يا زينب المصيـر يا صحوة الضميـر
يا زينب المصيـر يا صحوة الضميـر
إسلامنـا الحبيـب في أرضه غريـب
زينـبٌ يا زينـة اللوح وما خـط القلـم
خصـك الله بـآيـات توالـت و حكـم
أنتِ نورٌ فوق ساق العرش قد أجلى الظلم
أنتِ قـرآنٌ به فـاطمـة تتلـو القسـم
لـكِ قلـب نـزلـت فيـه المـلائـك
قبلـة يممهـا فـي الحـب سـالــك
أنتِ وحيٌ نبـويٌ يتجلـى
زينـبٌ يا آيـة التوحيـد في سـورتهـا
زينـبٌ يا لمحـة الزهـراء في نظرتهـا
و إذا زلزلـت الأرض فمـن آيـاتـهـا
زينـبٌ أيتـهـا الحـوراء في جنتـهـا
إن في جنبيـك نصـراً ليـس يُقهــر
هكــذا يـا زينـبٌ ربـاك حيــدر
أنتِ علـمٌ علـويٌ قد تدلى
أسمعـت قافلـة المجـد بـك الرحيـلا
وبنات الفكر قـد جـرت بـك الذيـولا
أنتِ وردٌ ومعانـيـك بقـت سبيــلا
ولمـن رام رويـاً كنـتِ سلسبيــلا
روعة الصبـر إذا حـل البـلا
رعشة الثــأر إذا الظلم غـلا
بأرض الطـف كنـتِ مثـالاً يا أبيـه
وأعطيتِ دروسـاً لمعنى التضحويـه
زهت منكِ الطفـوف بروح معنويـه
وزلـزلتِ عروشـاً بأنفاس الضحيـه
أنتِ في الطـف وفي كـل المـلا
شمعـة النـور إذا الغـي اعتلى
إذا الليـل لقربانٍ ألا قومي فإن الطـف قد قاما
وصلي من جلـوسٍ فـي رحاب الليل إن حانا
عليـكِ رشح الفجـر بدأ الثـأر بـآيـــات
عزيـز و على القلب ألم الدرب بـصيحـات
فأنتِ أمسنـا وأنتِ يومنـا و يا مستقبـلا يزهـو بأنـوار
كتبنـاكِ على خلايانا فـلا ليوم الحشر ننسى جذوة الثـار
أيا حـورا نناديـكِ من الأوداج يـا حــورا
لقد ذبنـا بواديـكِ على روح الهدى النــورا
ســلامٌ لكِ من قلبي ومن الدنـيـا بـآلام
وصبـرٌ فيك لا يهدأ وعلى المبـدأ بأيـام
سلامٌ لم يزل على أعتابكِ يزيـل اليأس يستهدي بأوجـاع
وحـب خالد على أناتـكِ يعـب الوعي أشكالاً و أنـواع
عادت وقلبها يثيـر أشجـان
عادت وصبرها يعود عنـوان
أنتِ لنا الحيـاة يا أملاً مجاهـداً ودمـاً معـانـداً
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
أنتِ مع الحسين في خندق وموقف وبك الدمع الوفي
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
يا كربـلاء يا نتيج إعصـار
يا ساحـة الإبى ربيتِ أحرار
أنتِ لنا الأرض التي هيئتنـا للفـدى حيث نادتنا هنـا
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
أنتِ لنا الهـواء لـو غبتِ عنا كربلا فلنا منكِ الحيـاة
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
يا زينب المصيـر يا صحوة الضميـر
إسلامنـا الحبيـب في أرضه غريـب
أطلقـت غريـدة الروح لمثواكِ الأجـل
تحـمل الورد ابتساماتٍ عـذارى وقبـل
لا تقـل في أنهـا تطوي بحـاراً ودول
بل هي الريح التي قد سابقت كـل الأول
هـزنـي الشـوق فما عينـي ترانـي
غير سهم القـوس ذكـراك رمـانـي
جئت طوعاً مستجيبـاً كي أراك
جئت أستنبـط من لقيـاكِ شيئـاً أروعا
يا لقـاءً كلما أسعى له نحـوي سعـى
لا أبالي إن يكن آخـر لقيـانـا معـا
فهو تاريـخ سيدعوني إذا الموت دعـا
إننـي أرضٌ لـكِ فـاستعمـرينـي
وعليهـا فـاعصرينـي وامطرينـي
جئت أحيا أو سأفنى في لقـاكِ
قـد مشى قلبـي لـكِ أيتهـا الحبيبـه
