بسمه تعالت قدرته
القرآن يقول في بعض الحالات بأن الله لم يشأ ان يكون الناس أمة واحدة وفي اية اخرى يذكر بأن الله جعل الناس أمة واحدة فما المقصود من الله لم يشأ ان يكون الناس أمة واحدة؟ وما هو المقصود من أنه جعلهم أمة واحدة؟
الوحي لو لم ينزل من قبل الله سبحانه ولو لم ينظّم دين لكان جميع الناس متساوين ولما شخّص السعيد والشقي
((ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة)) سورة الشورى الاية 8
ولكن الوحي هو بمثابة نسيم يهب فتظهر رائحة كل شخص بهبوب ذلك النسيم كالمطر الذي ينزل فتنمو البذور سواء كان ثمرها مرا ام حلوا.
ولذا لم يرد الله ان يكون الناس امة واحدة وقد انزل الوحي وهو ماء الحياة حتى يظهر باطن الناس اذن هو انما لم يجعل الناس امة واحدة لهذه الناحية. وقد قال في سورة الشورى((وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [الشورى : 8]
إن الظالم ليس تحت ولاية احد ورحمة الله الممتازة (الخاصة) انما تشمل الشخص العادل واللائق
جاء في القرآن الكريم بان الله قد جعل الناس امة واحدة وان دعوة الانبياء هي من اجل ان يكون الناس امة واحدة وما قاله في سورة المؤمنون((يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [المؤمنون : 51]
يشير الى هذا الجزء وهو ان اصل النبوة من اجل ان تقطع البشرية طريقا واحدا وتصل الى هدف واحد وقد جاء الانبياء ع بدعوة واحدة
والقران وسائر الكتب السماوية إنما تدعوا البشرية الى الوحدة العامة للبشر لذا قال تعالى في سورة الشورى(شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ [الشورى : 13]
وهذه الامة الواحدة في منظار القران دليل على عالمية الرسالة الاسلامية حيث يدعوالله الناس الى طريق واحد
والسلام
المصدر : كتاب رائع للشيخ جوادي املي الوحي والنبوة في القران
