http://www.alnassrah.com/images/momeiz/1.gif
1 ـ الاهتمام بمراسم ولادة الطفل فأكد الإسلام على أعمال معينة مؤثرة في حياة الطفل منها:
أ ـ الأذان في أذن الطفل اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى فحرص الإسلام الحنيف على سماع الطفل اسم الله تبارك وتعالى فانها عصمة من الشيطان الرجيم كما وردت رواية عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بهذا المضمون، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (عن ولد له مولود فليؤذن في أذنه اليمنى بأذان الصلاة، وليقم في اليسرى فأنها عصمة من الشيطان الرجيم) (1)فان العصمة من الشيطان هي نوع من تحصين الطفل من الانحراف ومطلق الشر (فإن الشيطان الرجيم قد يطلق في بعض الروايات ويراد منه اعم من هذا الشيطان الذي نعرفه بل قد يشمل اعوانه وقد يشمل كل شر).
ب ـ تحنيك الطفل بالتمر أو العسل أو بتربة الإمام الحسين (عليه السلام) وماء الفرات كما روي ذلك عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وكما هو معروف ان تربة الإمام الحسين (عليه السلام) فيها الشفاء فلذلك أول ما يدخل جوف الطفل في هذا العالم التربة الشريفة فيطعم منها ومن ماء الفرات.
ج ـ يستحب تسمية الأولاد بالأسماء الحسنة وخير الأسماء ما حُمد وعُبد حسب ما روي عن أهل البيت (عليهم السلام) واحسن الأسماء هو محمد فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا يولد لنا ولد إلاّ سميناه محمداً فاذا مضى لنا سبعة أيام فان شئنا غيرّنا وان شئنا تركنا) (2) وفي نفس المصدر (3)عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ولد له أربعة أولاد لم يسمّ أحدهم باسمي فقد جفاني).
والتأكيد على هذا الاسم من الأمور المفيدة والمهمة للطفل أما البنت فيستحب بان تسمى فاطمة، ويقول علماء الحروف ان للحروف اثر تكويني على سلوك الإنسان فلذلك يجب ان يختار الاسم الذي يؤثر إيجابياً على الشخص كما وان حُسن الأسماء تحصن الأطفال من السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين فان الاستهزاء يسبب للطفل الشعور بالنقص وهذا يؤثر سلبياً على نفسيته وعلى أخلاقه.
د ـ العقيقة يوم السابع فان من الأمور المستحبة ان تذبح شاة مناسبة للطفل سواء كان ولد أو بنت فان لها آثار خاصة من جملتها أنها تمنع البلاء وتقي الطفل من المخاطر.
هـ ـ حلق الرأس في يومه السابع أيضاً والتصدق بوزن شعره ذهباً أو فضة كما يقول علماؤنا الأعلام فان للصدقة كما هو واضح أثر من وقع البلاء وزيادة الرزق وغيرها.
كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام): (عق عنه واحلق رأسه يوم السابع وتصدق بوزن شعره فضة) (4).
و ـ ختان الولد في اليوم السابع فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): اختنوا أولادكم لسبعة أيام فانه اطهر أسرع لنبات اللحم) (5).
2 ـ التأكيد على حليب الأم:
أ ـ إرضاع الطفل من حليب الأم:
فبما ان الحليب في الفترة الأولى للطفل هو الغذاء الأساسي له والوحيد لذلك يجب مراعاة هذه المسألة عن طريق إرضاعه رضاعة طبيعية؛ لان المسألة ليست مسألة نقل غذاء فحسب بل مسألة حنان وعاطفة تنقلها الأم إلى طفلها وهذه المسألة مسألة تكوينية أودعها الله تعالى في الأم كما وأنها تنشئ علاقة عاطفية عجيبة بين الأم وطفلها وكما يعبر عنها محمد تقي فلسفي في كتابه الطفل بين الوراثة التربية: (تصب ركائز مشاعر الطفل وأحاسيسه فمن أولى أيام الرضاع، لذلك جاءت روايات أهل البيت (عليهم السلام) ووصاياهم مؤكدة على حليب الأم فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (ما من لبن يرضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه) (6) فلذلك نجد ان المجتمعات الغربية نادرا ما يكون تآلفهم الإجتماعي والعاطفي على نحو جيد بل اكثر روابطهم العائلية قائمة على اسس مادية خالية عن الاحاسيس والمشاعر .
