بسمه تعالى
رشفة
إن طريق القلب معبر للملائكة كما هو مسير للشياطين. فإن ملائكة الرحمة تأتي من خلال باطن الإنسان الرباني وترفع من وجوده لأجل استقامته في طريق الله کل خوف وحزن وتبشّره بالجنة الموعودة: «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون»(1). وإن ما نشهده من أن فكرة حسنة قد تحفظ الإنسان وتبعث فيه اطمئنان القلب لسنين متمادية وتهب له الصمود والثبات، إنما هي نتيجة ورود الهاتف الغيبي وتعليم وتأييد الملَك الإلهي. أما الشياطين فهي الأخرى تتغلغل من هذا المسير وتلج قلب الإنسان. وعملها تکريس الخواطر السيئة والمغالطات والشبهات والخيالات الواهية في قلوب أوليائهم وتحرضيهم على مجادلة المؤمنين ثقافياً: «و إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم»(2).
ـــــ
1- سورة فصلت، الآية 30.
2- سورة الأنعام، الآية 121.
المصدر: صورت وسيرت انسان در قرآن (صورة وسيرة الإنسان في القرآن)، ص 196.
للشيخ الاملي
