اللهم صل على محمد وآل محمد
في هذا البحث العقائدي نتحدث عن الارادة الالهية بسؤالين :
الارادة الالهية هل هي مخلوق أم هي من ذات الله عزوجل ... ؟ وهل هناك فرق بين قدرة الله وبين ارادة الله ؟
الاجابة :
إن ارادة الله غير قدرته سبحانه وتعالى لأن قدرة الله هي قديمة وهي جزء من ذاته تبارك وتعالى ، ولو كانت القدرة هي الارادة لكانت الإرادة قديمة ولو كانت الإرادة قديمة لكان الكون والوجود والمخلوقات الأخرى قديمة ، ولزم تعدد القدماء ونحن نعلم أن
الله عزوجل هو القديم لم يسبقه شيء ، وبهذا نتوصل أن الإرادة الالهية هي حادث ."1".
وأنها غير ذات وهي فعله سبحانه وتعالى وقد عبر القرآن الكريم عن فعلية الإرادة وأنها خلقٌ من خلق الله عزوجل بتعابير عدة :
تارة يعبر عنها بالكلمة وذلك في قوله تعالى ( وكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ .... )
وتارة يعبر عنها بالأمر وذلك في قوله تعالى ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ... ) وقوله تعالى ( وَمَا أَمْرُنَا إلاّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ .. )
فسواء عبرنا عن الإرادة بالأمر أو الكلمة فهي فعل الله وليس من ذاته عزوجل ...
فإرادة الله عين فعله الذي إذا اراد شيئا فإنما يقول ( كن فيكون )
فالله هو يملك الحاجات وهي مستجيبة لمشيئته ومسرعة إلى إرادته
فإرادته سبحانه وتعالى لا تنفصل عن خلقه ...
وبهذا البحث المختصر نستنتج أن الإرادة الالهية هي نفس إيجاد الفعل وعين تحققه "2"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
"1" ( علماً بأن الذات الالهية لا تكون مركزاً للحوادث فهنا تعبيرنا بأنها حادث أي نرجعها الى الإرادة الفعلية فالإرادة في مقام الفعل هو ما جاء في هذا التفسير )
وقد علق الشيخ المفيد رضوان الله عليه في هذا الشأن ( بعد اثبات اتصافه بها " أي الإرادة " ، فهي ليست أمرا موجودا عينيا، لا قديما، ولا محدثا بل توصف بها الذات مجازيا، لا حقيقيا )
"2" كخلق الذبذات الصوتية في الشجرة التي صدر بواسطها ذلك الصوت في الوادي المقدس للنبي موسى ( ع )