة بعربان غزة ، ونهبت بيوتهم وماشيتهم ، وقد منح محمد علي كل فرد من القبائل التي شاركت في الحملة 500 قرش مكافأة له علي هذا النصر الحاسم علي عربان غزة.
وعلي أية حال، فقد كانت طموحات محمد علي خاصة بعد الانتصارات التي حققها إبراهيم باشا علي الجيوش العثمانية في شمال الشام وآسيا الصغري ، سببا في إثارة ما سمي بالمسألة الشرقية ، وعقدت الدول الأربع وهي بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدولة العثمانية مؤتمرا في لندن في 15 يوليو 1840 تعهدت بمقتضاه الدول الأربع بمساعدة السلطان علي إخضاع محمد علي ، وبموجب هذه المعاهدة يمنح محمد علي ولاية مصر وعكا طيلة حياته ، وأن يكون لمصر حق الاستقلال الداخلي بقيود تربطها بالدولة العثمانية كالجزية وعدم تمثيل مصر في الخارج ، وتحديد عدد الجيش إلي غير ذلك ، ومنح محمد علي مهلة للموافقة علي المعاهدة ، ولم يكن أمامه بد من التسليم بها ، خاصة بعد أن تخلت عنه فرنسا ، ثم أرسل السلطان إلي محمد علي فرماناً في 13 فبراير 1841 تقرر فيه إعطاؤه وأسرته حكومة مصر وراثية علي أن يختار الباب العالي نفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي الذكور ، ومن ثم صار إعطاء مصر وتقرير الحكم الوراثي بهذا الشكل منحة من السلطان العثماني .
وبموجب معاهدة لندن 1840 وفرمان 1841 باتت دولة محمد علي محصورة داخل حدود مصر التي حددها الفرمان من رفح حتى الوجه علي الساحل الشرقي للبحر الأحمر وفقا للخريطة مرفقة به والتي لم يعثر عليها حتى الآن ، كما أعطي الفرمان لمحمد علي بعض النقاط الإستراتيجية علي الساحل الشرقي لخليج العقبة وهي ، العقبة وضبا والمويلح الوجه.
وخلال فترة حكم عباس الأول (1848 – 1854) لاقت سيناء منه اهتماما من نوع جديد ، حيث كان ينوي أن يجعلها مصيفا ومزارا سياحيا ، فبني بالقرب من الطور حماما كبريتياً ، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلي قمة جبل موسى لجذب السياحة إلي المنطقة المقدسة ، وشرع في بناء قصر علي جبل " طلعة " غربي جبل موسى ، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلي القصر ، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ ، حيث عاجلته المنية قبل أن يتمها . وفي فترة حكم خلفه محمد سعيد (1854 - 1863) أقام في سيناء نقطة للحجر الصحي في الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج .
وخلال فترة حكم إسماعيل ( 1863 – 1879) حدثت عدة أحداث متصلة بسيناء، منها زيارات العديد من الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البرفيسور بالمر Palmer حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء. لكن كان أهم تلك الأحداث التي أثرت علي سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التي كان لإنشائها آثارا هامة علي مجتمع سيناء كما سنري في الفصول القادمة. وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحي المهم أن أنشأت عددا من المدن علي ضفتي القناة ، فقد أنشئت الإسماعيلية في منتصف القناة تقريبا ، كما أنشأت مدينة جديدة علي طريق العريش، وهي مدينة القنطرة .
لقد كانت سيناء تمثل منطقة استراتيجية مهمة بالنسبة لمصر ، فقد دخل من خلالها الغزاة إلي مصر ، كما كانت مسرحاً لمعارك كبري كتلك التي حدثت بين الصليبيين والأيوبيين ، وبين الفرنسيين والعثمانيين ، لكن علي أي الأحوال لم يكن سكان سيناء طرفاً في تلك الصراعات . كما لاحظنا أن موقف سكان سيناء من محمد علي كان موقفا معاديا ، نظرا لاستخدامه أسلوب الشدة والقوة العسكرية ضد أي تمرد أو عصيان لأوامره . كما أن عمليات الإصلاح أو التجديد في منشآت ومباني شبه جزيرة سيناء طوال تلك الفترة لم تكن إلا لأغراض استراتيجية وعسكرية بحتة .