ب ـ ما لو كان هناك مشكلة تعين الأم من الرضاعة كقلة الحليب أو مرض لا سامح الله أو غير ذلك فيجب اختيار مرضعة ضمن مواصفات وشروط معينة وليست المسألة جزافاً فقد ورد عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (انظروا من ترضع أولادكم فان الولد يسبُّ عليه) (7). لذلك هناك عدة صفات يجب مراعاتها منها:
1 ـ ان تكون المرضعة حسنة وغير قبيحة فعن الإمام الباقر (عليه السلام): (استرضع لولدك بلبن الحسان وإياك والقباح فان اللبن قد يعدي) (8).
2 ـ وان لا تكون مجوسية فعن عبد الله بن هلال قال سألته عن مظائرة المجوسي فقال: (لا، ولكن أهل الكتاب)(9).
طبعاً واسترضاع أهل الكتاب شروط بمنعهن عن شرب الخمر كما ورد في نفس المصدر: (إذا رضعن لكم فامنعوهن من شرب الخمر) (10).
3 ـ وان لا تكون زانية وغير باغية ولا مجنونة ولا حمقاء.
طبعاً هذه المسألة الآن وان كانت من المسائل النادر وقوع بها لان الأكثر يرضع أولادهم الحليب الاصطناعي ما يسمى بالحليب المجفف،، ولكن ذكرناها من باب عموم الفائدة .
ج ـ قد ذكر أهل الطب ان الراحة النفسية للأم مؤثرة جداً على الطفل الرضيع فيجب ان تكون مريحة وان لا ترغم الطفل على الرضاعة.
د ـ ان تكون مدة الرضاعة بطول 21 شهراً ومن كلا الثديين.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأم إسحاق بنت سلمان: (يا أم إسحاق لا ترضعيه من ثدي واحد وأرضعيه من كليهما يكون أحدهما طعاماً والأخر شراباً)، وقال (عليه السلام): (الرضاع واحد وعشرون شهراً فما نقص فهو جور على الصبي) (11).
فلطول مدة الرضاع تأثير إيجابي على الوضع النفسي وعلى الوضع العاطفي للطفل فان طول فترة ضم الأم للطفل يؤثر على هذا الجانب.
كما لعلماء النفس تبعاً لاهل البيت (عليهم السلام) يفسرون ذلك بان ذلك يشعر الطفل بالأمان عادة ولا يشعر بالقلق أو الخوف فيتصدق بتلقائية عندما يبلغ من الثالثة أو الرابعة والطفل يشعر بالطمأنينة يتمتع بالثقة بالنفس ويتعامل مع الآخرين بسهولة ويندمج الأطفال في مثل عمره) (12).
هـ ـ الطعام ضروري للأم في هذه المرحلة فانه المصدر الرئيسي لحصول اللبن الذي يرضع الطفل فالغذاء مهم من حيث النوعية والكمية مركز على التمر لكونه من الأغذية المهمة في نوعية الحليب وجودته وكميته فعن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب) فقيل يا رسول الله فان لم يكن اوان الرطب؟ قال: (سبع ما يستحب ان تطعم الحبلى) والأمام الصادق (عليه السلام) يوصي باطعام النفساء البرني (وهو نوع من أنواع التمور).
(اطعموا البرني نساءكم في نفاسهن تحلم أولادكم) (13) وفي رواية أخرى: (تجمّلوا أولادكم) (14).
وبالإضافة إلى التمر هناك جدول مهم وضعه أهل البيت (عليهم السلام) يساهم في نمو وصحة الطفل:
1 ـ خبز الشعير: فهو وقاية من الأمراض.
2 ـ سويق الحنطة ينبت اللحم ويشد العظم ويسهل الهظم.
3 ـ سويق العدس يسكن هيجان الدم ويقلل من حرارة الجسم.
4 ـ اللحوم وخصوصاً لحم الدراج يقلل من الغضب وكذلك العنب.
5 ـ الهريس تنشط الجسم وتمنحه الحيوية.
6 ـ الزيتون يطرد الرياح.
7 ـ السفرجل يقوي القلب.
8 ـ الخس يصفي الدم.
9 ـ العسل والبيض واللبن وسائر أنوع الفواكه.
وغير ذلك من الأمور التي تؤثر على نفسية الطفل وعلى صحته.
فسبحان الله قد منّ علينا وسهل لنا سبل الوصول إليه وآمنا قبل ان نخرج إلى الدنيا وسهل لنا رزق عيشه ونحن لا حول لنا ولا قوة وعطف علينا أمنا التي لولا عطفها وحنانها لهلكنا فسبحان الله وله الحمد وله الشكر.
اللهم صل على محمد وآل محمد
منقول