بعدمـا ضاقـت به غريقـه الرحيبـه
صبـت الدنيـا بـه أنسجـة غريبـه
جرحتـه فأتـى يدعـوكِ يـا طبيبـه
كـم أرى الدنيا بلاكِ معتـقـل
وكم أنـا فيهـا غريقٌ في الزلل
أما تدرين أني بـكِ جـدُّ متيم أما تدرين أني بلاكِ سوف أهمل
وهل حبكِ إلا انتظارات ومغنم و مسعاي إليه نجاتي من جهنـم
لـو أفـديـكِ فدائي كان قـل
قاسمتك روحي وقلبي والمقـل
سيغدو العـ مـر مذبوحـاً على ميدان ذكـراكِ
لـكِ يبقـى علـى عهـد بأن لا قلب ينسـاكِ
أراكِ أنجماً تزهـو في دياجيري ضيــاءً
و كفاً مسحت رأسي مُلأت حـاءً و بــاءً
أيا مجـداً عـلا وذكراً أجملا ويا ابنة ياسيـن وطـه
ويا أخت الحسين وبنت النيرين ويا علياءُ لا يعلى علاها
أطلت سـا عة المـوت فأمسى القلب مشعـولا
على الأكتا ف يا حوراء أخالُ النعش محمـولا
رحلـتي بجواً يغلـي بأسـى الطف مذيبـي
رحلـتي وأذى البلوى بمحـيــاك كئيبـي
سلامات الهوى إليكِ ترحـل على أجنحة الشوق الرهيـب
لجنات العـلا رحلتي طائراً يغني جملة النصر القريـب
لكنـكِ هنا بالقلب والـروح
في الدمع كلما يكون مسفوح
يا زينب المقاومه إنكِ المعلمه كل آنٍ كلمـا تقصي الدهـور
عالمة و فاهمـه إنكِ المسالمه قصة الفرحى بها تذوو السطور
صبّي بجرحنا صبراً قليـلا
منكِ لكي نرى صبراً جميلا
إن وداعي حرقةٌ وبكائي أدهرٌ ودموعي أبحرٌ تنصب نيران
يا أملي وجنتي وطني بغربتي أنتِ يا سفينتي والصبر ربان
يا زينب المصيـر يا صحوة الضميـر
إسلامنـا الحبيـب في أرضه غريـب
زينـبٌ ملحمة التاريـخ تجسيـد الوطـن
هـي نـارٌ تحـرق الظلـم وآلام المحـن
وهـي فردوسٌ إلى الثـوار في مر الزمن
تسكن الثـورة في أعماقهـا فهـي سكـن
حيـث في أعماقهـا صلـى الحسيــن
فغــدت صبــراً قـويـاً لا يليــن
أنتِ أمسي أنتِ قدسي مستمـره
مـرَّ عام أيهـا الأقصـى وما جف الـدم
خـرج الأطفـال بالأحجـار كي ينتقـموا
أمهـاتٌ زغـردت إذ حزنهـا يبتـسـم
و رجـالً قـد أبوا للظلـم أن يستسلمـوا
هم حيـاة الأرض حيـث النـاس موتـا
حيـن مات العـرب في الذلـة صمتـا
فاحفظوهـا في القلوب كـل دره
أخبريهـم ثورة الأقصـى بروح زينـب
العطـاء الثـر إن كل الوجـوب أجـدب
أخبريهـم فالـدم الطفـي فيـك يلهـب
أنتِ ممن في أبي الأحـرار قد تكهـرب
قبـة الأقصـى سـلامٌ مشـرق
كلمـا عاثــوا وحقداً أحرقـوا
يهـود القتـل كفوا عن الطفل الصغيـر
وذبـح الأبريـاء بـلا أدنـى شعــور
مدى خمسيـن عاماً من الوضع المريـر
وتيجـان الملـوك علـى ذاك السريـر
من لهم شجـبٌ وخوفٌ محـدق
لعنة الكرسـي فيهـا أغرقـوا
أيا قدسـي لكِ العزه فأنتِ مفخر الصبـر
ستجري في دمي هزه وبعثاً قمت من قبري
بـدمـي وهتافاتي وجراحاتي وأحزانـي
سـأروي مع آهاتي ونداءاتـي وأكفانـي
من السجن أنـا بدت جمجمتي عليها حَفر المبـدأ إصـرار
و جاءت زينبٌ من القدس لنـا لكي توقظ فينا الحب والثـار
أنا لحـنٌ من الماضي ومما جاء من خيبـر
فعودي يا نـداءاتـي بشعر السيف والمنحر
وأمضـي بدم الثأر وأسى الصبر و آمالـي
إلـى أن أجد الدنيا وبهـا أحيـى بأبطالـي
أنا رهـن البلا أسيرٌ في المحـن وقلبـي يملأ العالـم آلام