السويد
مملكة السويد هي إحدى الدول الاسكندنافية الواقعة في شمال أوروبا. تشتهر السويد بطبيعتها الخلابة واستقرار النظام الاجتماعي فيها. المملكة عضو في الاتحاد اﻷوروبي وفي المجلس الشمالي. تحدها النروج من الغرب وفنلندا من الشمال الغربي وبحر كاتيغاتوخليج سكاجيراك من الجنوب الغربي.
السكان
84% من السويديين يعيشون في المناطق الحضرية. و14% يعيشون في المناطق الريفية وينعمون بنفس مستوى المعيشة العالي الذي ينعم به سكان المدن، وذلك نتيجة للتطور الاقتصادي والاجتماعي الذي عمل على إذابة الفوارق الاجتماعية بين السكان. تعتبر السويد من أقل البلدان الأوروبية سكانا.
كثافة السكان في الشمال منخفضة، وتزداد كلما اتجهنا جنوبا. توجد في البلاد عناصر مهاجرة من فنلندا يصل عددها إلى قرابة نصف مليون نسمة، ومن العناصر المسلمة المهاجرة الأتراك واليوغسلاف والعرب والباكستانين، وهؤلاء يشكلون الأقلية المسلمة.
الديانة
يتبع 87% من السكان الكنيسة اللوثرية الكاثوليكية، بالاضافة إلى اليهود والأرثوذوكس الشرقيين والمسلمين 3% ومعدل دخول الناس إلى الإسلام تزداد في هذه الدول لهجرة الناس من البوسة و العراق إليها.
التاريخ
تشكل مركز عقائدي بين القرن السابع و التاسع الميلادي حول أوبسالا. من هنا أيضاً انطلقت حملات الفايكنغ على شعوب و دول المنطقة.
أسس اتحاد كالمار عام 1397، اللذي ضم الدول الاسكندنافية الثلاث السويد والدانمارك والنروج. سطع نجم مملكة السويد على السطح منذ استقلالها 1523 و تخلصها من التحكم الدانماركي، و أصبحت تدريجياً إحدى دول أوروبا العظمى حتى عام 1721 عندما خسرت الحروب الشمالية (1700-1721) أمام روسيا ، تنازلت بموجبها عن مناطق عدة في بحر البلطيق. تمكنت من هزيمة نابليون و أصبحت تشكل منذ عام 1814 اتحاداً مع النروج. بعد ذللك و حتى يومنا هذا اتبعت السويد سياسة محايدة ضمنت الرخاء و الرفاهية للبلاد. حُل الاتحاد مع النروج عام 1905. أعلنت حيادها التام في الحرب العالمية الأولى (1914-1919) و انضمت بعد انتهائها إلى عصبة الأمم المتحدة عام 1920. حيادها مرة أخرى في الحرب العالمية الثانية (1939-1945) عفاها من الاحتلال الالماني. انضمت للامم المتحدة عام 1946. كانت عضو مؤسس عام 1948 في المنظمة الاوروبية (OEEC)، عام 1949 في مجلس أوروبا، عام 1952 في المجلس الشمالي و عام 1960 في لمنظمة التجارة الحرة الاوروبية (EFTA). انتخب هامارسكيولد (Hammarskjöld) عام 1953 سكرتيراً عاماً للامم المتحدة. الدستور الجديد عام 1975 قلل من سلطة و صلاحيات الملك لصالح الحكومة. في عام 1986 هز اغتيال رئيس الوزراء اولاف بالمه (Palme) السياسة و المجتمع السويدي و بقي القاتل إلى يومنا هذا مجهول. صوت السويديون بأغلبية ضئيلة لصالح الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي عام 1994 اللذي تلى في العام المقبل و لكنها بقيت خارج منطقة اليورو.
