قصة تجسد الأعمال بعد الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآل محمد

نقل عن القاضي سعيد القمي رحمه الله أنه قال:

بلغنا عن ثقة معتمد أن أستاذ أساتذتنا بهاء الملة والدين الشيخ البهائي العاملي قدس سره ذهب ذات يوم لزيارة بعض أهل الحال( والعبادة ) في مقبرة من مقابر أصفهان كان مقيم فيها ...

قال ذلك الشخص العارف (العابد) للشيخ البهائي : رأيت في هذه المقبرة قبل اليوم أمراً غريباً وهو أني رأيت بجماعة جاؤوا بجنازة إلى هذه المقبرة ودفنوها في المكان الفلاني ونصرفوا ..

وبعد مضي ساعة شممت رائحة عطرة ليست من روائح هذه المنشأة (الدنيا) فبقيت متحيراً أنضر يميناً وشمالاً ..لأعرف منشأهذه الرائحة العطرة..

وفجأة رأيت شاباً وسيمناً في زي الملوك يذهب بأتجاه ذلك القبر (الذي دفنت فيه الجنازة المذكورة ).. مشى حتى وصل إلى القبر .. فتعجبت من مجيئه إلى هذا القبر .. وماإن جلس بجانبه حتى أختفى .. وكأنه دخل إلى القبر ..

بعد ذلك بفترة شممت رائحة خبيثة أشد نتناً من أي رائحة نتنة ..

نظرت فإذا بي أرى كلباً يقتفي أثر ذلك الشاب حتى وصل إلى القبر وختفى ...

وزاد تعجبي.. وفيما أنا كذلك إذا بذلك الشاب يخرج فجأة سيء الحال .. سيء الهيئة .. مثخناً بالجراح ورجع من حيث أتى ..

ومشيت في أثره .. ورجوته أن يخبرني بحقيقة الحال ..
قال أنا العمل الصالح لهذا الميت .. وكنت مأموراً أن أكون معه في القبر .. وفجأة جاء هذا الكلب وهو عمله غير صالح ..فأرت أخراجه من القبر وفاءً بحق الصحبة للميت فعضني هذا الكلب وقتطع بعض لحمي وجرحني كمى ترى .. ومنعني من البقاء معه .. فضطررت لترك القبر فخرجت وتركته.

قال الشيخ البهائي :
صدقت فنحن قائلون بتجسم الأعمال وتصورها بالصورة المناسبة بحسب الأحوال. وصلى الله على محمد وآل محمد