نيودلهي - - تكشف الهند غدا الاربعاء النقاب عن حاسوب دفتري محمول متهافت الثمن لا يتجاوز سعره 500 روبيه (7.35 جنيه استرليني، اي مايقارب 11 دولارا). وفي محاولة لجسر "الفجوة الرقمية" في البلاد بين الاغنياء والفقراء، ستعرض الحكومة النموذج الأولي للحاسوب الدفتري باعتباره حجر الزاوية في برنامج تعليم اليكتروني طموح لربط 18 الف كلية و400 جامعة في انحاء الهند. واكتسبت الهند سمعة في ابتكار تكنولوجيا رخيصة جدا، وهي نزعة اطلقتها العام الماضي من خلال "تاتا نانو"، ارخص سيارة في العالم ثمنها مئة الف روبيه (1450 جنيه استرليني). وسيطلق الكمبيوتر الذي سمّي"ساكاشات" ـ أي (امام عينيك) ـ في اطار "مهمة التعليم الوطنية" الجديدة بكلفة 46 مليار روبيه.
ويشمل ذلك شبكة من اجهزة الحاسوب الدفترية التي يستطيع الطلبة من خلالها الوصول الى المحاضرات والدورات والمساعدة المتخصصة من أي مكان في الهند، مما سيشعل شرارة ثورة في التعليم. ويذكر ان عددا من الناشرين قد وافقوا على تحميل مقاطع من كتبهم الدراسية على النظام.
وقال برابهاكار، نائب مستشار الجامعة التي سيطلق نموذج "ساكاشات" في اندرا براديش، ان الهند تتطلع للحصول على الأجهزة والبرمجيات بسعر أرخص. وفي دولة نامية، يجب ابقاء التكاليف منخفضة ليستفيد اكبرعدد من الطلبة. وهذا يعني اجهزة حاسوب ووصولا الى ارخص شبكة، لكي يتسنى للطلبة الاطلاع على الكتب الاليكترونية والصحف الاليكترونية".
وعلى الرغم من ان نصف عدد سكان الهند البالغ مليار نسمة تقل اعمارهم عن 25 عاما، فان البلاد متأخرة فيما يتعلق بعدد المقاعد الجامعية، حيث تقدّر نسبة الالتحاق بنحو 11 في المئة، مقارنة مع ضعف هذه النسبة في الصين. وكذلك فان لدى الجارة الشمالية الأكبر للهند 180 مليون مستخدم للانترنت حاليا، وهو خمسة أضعاف الأجمالي في الهند.
وهذا الحاسوب الدفتري، الذي صممه علماء في معهد "فيلزر" للتكنولوجيا والمعهد الهندي للعلوم في بانغالور والمعهد الهندي للتكنولوجيا في مدينة مدراس ومجمع اشباه الموصلات الحكومي، يحتوي على ذاكرة سعتها 2 غيغابايت ونظام اتصال لاسلكي. وفي محاولة لابقاء التكاليف منخفضة، يقول خبراء انه من المستبعد استخدام برنامج "ويندوز مايكروسوف" المعروف.
ويبدي مسؤولون ثقة في ان السعر المحدد بـ500 روبيه يمكن تحقيقه. وصرح ار بي اغاروال، الموظف الكبير في وزارة التعليم العالي الهندية، لصحف الاسبوع الماضي انه "في هذه المرحلة، يتبين ان التكلفة هي 20 دولار (الف روبيه) ولكن مع الانتاج الضخم، فان السعر سينخفض".
وسيكون الجهاز الهندي ارخص بشكل كبير من "الحاسوب الدفتري بـ 100 دولار"، وهو الحاسوب الأخضر المعروف باسم "جهاز الأطفال" او "اكس او" الذي صممه خبراء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة.
وكان حاسوب "اكس او"، الذي اطلق عام 2005 وسط موجة من الاشادات من جانب نيكولاس نيغروبونتي، المدير السابق لشركة "ام تي آي ميديا لاب"، قد فشل، وذلك جزئيا لأن تكلفة انتاجه تبلغ 200 دولار (141 جنيه). ولكنه شجع ظهور اجهزة حاسوب قليلة التكلفة من خلال التخلص من الأقراص الصلبة واستخدام شاشات رخيصة. ويمكن شراء حاسوب "كلاسميت" الشخصي من انتاج "انتل"، كبرى شركات صناعة الرقائق الدقيقة، مقابل 400 دولار. ويباع حاسوب "اي بي سي" التايواني بمبلغ زهيد يصل الى 200 دولار.
ولكن بعض الخبراء يشككون في ان حاسوبا دفتريا مقابل 20 او 10 دولارات مستدام تجاريا. وقال راجيش جاين، المدير الاداري لشركة "نيتكور" للحلول والرائدة في ما يتعلق بالاستخدام الرخيص للحواسيب: "لا يمكنك حتى ان تصنع شاشة حاسوب بعشرين دولارا. والهند لا تبني الكثير من تجهيزات الكمبيوتر. ولذلك، من اين سيأتي التوفير؟".
ولا يرى بعض كتاب المدونات اليوم في الحاسوب الدفتري الجديد اكثر من "آلة حاسبة محسنة". ولخص اتانو داي هذه الشكوك، حيث كتب في مدونته: "اذا تمكنت الحكومة من تحقيق معجزة تكنولوجية قريبة من المستحيل، الا يعني ذلك ان كامل قطاع الحاسوب العالمي اما عديم الكفاءة تماما أو انه احتيال ضخم ينتج مواد بكلفة زهيدة جدا ويبيعها بأسعار خيالية".
ويبدي مسؤولون ترددا في الحديث عن المشروع قبل اطلاقه، ولكن احدهم قال انه يمكن المحافظة على انخفاض التكاليف من خلال استخدام الطلبة والباحثين لاتمام جزء كبير من التصميم. وقال ان التكلفة كانت 47 دولارا عام 2007، ولكن تعديلات اضافية تعني انها انخفضت بصورة دراماتيكية.
على العلم انا سمعت في لابتوب رخيص في استراليا قيمته تقريبا 500 ريال بس مو زي الهند والله حطموا الرقم القياسي
تحياااااااااااااااااااااااااتي
منقول