النظام السياسي
السويد مملكة دستورية، والملك فيها هو رأس الدولة ولكنه شخصية رمزية أو تشريفية، ويتولى الحكومة السلطة التنفيذية التي يرأسها رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء. والبرلمان في السويد يسمى (الركسداج) وهو مجلس تشريعي واحد ويتكون من 349 عضواً. ويقوم البرلمان بتعيين مسئول رسمي يسمى (الرقيب) وذلك لحماية المواطنين من الاستخدام غير المشروع أو غير القانوني للسلطة او موظفي الحكومة، وبهذا هي أول دولة تعمل بهذ النظام. وبالسويد 24 مقاطعة لكل واحدة حكومتها. المحكمة العليا هي أعلى محكمة في البلاد، وتنظر في الاستئنافات النهائية للقضايا المدنية والجنائية المهمة
السياسة الخارجية
اتبعت السويد سياسة محايدة و مسالمة في الحروب العالمية و السياسة الدولية، و لكنها عارضت بشدة حرب فيتنام مما أدى عام 1968 إلى قطع الولايات المتحدة الأمريكية لعلاقاتها الدبلوماسية معها. حاولت كسر جمود الحرب الباردة فقد قامت لاحقاً بالاعتراف بشمال فيتنام عام 1969 و إقامة علاقات دبلوماسية مع ألمانيا الشرقية عام 1972. انضمت للاتحاد الأوروبي عام 1995.
التقسيم الإداري و أهم المدن
العاصمة : ستوكهولم وهي أكبر مدنها، وتقع على بحر البلطيق، وتضم عددا من الجزر الصغيرة البعيدة عن الشاطئ، ويعيش فيها نحو سدس السكان أو في ضواحيها.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Tarfala.jpg
http://upload.wikimedia.org/wikipedi..._Rapadalen.jpg
الاقتصاد و البنية التحتية
السويد دولة متقدمة صناعيا، والاقتصاد الغني مبني على الهندسة والخدمات، والصادرات، ونحو 90% من الصناعات يملكها القطاع الخاص، وملكية الدولة تقتصر على المناجم والمواصلات العامة والطاقة. وتمثل الصناعة 31% من الناتج القومي ، بينما تشكل صناعة الخدمات 65% والزراعة 4% فقط. وبالسويد أغنى رواسب خام حديد في العالم ويتم تصدير معظمه (8% من الإنتاج العالمي)، بالإضافة إلى خامات النحاس والذهب والرصاص والفضة. وتتميز السويد بأن قيمة صادراتها تفوق قيمة الواردات، وتصدر كميات هائلة من الورق ولاتستورد منها شيئاً. وأهم الواردات النفط والمنتجات الزراعية. وهي تتعامل تجارياً مع ألمانيا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة والنرويج والدنمارك ، وهي تتبع اتحاد التجارة الحرة الأوروبي، بالاضافة إلى كونها عضواً في السوق الأوروبية المشتركة.
تشكل الغابات موردا اقتصاديا هاما للسويد، وتسهم بحوالي 45% من صادراتها، حيث تصدر منتجات الأخشاب المصنعة محليا، مثل لب الأخشاب والورق والأثاث والسليولوز والفحم النباتي والأصباغ وبعض الكيميائيات ويسود هذا النمط من النشاط الاقتصادي الإقليم الشمالي، حيث تنتشر ورش الخشب على طول الأودية. تشغل الأراضي الزراعية عشر مساحة البلاد. لدى السويد اكتفاء ذاتي من المواد الغذائية الرئيسية وتهتم السويد بتربية الثروة الحيوانية، وتتركز التربية في الجنوب.
الثقافة و التعليم
التعليم في السويد إجباري للأطفال من 7 – 16 سنة، والتعليم الابتدائي والثانوي مجاني، ودراسة اللغة الانجليزية إجبارية عند بلوغ سن العاشرة. ويوجد بالسويد ست جامعات أقدمها الجامعة التي انشئت في أبسالا عام 1477 م. نسبة الآميه قي السويد هي 0%
سلوفاكيا
أو الجمهورية السلوفاكية هي جمهورية في وسط أوروبا يحدها من الشمال الغربي جمهورية التشيك (215 كم) من الشمال بولندة (444 كم) من الشرق أوكرانيا (97 كم) من الجنوب المجر (677 كم) ومن الجنوب الغربي النمسا (91 كم).
