السلام 12
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمدواله
واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين
ثلاثة منامات متقاربات لهاعليها السلام:
الراوندي في الخرائج:
عن المقداد بن الأسود الكندي عن فاطمةعليها السلام في حديث طويل في ولادة الحسينعليه السلام قالتعليها السلام:..
فلمّا صارت الستة كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء إلى مصباح، وجعلت أسمع إذا خلوت بنفسي في مصلاي التسبيح والتقديس في باطني، فلمّا مضى فوق ذلك تسع ازددت قوة، فذكرت ذلك لاُم سلمة، فشدّ اللَّه بهاأزري، فلمّا زادت العشر غلبتني عيني، وأتاني آت فمسح جناحه على ظهري، فقمت وأسبغت الوضوء، وصلّيت ركعتين، ثم غلبتني عيني، فأتاني آت في منامي وعليه ثياب بيض، فجلس عند رأسي، ونفخ في وجهي وفي قفاي، فقمت وأنا خائفة، فقمت وأسبغت الوضوء، وأدّيت أربعاً، ثم غلبتني عيني، فأتاني آت في منامي، فأقعدني ورقاني وعوّذني.
فأصبحت وكان يوم اُم سلمة، فدخلت في ثوب حمامه، ثم أتيت اُم سلمة، فنظرالنبيصلى الله عليه وآله إلى وجهي، فرأيت أثر السرور في وجهه، فذهب عنّي ما كنت أجد، وحكيت ذلك للنبيصلى الله عليه وآله، فقال: أبشري! أما الأول فخليلي عزرائيل الموكل بأرحام النساء يفتحها، وأمّا الثاني فخليلي ميكائيل الموكّل بأرحام أهل بيتي، فنفخ فيك، قلت:
نعم،فبكى، ثم ضمّني إليه وقال:
وأمّا الثالث فذاك حبيبي جبرئيل يخدمه اللَّه ولدك، فرجعتفنزل تمام الستة
منام آخر لها سلام اللَّه عليها عند وفاتها
وفي كتاب وفاة الزهراءعليها السلام روى:
أنّ فاطمة عليها السلام كانت تبكي على فراق رسولاللَّه صلى الله عليه وآله، فلمّا كان في بعض الأيام دخل أميرالمؤمنينعليه السلام على فاطمةعليها السلام وهي فيالحجرة، فرآها قد عجنت عجيناً للخبز، ووضعت طيناً في الماء لتغسل رأس الحسن والحسينعليهما السلام، فتعجّب أميرالمؤمنينعليه السلام من ذلك وقال:
يا بنت رسول اللَّه، ما عهدتك تشتغلين بعملين من أعمال الدنيا في يوم واحد، وما أظنّه إلّا لسبب؟
فبكت فاطمة عليها السلاموتحدرت عبرتها على وجناتها، وقالت:
يا أميرالمؤمنين هذا فراق بيني وبينك، اعلمأنّي رأيت البارحة في منامي أبي وهو واقف في مكان مرتفع يلتفت يميناً وشمالاً كأنّهينتظر أحداً، فقلت له:
مضيت عنّي وتركتني وحيدة فريدة أبكي عليك نهاري وليلي،عشيتي وابكاري، لا ألتذّ بطعام ولا أتهنأ بمنام، فقال لي:
يا فاطمة إنّي واقف هنالانتظار، قلت:
فلمن تنتظر يا أبتا؟ قال:
أنتظرك يا فاطمة، فإنّ مدّة الفراق قد تجاوزت،وليالي الهموم والأشواق قد تصرمت، وقرب وقت الارتحال استعدي للقاء والوصال، يافاطمة عجّلي فإنّي في انتظارك، لا أبرح من مكاني حتى تأتيني، فأسرعي فإنّك ستكونين عندي الليلة القابلة، فلمّا رأيت الرؤيا تيقّنت أنّي راحلة عنك عشية