بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد المصطفى واله الطاهرين
كانت لنا هدية العيد .. ولكن ..!
على أطياف من الشوق المرتقب بين لحظة وأخرى كنا جميعاً ننتظر أول بارقة أمل تطل علينا من نافذة الزمن المر الذي أرهق أيامنا العصيبة
بارقة لتصنع البسمة على وجوهنا التي أتعبها تعاقب الأيام
وردة قطفت من غصنها الأخضر الرطِب قبل أوان قطفها
وردة نبتت في شجرتنا العلوية المترقبة لثقل اللثم أوراقها
وردة لم يتسنى لشفاهنا الذابلة من العطش لثم أوراقها الندية
بل لم يتسنى لنا شم عطرها المحمدي الزكي
رحلت من بين ظلمات ثلاث
لم تنبس ببنت شفه لكن أثيرها طرق مسامعنا من شفاه أمها الحنون
لم نرى جمال عيونها لكنها كانت ترقبنا من نظرات أمها واحد تلوى أخر تتفحص وجوهنا الرمادية
لتلونها" كقوس الله" بألوانه الرطبة الزاهية
لم يتسنى لها أن تحضر الحسين في مأتم العزاء لكنه الحسين وجوده قدملئ وجدانها بأكمله
كانت دموع أمها تتساقط على مهدها فيتخلله لتتشربه ندىً يبلل أوراق وردها الأبيض المحمر
وردة كانت تتسمع آيات الذكر الحكيم ورشحات الدعاء من أثير والديها في شهر رمضان ليؤنسها طرباً كي تهدأ وتناغي أمها وتنام
وردة تتقلب في الساجدين في كل سحر مع نوافل أمها التي أرهقها بُعد الانتظار
انتظار طال وما من رسول للبشرى في ساعة العسرى
انتظار لبى ساعة اللقاء بلهفة اللقاء لبيك يا رب لبيك وكلنا في سعينا إليك
هي وردة لم نكد نلحظ من أي لون هي قدتلونت
غير أني موقن بيضاء قد تلونت ناصعة البياض ف يوسف حسناً
جمالاً باهراً
فلم تشأ كذلك حتى صبغت إحدى أوراقها احمرارا قانياً من دم الشهادة
وتصبغت أخرى اخضراراً من شدة الاختناق
والتالية من الاصفرار لشدة التعب
آه .. ما أجملها من وردة في لونها الطيفي المعبر عن كل حادثة
قد اختصرت كل المسافات في ساعة واحدة
وردة لم تشأ أن تشوه جمالها لوناً مسوداً
غير أني واثق من تلون خواطرنا اسوداداً حزناً لفراقها ساعة اللقاء المرتقب
آه .. من وردة أرهقت والدي من شدة البكاء دموعاً ونحيب حتى رق الليل من أناتهم عليهم واستحى الفجر إشراقاً لمواساتهم
في كل حال هي وردة
لكنني لست اعلم أيهما اشد حزنا لفراقها أبواها أم أبواي ؟
لكنني متيقن " ما أعز من الولد إلا ولد الولد"
هي وردة استقرت على راحتي فلم استطع من لثمها
لا اعلم لم حتى الآن ؟
خوفاً من تناثر أوراقها ؟
أم من هول الحادثة ؟
لكنها ..
كانت لنا هدية العيد .. ولكن !