تاريخ
استوطن السكان السلاف الأصليون معظم أراضي سلوفاكيا الحالية في القرن الخامس الميلادي.
أصبحت سلوفاكيا جزاء من إمبراطورية سامو في القرن السابع وازدهرت كدولة مستقلة في القرن التاسع فيما عرف بمورافيا الكبرى مع وصول تسيريلوميتوديوس والتوسع تحت حكم الملك سفاتوبلوك.
بين القرنين 11 – 14 أصبحت سلوفاكيا جزءا من مملكة المجر و من ثم المجر- نمساوية حتى العام 1918. عندها انضمت سلوفاكيا إلى إقليمي بوهيميا و جارتها مورافيا لتشكيل ما عرف بتشيكوسلوفاكيا و التي عرفت بالجمهورية الأولى.
في عام 1938 تم تقسيم تشيكوسلوفاكيا وفق معاهدة ميونخ إلى تشيكيا التي منحتها بريطانيالهتلر و سلوفاكيا كجمهورية مستقلة محكومة من قبل نظام موالي لألمانياالنازية.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعيد توحيد تشيكوسلوفاكيا لكن سرعان ما أصبحت عرضة لضغوط الإتحاد السوفيتي الذي تمكن من فرض الحكم الشيوعي خلال انتخابات عام 1948 ليضمها نهائيا إلى المعسكر الاشتراكي و لتصبح عضوا في حلف وارسو.
استمرت عزلة تشيكوسلوفاكيا و خضوعها لسيطرة الإتحاد السوفيتي (على الرغم من بعض محاولات المطالبة بالديمقراطية و التغير التي انتهت باجتياح القوات السوفيتية و قوات حلف وارسو لتشيكوسلوفاكيا عام 1968 و فرض نظام موالي للإتحاد السوفيتي) حتى عام 1989 حيث انتهى حكم النظام الشيوعي خلال تغير سلمي عرف بالثورة المخملية و الذي كان أيضا نهاية لتشيكوسلوفاكيا بحد ذاتها و انقسامها إلى جمهورية سلوفاكيا و جمهورية التشيك في 1 كانون الثاني/يناير1993.
أصبحت سلوفاكيا عضو في حلف شمال الأطلسي منذ نيسان/أبريل2004 و في الإتحاد الأوروبي منذ أيار/مايو 2004 .
جغرافية
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...ovakia-map.PNG
تتميز سلوفاكيا بطبيعتها الجبلية حيث تمتد على مساحة واسعة من نصفها الشمالي سلسلة جبال كرباتيا من بينها جبال التاترا التي تشتهر بمناطق التزلج و العديد من البحيرات و الوديان ذات الطبيعة الخلابة.
من أهم الأنهار الدانوب, الفاه و هرون حيث تنشط الملاحة النهرية نظرا لعدم وجود منافذ بحرية.
المناخ يتسم بصيف معتدل ماطر ذو رطوبة عالية و شتاء بارد مع هطول ثلجي كثيف.
الثروات الطبيعية الليجنيت و كميات قليلة من خامات الحديد و النحاس و المنغنيز و الملح.
التقسيم الإداري
قسمت سلوفاكيا إلى 8 أقاليم (kraje) سميت بأسماء مدن فيها و هي:
سياسة
تمت المصادقة على الدستور 1 أيلول/سبتمبر1992 و دخل حيز التنفيذ 1 كانون الثاني/يناير 1993. عدل عام 1998 بغية تحويل الانتخابات الرئاسية إلى انتخابات شعبية مباشرة . عدل عام 2001 ليسمح بطلب العضوية في الإتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي.
القانون المدني مبني على قواعد نمساوية – مجرية تم تعديله باستئصال القوانين المستقاة من النظرية الماركسية اللينينية ليتناسب مع قوانين الإتحاد الأوروبي.
السلطة التنفيذية
رئيس الجمهورية: هو رئيس الدولة و ينتخب في تصويت شعبي مباشر لمدة 5 سنوات يتمتع بصلاحيات تنفيذية محدودة.
