يازهراء .. يا زهراء .. عرشٌ المعالي
يا حوراء .. يا حوراء .. روح الكمال
بنت النبي .. زوج الوصي .. روح الكمال
علت الخلق فاطم من وجود وإيجاد
من محيى بهائها يرسم الكون أبعاد
والصدى من صلاتها يملأ الكون إنشاد
ذروت المجد دونها كل عز وأمجاد
أفراح .. أفراح .. بمولد النور
صداح .. صداح .. بالخلد مسرور
تحلو جمالا .. تزهو جلالا .. روح الكمال
نبعث أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام ولي الله الأعظم سيدي ومولاي بقية الله في أرضه وحجة على خلقه مولاي الحجة ابن الحسن (عج) في ذكرى ميلاد أمه الطاهره العفيفة الزكية الراضية المرضية فاطمة الزهراء عليها السلام .. وإلى مقام مراجعنا الكرام .. وإليكم إيها الأعزاء .. وكم نسأل الله العلي القدير بحق ليالي المزهره بنوره عليها السلام أن يعيد علينا وعليكم بحق هذه الليالي في أتم الخيرات والمسرات في دوله وليه العدل المنتظر ..
وبتوفيق من بارئ فاطمة (ع) نقف في هذا الموضوع عند عدة نقاط :
1 /هل ولدت السيدة الزهراء عليها السلام قبل البعثة النبوية الشريفه أم بعدها ؟
2 / يقال بأن الرسول أسري به قبل الهجرة بستت أشهر فكيف يتوافق ذلك مع زمن انعقاد نطفة السيدة الزهراء؟
4 / لماذا تصر أغلب كتب أهل العامة بأن مولد السيدة الزهراء كان قبل المبعث النبوي الشريف؟
5 / ماهو السبب الحقيقي لعزوف نساء مكة عن خديجة عليها السلام؟
6 / أين كان أمير المؤمنين عليه السلام أثناء ولادة السيدة الزهراء عليها السلام؟
7/ بماذا نستطيع أن نعلل بكاء الزهراء عليها السلام عندما عيرها نساء القوم بزواجها من أمير المؤمنين (عليه السلام)
*****
وعلى بركة الله نبدأ
* فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة (عليها السلام)
عن ابن عبّاس قال: دخلت عائشة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقبّل فاطمة، فقالت له:أتحبّها يا رسول الله؟ قال: أما والله لو علمت حبّي لها لأزددت لها حبّا؛إنه لمّا عرج بي إلى السماء الرابعة أذّن جبرئيل وأقام ميكائيل.
ثم قيل لي: ادنُ يا محمد: فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، إن الله عز وجل فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضّلك أنت خاصة.
فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة، ثم التفتّ عن يميني؛
فإذا أنا بإبراهيم (عليه السلام) في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة؛ثمّ إني صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنوديت:
يا محمد، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي؛فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل (عليه السلام) بيدي فأدخلني الجنة، فإذا أنا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلي والحلل، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟
فقال: هذه لأخيك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهذان الملكان يطويان له الحلي والحلل إلى يوم القيامة،
ثم تقدمت أمامي، فإذا أنا برطب ألين من الزبد، وأطيب رائحة من المسك وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها، فتحولت الرطبة نطفة في صلبي؛فلما أن هبطت إلى الأرض أتيت خديجة فحملت بفاطمة؛ ففاطمة حوراء إنسية، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة (عليها السلام)
اختلف المؤرّخون في تأريخ ولادتها (عليها السلام) إلاّ أنّ المشهور بين مؤرّخي الإمامية أنّها عليها السلام ولدت في يوم الجمعة في العشرين من شهر جمادي الآخرة في السنة الخامسة من البعثة ، بينما قال غيرهم : إنّها ولدت قبل البعثة بخمس سنين
قال المحدث القمي (رحمه الله):
ولدت فاطمة ـصلوات الله عليها ـ في جمادى الآخرة، يوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان بعد مبعثه بخمس سنين، كما روي عن الصادقين عليهما السلام. وكان مبدأ حمل خديجة رضي الله عنها بها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما عرج به إلى السماء أكل من ثمار الجنة رطبها وتفاحها، فحولها الله تعالى ماء في ظهره فاما هبط إلى الأرض واقع خديجة، فحملت بفاطمة عليها السلام، ففاطمة حوراء إنسية ...
وأما بالنسبة للذين يقولون بان الإسراء كان قبل الهجرة بستت أشهر في حال بأن السيدة فاطمة عليها السلام ولدت في السنة الخامسة من البعثة
والذين يقولون: بأنه أسري بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في سنة اثنتين من المبعث، وكان ولادة فاطمة عليها السلام بعده بثلاث سنين، فكيف يوافق ذلك؟
وعلى ذاك يرد المحدث القمي :
لم يكن معراجه صلى الله عليه وآله وسلم منحصرا في مرة واحدة حتى لا يوافق ذلك، بل روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: عرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مائة وعشرين مرة ما من مرة إلا وقد أوصى الله عزوجل فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالولاية لعلي والأئمة عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرائض.