لقد طال الصدى وقـد طال المدى متى يرجع في الأمة إسلام
يا زينـبٌ أنا على دمي ثـار
أمضي و كربـلا والثأر أنهار
إن جراحي أينعـت ودمي مستـرسلٌ وينـادي هاتـفـاً
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
فاستنطقتني روحها وأسالت أدمعـي والجوا في أضلعي
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
عـادت دماؤنـا تبـث بركـان
والطـف صرخـة لكل إنسـان
إن بها مستقبلـي وبقـايـا أملـي وبها صـوتٌ بـدا
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
هيا نعيد كربـلا ونراهـا الأمـلا إنهـا قالـت لنـا
وا زينباه وا زينباه وا زينباه
يا زينب المصيـر يا صحوة الضميـر
إسلامنـا الحبيـب في أرضه غريـب
مرت الحوره على الأجساد فوق الهازلـه
و ارتمت حسره على جثة أخوها ذاهلـه
الرحيـل اليوم لازم خويه عنك راحلـه
و العدو ليَّـه بعد عينـك يشد الراحلـه
هالكسر هلِّي بضلوعك صاب ضلعـي
ماي لو رايـد يا ظامـي هاك دمعـي
دربي قاسي وينه ماشي خوي عنه
ما ترد صمتـك يحيرنـي ولا أتحملـه
والله مشتاقة تقلي مرحبه يا اختي وهلـه
هذا آخر عهدي برؤياك و آخر مرحلـه
تالي ما عندي إلا طيفك يا الحبيب أتخيله
راحله وراسك معاي وجسمك هنا
شلون يا سر الهنا من بعـدك أهنا
من مصابك جسمي بعدك زاد وهنه
يا المعـك متربيـه دار الحصينـه دارك
تطفي ناري بطيبتك واطفي بحنانـي نارك
يا سعـد من يقصـدك يا منقـذ إلي زارك
يا حمى الجار اتركك وحش الفيافي جارك
إن في الماضـي يظللنـا الفـرح
و انصبت الدمعه ولا قلب انجرح
وشوف اليوم دهري يجـرعني الفجيعـه
فجعني فيك خوي ترك روحـي وجيعـه
أخذك الموت مني يـا بوجفوف القطيعـه
ترك عباس مرمي على ضفاف الشريعـه
هالدهـر قاسـي صخر ماهو دهـر
هذا أنت عالغبره يا محزوز النحـر
أقـلا يـا دهـر بسك كفايه تعـذب شعـوري
فؤادي ذاب و أني أنعى يا مذبوحي يا معفـوري
أخـوي شل جنى وسوّى غالته أميه بالسيــوف
أخـوي بات و ما تروى قطرة أميه بالطفــوف
وأرد وحدي الوطن نحيله من المحـن بلياكم مع أيتامي حزينـه
أسيـره بيـا درب صعب والله صعب وأطب ديار تتشمت علينا
يا المجـدل يا المرمـل وداعي ويصعب وداعـي
سلامي عليك سلام الروح سلام اعظامي و ضلوعي
على إيديـه رفعت جسمك بلا غسل و بلا أكفان
فدى الإسلام يا رب الكون تقبل مـنا هالقربـان
لـروي قلبك الظامـي واغسل جراحك من العيـن
لوسـده راسك بحجري وينه يابن أمـي مضى وين
سخن قلبي انقسم بالمصـاب انصـدم ما اظن جرحي بعد هالمحنه يلتـام
أحن بعدك وأحن من أيتامـك تـون عجب يا خوي جفني لو غفى ونـام
شلون أمشي بلا حمى و بوليـة أشرار
شأيتـامي تحتمل يا حسـرتي صغـار
مع الليالي لو سرى وآني حرمة مأسره حال أقشـر أنظـره صعبه رزاياه
بلدة أعاديكم نطب واليتامى تضطرب جرحوها من الضرب وتنـادي ويلاه
آه يا أهلي و الوطن من غربتـي آه
فـاجعنـا هالزمـن والشكـوى لله
هذا المصبـاح انكتب خوي ما يفيد العتب منك الفقد انحسب يتلقى بلـواه
نتصبر احنا على البلا والأذى نتحملــه حتى دين العزه لا يتنكس الواه
يا زينب المصيـر يا صحوة الضميـر
إسلامنـا الحبيـب في أرضه غريـب