القسم الجمهوري:
أقسم بشرفي و ضميري الإخلاص للجمهورية السلوفاكية. سأقوم بتنفيذ مهامي بما يتناسب مع مصالح المواطنين. سأعمل على صيانة الدستور و باقي القوانين و تنفيذها.
رئيس الوزراء: يتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة يعين من قبل رئيس الجمهورية عادة ما يكون زعيم الحزب أو الائتلاف الفائز بالانتخابات البرلمانية حيث .يقوم بتشكيل الحكومة أو مجلس الوزراء بطلب من قبل رئيس الجمهورية الذي يقوم بدوره بتعينهم.
السلطة التشريعية
أعلى سلطة تشريعية هي مجلس الشعب ذو المجلس التشريعي الواحد ( Národná Rada Slovenskej Republiky ) مكون من 150 مقعدا يتم انتخاب أعضائه على أساس التمثيل النسبي لمدة 4 سنوات.
يعتبر كل حزب حصل مرشحوه على نسبة 5% من الأصوات على الأقل في الانتخابات البرلمانية عضوا في مجلس الشعب و يشغل عدد من المقاعد يتناسب مع النسبة التي حصل عليها.
السلطة القضائية
المحكمة الدستورية: يقدم مجلس الشعب قائمة بالمرشحين ليختار منهم رئيس الجمهورية 13 عضوا يقوم بتعينهم لمدة 12 سنة.
المحكمة العليا: يتم انتخاب أعضائها من قبل مجلس الشعب.
أهم الأحزاب السياسية في البلاد و زعمائها:
- الحركة المسيحية الديمقراطية (KDH ) بافول هروشوفتسكي
- الاتجاه - الديمقراطية الإجتماعية (Smer-SD) روبرت فيتسو
- حركة من أجل سلوفاكيا ديمقراطية – الحزب الشعبي (HZDS-ĽS) فلاديمير ميتشيار
- تحالف المواطن الجديد (ANO ) بافول روسكو
- حزب الائتلاف المجري (SMK) بيلا بوغار
- الحزب الشيوعي السلوفاكي (KSS) يوزف شيفتس
- الإتحاد السلوفاكي الديمقراطي و المسيحي - الحزب الديمقراطي (SDKU-DS) ميكولاش دزوريندا
- الحزب القومي السلوفاكي (SNS) يان سلوتا
- المنتدى الحر (SF) إيفان شيمكو
- حركة من أجل الديمقراطية (HZD) يوزف غربا
اقتصاد
واجهت سلوفاكيا العديد من الصعوبات خلال الانتقال من الاقتصاد ذو التخطيط المركزي إلى اقتصاد السوق.
أطلقت حكومة دزوريندا عام 2002 العديد من عمليات الإصلاح التي شملت القطاع الضريبي و قطاعات الصحة والتعليم و التي عملت على جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية وتقليص الإنفاق العام و تقوية العملة كما ساهمت في خفض نسبة البطالة إلى 15% و نسبة التضخم إلى 3.3%.
يبلغ حجم القوة العاملة حوالي 3 مليون موزعة على القطاع الصناعي (29.3%) و القطاع الزراعي (8.9%) و قطاع البناء (8%) و قطاع النقل و المواصلات (8.2%) و الخدمات (45.6%).
بلغت الواردات إلى الميزانية حوالي 5.2 مليار دولار و الإنفاقات حوالي 5.6 مليار دولار.
أهم الصناعات :
يتم توليد الطاقة الكهربائية من الوقود الأحفوري (30.3%) و من مصادر مائية (16%) و من الطاقة النووية (53.6%).
- تصنيع المواد المعدنية و الآلات و مركبات النقل
- تصنيع المنتجات الكيميائية و المطاطية و البتروكيميائية
- إنتاج الورق و وسائل الطباعة
- الصناعات النسيجية
- توليد الطاقة الكهربائية و استخراج غازالغاز و الفحم و الوقود النووي
أهم المنتجات الزراعية:
حجم الصادرات 12.9 مليار دولار و تشمل المعدات الصناعية و وسائل نقل 39.4% ، البضائع النصف مصنعة 27.5% ، المنتجات الكيميائية 8%.