****
محطة للمتأملين :
ولدت السيدة الزهراء عليها السلام في يوم العشرين من جمادى الأخر .. وعلى ذاك يكون ليلة انعقاد نطفتها هي ليلة الواحد والعشرون من رمضان (أحدى ليالي القدر) ..
****
والاستفسار الـآخر الذي نود أن نشير إليه هو ... لماذا تصر أكثر كتب العامة على أن مولد السيدة الزهراء عليها السلام كان قبل أن يكون المبعث النبوي الشريف؟
تصر أغلب كتب العامة على أن مولد السيدة الزهراء عليها السلام كان قبل المبعث النبوي الشريف .. وذلك لأنه لم يكن قبل المبعث معراج ولا هبوط جبرئيل ولا ميكائيل على النبي بالوحي، وبهذا ينكشف لنا تزوير الأقوال المصرحة بولادتها قبل المبعث بخمس سنين وأن القائلين بذلك لهم غاية تدفعهم، وهدف يدعوهم إلى اختلاق هذا القول، وهو نسف الأحاديث الواردة عن نزول الطعام من السماء وانعقاد نطفة السيدة فاطمة من أطعمة الجنة وثمارها..
********
أما الجزء الثاني من الموضوع وهو :
ماهو السبب الحقيقي لعزوف نساء مكة عن خديجة عليها السلام؟
وأين كان أمير المؤمنين عليه السلام أثناء ولادة السيدة الزهراء عليها السلام؟
ولدت فاطمة المباركة في وقت كانت أُمها قد قوطعت نهائياً من جميع النساء القرشيات ، أُسوة برجالهن الّذين قاطعوا محمداً المنقذ ( صلى الله عليه وآله ) . وحين يكون بيت الرسالة قد قوطع من قريش هذه المقاطعة العنيفة ، وحين يحاصر هذا الحصار الشاق ، فلا بد للسماء أن تحطم هذه الأغلال وتقهرها أمام عمل غيبي مشهود ، فما دام أهل الأرض وأهل الدنيا ـ وهم منغمسون في جاهلية جهلاء ـ قد تعاهدوا على محاصرة محمد وأهل بيته ( عليهم السلام ) فالسماء مستعدة لنصرته ونصرة من يحذو حذوهم ، هذا جانب يذهب إليه البعض ، والبعض ذهب إلى إن كان ذلك .. فهناك إذا نساء بني هاشم كعمات رسول الله صلى الله عليه وآله والمقربين أفلم يكن جلي عند عزوف نساء قريش إن يتقدمن هن رضوان الله عليهم ..
ولكن لا ... وخالق فاطمة:aaflw: ..
فقد أبت يد السماء الكريمة إلا أن تمتد لتشارك خديجة في مراسيم ولادتها لفاطمة عليها السلام ، وفعلاً دخلت على خديجة نساءٌ سمر طوال كأنّهن من نساء قريش ولسن منهنَ ، وإنما جئن من خارج هذا العالم المحسوس ، جئن من العالم الذي حجبت أبصارنا عن رؤيته ، جئن من عالم الآخرة ليلين من بنت خويلد كما تلي النساء من النساء أثناء الولادة. فقالت لها، إحداهن: أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران، وهذه صفراء بنت شعيب، بعثنا الله تعالى إليك لنلي من أمرك ماتلي النساء من النساء.
فجلست واحدة عن يمينها، والأخرى عن يسارها والثالثة من بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت خديجة فاطمة عليهما السلام طاهرة مطهرة. فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها، فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب رائحة من المسك والعنبر، فلفتها بواحدة وقنعتها بالأخرى، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بشهادة
(أن لا إله إلا الله، وأن أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد الأنبياء، وأن بعلي سيد الأوصياء، وأن ولدي سيد الأسباط)
، ثم سلمت عليهن، وسمت كل واحدة منهن باسمها، وضحكن إليها، وتباشرت الحور العين، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام، وحدث في السماء نور زاهرلم تره الملائكة قبل ذلك اليوم،فلذلك سميت(الزهراء) عليها السلام
وفي هذه الأثناء يدخل نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله ) ووصيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) إلى المنزل المبارك .. وقد استاذنا النساء .. فدخلا فأخذ نبي الرحمه بيديه المباركتين روحه التي بين جنبيه وقبلها وضحك .. ثم اخذها علي (عليه السلام) :aaflw: وجعل يقبلها وهي تهش وتضحك وقد علا منهما نورا ساطعا أضاءت منه مشارق الأرض ومغاربها .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطبيبن الطاهرين
........................................
