سيدي هل من توبة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الشهيد الحر الرياحي بن يزيد بن ناجية بن قعنب بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة التميمي اليربوعي الرياحي من أشراف العرب ووجوهها, وشجعان المسلمين ولد قبل البعثة, واستشهد بين يدي الإمام الحسين(ع) في كربلاء يوم العاشر من محرم الحرام61هـ.
عاصر من المعصومين: الرسول الأعظم(ص)، الإمام علياً(ع)، الإمام الحسن(ع)، الإمام الحسين(ع) وعاصر الخلفاء الثلاثة .
أرسله والي الكوفة عبيد الله بن زياد مع ألف فارس لصدّ الإمام الحسين(ع) عن الدخول إلى الكوفة، فسار بجيشه لتنفيذ هذا الأمر، فالتقى بركب الإمام الحسين(ع) في منطقة ذي حسم، ولما حان وقت صلاة الظهر صلّى هو وأصحابه خلف الإمام الحسين(ع)، وبقي ملازماً لركب الإمام(ع) وأخذ يسايره حتى أنزله كربلاء.

بعد أن رأى إصرار القوم على قتال الإمام الحسين(ع)، بدأ في صبيحة اليوم العاشر يفكر في أمره، وأقبل يدنو نحو الحسين قليلاً قليلاً وقد أخذته رعدة، فسأله بعض أصحابه عن حاله، فقال: "إني والله أخيِّر نفسي بين الجنة والنار ولا أختار على الجنة شيئاً ولو قُطِّعتُ وحُرّقت"، ثم ضرب فرسه والتحق بالإمام الحسين(ع) حتى وقف بين يديه(ع) معلناً توبته، فقال له الإمام(ع): "نعم يتوب الله عليك ويغفر لك".

سيدي هل من توبة ؟

سأمضي
وما بالموت
عار
على الفتى
إذا
ما نوى حقاً
وجاهد مسلماً
وواسى الرجال
الصالحين بنفسه
وفارق مثبوراً
وخالف مجرماً
فإن عشت
لم أندم
وإن مت
لم ألم
كفى بك ذلاً
أن تعيش
وترغما
صرخات
أيقظته
مع الفجر
على تراتيل
كتاب الله
توضأ
صلى
شرب
لكن الدمع
على خديه
مندفق من وجنتيه
سار مع الجداول
تمشى على
رمال كربلاء
غفت عيناه
سمع صوت حزين
أدرك أنه الحسين
وأصحابه
وهذا الذي
ما لم يتمناه
صمت
تفكر
عقل
توكل
سخر
ممن قاده
همست
في أذنيه الرحمة
تفكر وعقل
عقل واعتبر
إذا لا بد
للأحرار
أن يبقوا أحرارا
كيف لا
وهو من فخر باسمه
وكان دائما حرا
لا بد من أن
يكفر خطاياه
بدمه
وروحه
و إلا
فلن يكون كما
أرادت
أمه وأباه
خير نفسه
بين الجنة
والنار
فلم يختار
على الجنة
شيئاً
ولو أحرق
نكس رمحه
قلب ترسه
طأطأ برأسه
حياء
من آل الرسول
اللهم إليك أنيب
فتب علي
فقد أرعبت
قلوب أوليائك
وأولاد نبيك
أبا عبد الله
إني تائب
فهل لي
من توبة

****

أعلن توبته
من عمق روحه
رددها مرتعداً
أعلنها مفتخرا
صرخة عالية
من بين ثناياه
سيدي ابا عبد الله
أنا الذي حاصرتك
زرعت الصحارى
عيونا تننظر
قدومك
جحافيل
من هنا وهناك
ترصد عيونك
بالسيوف
والجياد
بالسلاسل
والعباد
سيدي
هل من توبة
أنامن جاء بك
وبأطفالك
وأصحابك
إلى كرب وبلاء
سيدي
أنا من
صلى خلفك
بين أصحابك
رغم الحاقدين
والعناء
سيدي هل من توبة
فأنا الذي
بين يديه السواقي
والينابيع
اعتصرتُ السواحل
لكنني
سأشبع نفسي
ألما
بعد أن
حرموك الماء
سيدي هل من توبة
أتوب بها إلى الله
حتى ترتوي
كربلاء من دموعي
وأبكي قبل بذلي
بين يديك
دمعي ودمي
قلبي وروحي
سيدي هل من توبة
لأتوب وأقاتل ؟

******

ويح أمي
ما حل بي
لن أرضى
بأن أكون سدا
في وجهك
لا
لن أكون
فكل شيىء
يدور حولي
ويسألني
أليس الحسين
ابن بنت الرسول
أليس الحسين
ابن سيد الأوصياء
أليس الحسين
إماما
قام أو قعد
بلى
إنه الحسين
وها هم
أصحاب الحسين
في الفلا
إنه الحسين
وها هي
زينب الحوراء
بعد حين
ستلطخ بالدما
فيا نفس لا تهني
ولا تحزني
ويا سهام
أفتكي
في قلبي
وروحي
وأزهقي
دمي
قبل الحسين
وأصحاب الحسين
وأبناء الحسين
فرمحي
لن يتخاذل
سيدي هل من توبة

******

أنا جمرة في وجه العدا
ليس وهما
سيدي
روحي بين يديك
أقدمها ولك
نفسي الفدا
ففي عروقي
موت
وفي هدوئي
صمت
وفي وقوفي
بينك وبينهم
تفكر
لكن
سأحيا بك
سأولد من جديد
حرا
فهل من توبة ؟

******
سيدي
لقد سددت عليك
الأفق
من كل حدب
وصوب
وكنت مانع لك
في دربك ماثل
لم يعد غيرك
أمامي
ولم يعد الآن
غيرك
هما وغما عليَّ
فأنت سيدي وقائدي وإمامي
سيدي فهل من توبة ؟
دعني أموت
بين يديك
دعني أستشهد
دعني أقتل
إربا إربا
دعني
أكفر ذنوبي
فها هم القوم
خانوك وخانوني
دعني
أول من يموت
في نهجك امضي
رغم الظالمين
أدافع
عن بنات رسول الله
أدافع
عن دين رسول الله
أدافع
عن سيد شباب أهل الجنة
لا
لن أثاقل
إلى الأرض
وأنت تنادي
وا غوثاه
لا
لن أثاقل
إلى الأرض
وأنت من رفض
الظلم وهواه
فليشهد الصباح
وليحمل في كفيه
وردا
ويشعل من دمي
مشعلا
ينير درب الأحرار
في سبيل الله
ودين جدك
المختار
أعلنها للملأ
عبر التاريخ
للأحرار قراراً
فأنا حر في الدنيا
الفانية
كيف لا أكون
حرا
في الآخرة الباقية
سيدي فهل لي من توبة ؟
لقد أصبت
خيراً وأجراً
تب يا حر
يتوب اللّه عليك
ويغفر لك
أنت الحر
كما سمتك أمّك
حراً في الدنيا
والآخرة
نعم تب يا حر
برز للقتال
أرتجز وقال
إنّي أنا الحـرّ
ومأوى الضيف
أضـرب
في أعناقكم
بالسـيفِ
عن خير
من حلَّ
بأرض الخيف
أضـربكم
ولا أرى
من حـيفِ

*****

26-12-2003