أهم المستوردين ألمانيا 30.1% ، جمهورية التشيك 16.4% ، النمسا 10.7% ، إيطاليا 7.2% ، بولندة 5.7% ، المجر 4.6%.
حجم الواردات 15.4 مليار دولار و تشمل معدات صناعية و وسائل نقل 37.7% ، بضائع نصف مصنعة 18% ، وقود 13% ، منتجات كيميائية 11%.
أهم المصدرين ألمانيا 24.8% ، جمهورية التشيك 16% ، روسيا 13.5% ، النمسا 7% ، إيطاليا 6.4% ، فرنسا 4%.
حجم الديون الخارجية 9.6 مليار دولار.
الجيش
يتألف الجيش من عدة أقسام وهي:
الخدمة العسكرية ، تم إلغاء الخدمة الالزاميه عام 2006 و تحويل الجيش إلى جيش احترافي متخصص من المتطوعين.
- القوات البرية
- القوات الجوية و الدفاع الجوي
- حرس الحدود
- قوات الدفاع المدني
- قوات السكك الحديدية
ينفق على الجيش حوالي 406 مليون دولار ما يعادل 1.89% من الناتج المحلي.
سلوفينيا
هي دولة ألبية ساحلية تقع في وسطالقارة الأوروبية. يحدها كل من إيطاليا غربا، النمسا شمالا، كرواتيا جنوبا وهنجاريا شرقا، كما أن لها شريط ساحلي قصير من جهة الجنوب الغربي على خليج البندقية الذي هو جزء من البحر الأدرياتيكي. كانت حتى عام 1991 جزء من الاتحاد اليوغوسلافي. انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 1 مايو2004.
تتقابل أربع مناطق جغرافية في سلوفينيا: جبال الألب، وجبال الديناردس، وسهول بانون، والبحر الأبيض المتوسط. أعلى قمة جبلية في البلاد هي قمة تريغلاف بارتفاع قدره 2864 مترا، بينما يبلغ معدل الارتفاع عن سطح البحر 557 مترا. تغطي الغابات حوالي نصف مساحة البلاد، جاعلة سلوفينيا ثالث بلد في أوروبا (بعد فنلندا و السويد) من حيث نسبة مساحة الغابات إلى المساحة الكلية. أكبر مناطق الغابات تتواجد في منطقة كوشيفش.
مناخ سلوفينيا يختلف من منطقة إلى أخرى، فهو مناخ متوسطي على الساحل، مناخ ألبي في مناطق الجبال و مناخ قاري في الهضاب والأودية شرق البلاد. معدل درجات الحرارة 2-° مئوية في شهر كانون الثاني/يناير و 21 ° مئوية في شهر تموز/يوليو. معدل هطول الأمطار سنويا يصل لألف ملم على الساحل، وإلى 3500 ملم على جبال الألب و800 ملم في الجنوب الشرقي و1400 في وسط البلاد.
السكان
يبلغ عدد سكان سلوفينيا حوالي مليونين نسمة. يشكل السلوفينيون نسبة 89% من إجمالي عدد السكان، بينما يشكل الكروات، الصرب، البوسنيون و القوميات الأخرى نسبة 10%، و الهنغار (المجر) و الطليان نسبة 0.5%. حوالي نصف سكان البلاد يعيشون بالمدن. تعد نسبة كثافة السكان أحد الأقل نسبة في أوروبا.
اللغة الرسمية هي السلوفينية، اللتي هي عضو باللغات السلافية. اللغات الهنغارية (المجرية) و الإيطالية هم لغات رسمية أيضا في المناطق الحدودية المتاخمة لهنغاريا و إيطاليا.
حسب احصاءات عام 2002، فإن 57,8% من السلوفينين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية، 2,4% مسلمين، 2,3% أرثوذكس، و 0,9% بروتستانت. تصنف النسبة الباقية من السكان نفسها على أنها غير تابعة لأي ديانة.