[IMG]http://zawaher.***********/noor-alzahra.jpg[/IMG]
لفته
(و في ذكرى المولد الشريف لا بأس أن نعرج على هذه النقطة التي استشفيناها من بحث ( الشيخ توفيق بو خضر يحفظه الله ) المدون في شبكة الرميلة الثقافية تحت عنوان (أضواء على بيت الزهراء عليها السلام) ولتعم الفائدة المرجوه .. ولنهل من فيض الزهراء عليها السلام أوردناها:aaflw: )
بماذا نستطيع أن نعلل بكاء الزهراء عليها السلام عندما عيرها نساء القوم بزواجها من أمير المؤمنين (عليه السلام)
ففي الرواية أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا قعودا عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا جاءت فاطمة ( عليها السلام ) تبكي بكاء شديدا ، فقال لها رسول الله : ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت : يا أبه عيرتني نساء قريش وقلن ان أباك قد زوجك من معدم لا مال له .
فقال [ لها ] النبي : لا تبكين فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله من فوق عرشه ، وأشهد بذلك جبرئيل وميكائيل ، وان الله عز وجل اطلع على أهل الدنيا فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه واتخذته وصيا ، فعلي أشجع الناس قلبا وأحلم الناس حلما ، وأسمح الناس كفا وأقدم الناس سلما ، وأعلم الناس علما ، والحسن والحسين أبناه وهما سيدا شباب أهل الجنة واسمهما في التوراة : شبر وشبير لكرامتهما على الله عز وجل ، يا فاطمة لا تبكين فوالله انه إذا كان يوم القيامة يكسى أبوك حلتين وعلي حلتين ، ولواء الحمد بيدي ، فأناوله عليا لكرامته على الله عز وجل ، يا فاطمة لا تبكين فاني إذا دعيت إلى رب العالمين يجئ علي معي ، فإذا شفعني الله عز وجل شفع عليا معي ، يا فاطمة لا تبكين إذا كان يوم القيامة ينادي مناد في أهوال ذلك اليوم : يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم خليل الرحمان ، ونعم الأخ أخوك علي بن أبي طالب ، يا فاطمة علي يعينني على مفاتيح الجنة وشيعته هم الفائزون يوم القيامة غدا في الجنة .
قلت : إن بكاء فاطمة عليها السلام وتأثرها بتعير النساء لها يمكن أن يجاب عنه بعدة نقاط وهي كالتالي :
النقطة الأولى : أنها فتاة صغيرة وهذا التأثر طبيعي من كلام الناس ولكن ليس على نفسها بل على الآخرين لما يعيشون الجهالة وهذا ما دلت عليه الآية قول الله تعالى (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) فأن الآية تشير إلى أن النبي يحزن من قولهم ولكن هذا الحزن ناشئ من تكذيبهم لرسالة وليس له .
النقطة الثانية : أن حزنها( فاطمة الزهراء ) ناشئ من عدم معرفتهم ( الناس ) بما يجب عليهم من الالتفات إليه لذلك نجد أن جواب النبي الأعظم صلى الله عليه واله كان ناظرا للإجابة على ما يجب على الآخرين أن يلتفوا إلى الصفات الكمالية لا الصفات المادية لذلك قال رسول الله (...فعلي أشجع الناس قلبا وأحلم الناس حلما ، وأسمح الناس كفا وأقدم الناس سلما ، وأعلم الناس علما ... )
فجواب النبي صلى الله عليه واله يشير إلى تلك الحقيقة أن نظر الناس قاصر عن الإدراك الحقيقي لتقيم الشخصيات المطلوبة ، وما هي الصفات التي يجب أن تكون في الزوج الشجاعة ، والحلم ، والسماحة ، والتدين ، والعلم .. هذه النقاط التي يجب أن يلتفت إليها الناس لا غيرها .
النقطة الثالثة : إن الزهراء عليها السلام لا يخفى عليها كل ما قال رسول الله صلى الله عليه واله ولا سيما أنها معصومة تعرف حقيقة الإمام علي ولكن بكاؤها من أجل أظهار منقبة من مناقب زوجها علي عليه السلام للناس حتى يعرفوا قيمته ويدركوا شأنها وحالها كحال قول الله تعالى حينما سأل موسى عليه السلام (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ()قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ()قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى ()فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى ()قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى ()وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى ()لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى )
فإن الآيات الشريفات تشير إلى حقيقة يعلمها الله سبحانه وتعالى ويعلمها موسى إلا أن الله يريد أن يبين لموسى ما يملك من المقامات والإمكانيات والآيات التي لديه وهذا حال فاطمة مع أبيها عليه السلام . فعلي هو عصى موسى بيد الزهراء عليها لسلام فأي نعمة أكبر من هذا ، وأي شكر أعظم منه بل علي أعظم من عصى موسى عليه السلام .
انتهى
***** ... .... .... *****
....
أسألكم الدعاء الخاص ...موفقين.
