فن المحادثة
تعددت الفنون واستهلكت انواع الوسائل وبذلت اموالا لا تأكلها النيران لاقامة المؤتمرات
والمعارض ودعت المثقفين واصحاب الشؤون وخضعت لها الهامات ولكن دون نتيجة تذكر
ان لم نبالغ فربما كان المكسب المادي لا يساوي اكثر من ۳۵ الى ۴۰ بالمائة، فلما كل
هذا العناء والتعب ان كانت النتيجة غير ايجابية فانا لا اطلب منك ان تضع اليد على الخد
وتجلس من دون اي نشاط ولكن قبل ومع وبعد كل عمل يجب ان تتمتع بفن اخر لا تحتاج فيه
الى المال لتتعلمه ولا للاذلال ولا لاي مجهود يرهقك، الا انه بامكانك ان تكسب الرهان
في كل المجالات وترفع مستوى المعرض او الندوة التي اقمتها الى ۸۰ او ۹۰ بالمائة
في فن «كيف تكسب الاخرين» وتحرز على المكانة التي رسمتها ايام الصبا وجعلتها من
اولى امنياتك ولتحقيقه ما عليك سوى ان تجمع بين الابتسامة ولباقة التحدث مع الاخرين.
ان الطابع الاول يتكون من الابتسامة اي اول اللقاء تحتاج الى وجه صبوح مشرق لتلقي التحية
فيه على المعني «الطرف المقابل» فبها تستطيع ان تحرز على ۳۰ بالمائة من الموفقية
لان المعني سيسعد ويقول في نفسه نعم هكذا وجه بشر والا بلاش وبعد ذلك ياتي دور المحادثة.
فالمحادثة صحيح لا تحتاج لبذل الاموال وارهاق الجسد الا انها تحتاج الى تنشيط
الدماغ والعمل عليه بشكل مستمر ودؤوب لتثقف نفسك اي موضوع تريد الخوض فيه
ويجب ان تكون ثقافتك فيه جامعة بين الموضوعية والعامة لان المعني يريد ان يختبرك في هذا
المجال وسيطرح عليك بعض الاسئلة الجانبية ربما هو لا يعرف اي شيء عنه ولكن قبل
لقائك اجمع بعض المعلومات البسيطة والجانبية ليختبرك فيها وانت تعتبرها غير مهمة
ولكنها للمعني هدف يسعى به ليرى هل تستحق ثقته ام لا، هذا من جهة ومن جهة
اخرى والاهم منه في فن المحادثة يجب ان تسعى فيه لارضاء الطرف الاخر وان تبين له
ان جل هدفك هو ارضاء المعني ولا تستغله وتتحايل عليه لنيل مبتغاك.