النظام السياسي
رئيس الدولة هو أعلى منصب سياسي في البلاد. يتم إنتخابه كل خمس سنوات مباشرة من الشعب. يترأس الرئيس الجهاز التنفيذي للدولة الذي يتكون من رئيس الوزراء و الوزراء. يتم إنتخاب الأخيرين من البرلمان. البرلمان السلوفيني يتكون من مجلسين: الجمعية الوطنية (Državni zbor) و المجلس الوطني (Državni svet). الأول يتألف من 90 نائب منتخب و الثاني من 22 عين. الانتخابات النيابية تجري كل أربع سنوات.
السياسة الخارجية
سلوفينيا تحاول التوجه للغرب منذ إنهيار الاتحاد اليوغوسلافي و إعلان إستقلالها عنه في نهاية عام 1991. أصبحت في عام 2004 عضو في حلف الناتو و الإتحاد الأوروبي.
التقسيم الاداري و أهم المدن
البلاد مقسمة إلى 193 دائرة (občine)، منهم 11 دائرة مدنية. العاصمة هي ليوبليانا بتعداد قدره حوالي 300,000 نسمة. المدن الأخرى المهمة هي ماريبور (110,000)، سيلييه (41,000)، كرانيي (37,000)، فيلينيه (26,500)، كوبر (25,000)، نوفو ميستو (23,000) و بتوي (23,000).
الاقتصاد و البنية التحتية
حوالي 40% من مساحة البلاد مستغلة لأغراض زراعية. تشتهر منطقة ليبيكا برعاية الخيول. لدى البلاد موارد معدنية عدة، أهمها: الحديد، الرصاص، الخارصين، النحاس، الفحم و الزئبق. أهم الصناعات هي صناعة الحديد و الصلب، الآلات، الكهربائيات، المنسوجات، الكيماويات، الأخشاب و الصناعات الغذائية. السياحة تعد من أهم ركائز الاقتصاد السلوفيني، يرجع ذلك لجمال طبيعة البلاد و تنوعها ووجود معالم ثقافية أخرى في أماكن متفرقة. سلوفينيا تعد من الدول المانحة ضمن الإتحاد الأوروبي. تتمع البلاد ببنية تحتية جيدة، و خاصة في الطرق البرية السريعة و غيرها. يدعى المطار الدولي برنيك و يقع بالقرب من العاصمة ليوبليانا. هناك خطان مهمان للسكك الحديدية يخترقان البلاد، أحدهما يأتي من ألمانيا و النمسا شمالا و يستمر جنوبا إلى باقي دول البلقان، والثاني يأتي من إيطاليا غربا و يستمر شرقا إلى المجر.
دخلت سلوفينيا في 1 يناير2007 منطقة اليورو لتصبح أول دولة تتبنى اليورو من بين مجموعة الدول التي انضمت للاتحاد عام 2004
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...ribor_Lent.jpg
الثقافة و التعليم
أهم أدباء سلوفينيا هم فرانس بريشيرن (Prešeren) و إيفان تسانكر (Cankar). كما اشتهر دوليا كل من الرسامين إيفانا كوبيلتسا (Kobilca) و ريهادر ياكوبيتش (Jakopič) و المعماري جوزيه بليتشنيك (Plečnik). سلوفينيا هي موطن المؤلف الموسيقي ياكوبوس غالوس (Gallus)، الذي ترك بصمة كبيرة في مسيرة الموسيقى الكلاسيكية لمنطقة وسط أوروبا.
سمنان
محافظة سمنان هي إحدى محافظات إيران الثلاثين. تقع شمالي البلاد وعاصمتها مدينة سمنان. تقع المحافظة على امتداد سلسلة جبال ألبورز وتحدها صحراء كفير من الجنوب. مساحتها تقارب الـ96,816 كم مربعا. وفقا لتعداد عام 1996 م، تخطى عدد سكان المحافظة نصف مليون نسمة بقليل.
سيستان وبلوتشستان
إحدى مقاطعات إيران الثلاثين. تقع جنوبي شرق إيران على الحدود مع باكستانوأفغانستان. عاصمتها زاهدان التي يسكنها 420 ألف نسمة.
إنها ثالث أكبر محافظة في إيران، مساحتها 181600 كلم2 وعدد سكانها 3.1 مليون نسمة.