بسم الله الرحمن الرحيم
قرر ملك في احد الايام ان يخرج للصيد فأمر وزراءة وخدمة وغلمانه ان يجتمعوا ويتهيبوا للخروج معه فاستجابوا له وأحضروا كل وسائل الصيد وملتزماته وساروا مع الملك للصيد وعندما وصلوا الى محل الصيد وعندما حل الظهر وضعوا المائدة وجيء بدجاجة كبيرة محشوة ومطهية ووضعت بين يدي الملك وفجأه انقض صقر من الجو على الدجاجة اللذيذة وختطفها وحلق في كبد السماء فاستشاط الملك غضباً وأمر حراسه بأن يتبعوا الصقر ويصطادوه مهما كلف الامر وبأي وسيلة كانت وفعلاً بقي الملك وحراسة في الارض يتابعون الصقر وهو محلق في الجو دار الصقر حول الجبل ثم حط في احد شعابه وهم يرونه وحينما وصل الملك وحراسة اليه ترجلوا وأخذوا يطاردونه حتى وصلوا مكاناً شاهدوا الفريسة على الارض قرب رجل موثوق اليدين والرجلين وقام بنهش لحم الدجاجة واطعام الرجل وما لبث ان طار الى عين ماء فملأ منقاره بلماء ثم عاد الى مكانه وسقى الرجل فوثب الملك وحراسة وفكوا وثاق الرجل وسألوه عما حل به فقال-- اني تاجر وكنت متوجهاً في سفر وفي هذة المنطقة هجم علي قطاع طرق وسلبوا اموالي واوشكوا ان يقتلوني فرجوتهم ان لايفعلوا ذلك فأشفقوا علي فقالوا نخشى ان تصل الى بلد وتخبر عنا الناس وتأتي فيهم الينا فأوثقوا يدي ورجلي ورموني هنا وفي اليوم التالي جائني هذا الصقر وجلب لي خبزاً واليوم اتاني بدجاجة تأثر الملك لدى سماعه الكلام فقال-- ان الله رحيم لدرجة عبده الموثوق المرمي في الصحراء ومع ذلك لايتركه وحيداً وبدون رعايه ويحنا نحن الذين نملك رباً رؤفاً هكذا ونحن غافلون عنه ثم قرر الملك من فورة ترك امر الحكم وانخرط في سلك العباد والزهاد المعروفين في زمانه
تحياتي**
