كم عدد المنكرات في هذا الزواج ؟؟
فلنحاول معرفتها لنتجنبها ؟؟
حضرت هذا الزواج قبل عدة سنوات ... عندما كنتُ عروسا ... ( ووقتها لم يكن لدي جوال ) ...
وأمي كعادتها تمنعني من حضور بعض الزواجات ولا أعلم لماذا ؟ فهذا الزواج لإحدى العائلات التي كنت أتمنى منذ زمن أن أحضر زواجا لهم وذلك لكثرة ما أسمع عن زيجات هذه العائلة التي لا ينتهي الكلام عنها بالسنين وليس بالأشهر ..
وقبل زواجي مستحيل أن يسمح لي والداي بحضوره بالرغم من أن تلك العائلة من أقرباء الوالدة , ولكن تكتفي بالمباركة على الهاتف لهم
ولكن بعد زواجي جاءتني بطاقة الدعوة الخاصة المزينة بالورود مع قطعة قماش من فستان العروس مع كتابة اسم العروس واسم المطربة المشهورة .. تلك البطاقة المزينة بالدانتيل والقيطان التي تمنع اصطحاب الأطفال ..
ترددت هل أحضر أم لا
ولكني كنت متشوقة لحضوره ..
فقررتُ الحضور , وذهبتُ للكوافيرة <<<<<<< فالزواج لعائلة مرموقة
,,
وفي تمام الساعة الحادية عشر مساءً حضرتُ الزواج ... جميع النساء لبسن أجمل ما لديهن من لبس والماسات وذهب والقليل منهم لبسن إكسسوارات ,, وألوان الماكياج الصارخ تغطي ملامح بعضهن وتلك التسريحات الغريبة المنكوشة ,, وتلك الألبسة العارية المفتوحة والضيقة والقصيرة ,, وكل واحدة تتفنن في وضع فتحات في الفستان لم تخطر على بال أحد ..
( هؤلاء الضيوف دائما أراهن في المناسبات المختلفة .. و لكن الآن مختلفات في لباسهن ومكياجهن وتسريحاتهن أكثر غرابة وليس أكثر جمالا ) ...
وأنا أنظر بدهشة , وفي نفسي أقول / ما كأننا في السعودية ؟؟
أيعقل هؤلاء البنات المؤدبات يفعلون هكذا ؟؟ ذهلت من تصرفاتهم المشينة ,, والأم بجوار ابنتها تشجعها وتنظر إليها بإعجاب شديد وكأنها تقول لها ( أنتِ ملكة جمال الحفلة ) ..
لن أتكلم عن الإسراف في المأكل والمشرب , وما يوضع على الطاولات , ولا عن تلك الزهور الطبيعية التي تملأ القاعة , ولا عن تلك الهدايا المختلفة الأشكال التي تقدم للضيوف <<< لأن هذه الأشياء في كل مناسبة أحضرها
وبدأ الإسراف لنا , وكأنه شيء لابد منه
ولكن لنكمل هذه الليلة
وفي تمام الساعة الثانية عشر حضرت الفنانة اللامعة التي ستحيي الليلة ,,فرقتها الموسيقية حضرت قبلها لتجرب تلك الآلات الشيطانية حتى تحضر تلك المطربة وكل شيء جاهز ..
والمدعوات يشجعنها بلهفة وتصفيق حاد وهي في غاية السعادة والفرح .. وبدأت تغني ؟؟
آآآآه لم أكن أحب أن أستمع لصوتها ولا لتلك الأغاني .. فأنا لم أستمع لها من قبل حتى أستمع لها اليوم .. بعد الانتهاء من أغنيتها الأولى قررت الذهاب من الزواج ,, لأن الضيق دخل صدري وأصبحت أذكر الله في قلبي كثيرا ..
ذهبت إلى الباب الخارجي للقاعة ,, لعلي أجد أحد من معارفي لأحاول أن أجد زوجي حتى أذهب من هذا المكان البغيض ..
ولكن بدون جدوى .. لبست عباءتي ’’ وطلبت من مديرة القاعة فتح الباب ,, ولكنها اعتذرت , عندها صممتُ على فتحه بأي وسيلة فقالت يمنع فتح الباب من الساعة الثانية عشر حتى الساعة الخامسة بعد أذان الفجر .
لم أهتم بكلامها .. فقالت هذه قوانين الحفل , ونحن متفقين على ذلك مع أهل العريس , أتريدين أن يدفعوا كل تلك الأموال , ويذهب الحضور بهذه السرعة .. بعد عدة محاولات فتحت باب السجن ( أقصد باب القاعة ) على شرط أن أكلم زوجي وأعود ,, ولم أكن أود العودة ..
خرجت للشارع الرئيسي للقاعة ولم أجد زوجي ووجدت ولد لأحد الأقرباء وأخبرته أن يخبر زوجي أني أريد الذهاب .. وكنت أنتظره في الشارع .. ولكن الولد عاد وقال / ذهب زوجكِ للبحر مع أصحابه ,, ولن يعود إلا بعد الانتهاء من الزواج بعد أذان الفجر ..
عرفتُ وقتها إن زوجي عرف وقت الخروج من هذا الفرح ..
حينها عدت لتلك القاعة الموحشة ,, ومازالت فنانتنا تلك تغني وتغني والبنات في تميع ورقص كلا على طريقته .. الكل يرقص مجموعة في الكوشة وأخرى على المسرح وثالثة على الممر ( جسر العروس ) والباقين في نفس القاعة , والجالسين على الكراسي في تمايل وانسجام مع ذلك الصوت المدوي العالي جدا , ووقتها كنتُ أضع أصابعي على أذني ولكن الصوت يخترقها .. ولا أعلم أين أذهب ؟؟ الصوت في كل مكان ,, حتى ( الله يكرمكم ) في دورة المياه .. ولا يوجد قاعة أخرى إلا مكان الاستقبال وهو متصل بالقاعة الأساسية .. أستمر الحال هكذا وبين كل أغنيتين تقريبا تأتي الفرق الأخرى من هندية إلى مغربية إلى باكستانية ثم خليجية بالرقص والغناء .. وحتى المضيفات الفلبينيات قمن بالرقص بعد ذلك والغناء ( ولا نعرف جميعا ما هي كلمات تلك الأغنية لهم )..
وبعدها جاءت الراقصة بتلك الملابس الخليعة الغير ملائمة بأي شكل من الأشكال وبدأت ترقص وتصعد على كل طاولة وتهز والكل يصفق ويصفر ويشجع ,, وكل مجموعة نساء يطلبن منها الحضور إلى طاولتهم ليتشرفن بالنظر المحرم لتلك الراقصة ( كانت أول مرة لي أشوف راقصة مهنتها الرقص ,, وأدعو الله أن تكون آخر مرة ) ..
وبعدها جاء دور الزفة وأذيع في الميكرفون أن العريس سيدخل ( يعني خذوا الحذر ) .. لبس أغلب المدعوات العباءات ,, ولكن مجموعة لم تهتم بذلك ,, وأغلبهن قريبات العريس والعروس وهن لسن محارم له ..
بدأت الزفة بالموسيقى الصاخبة ثم زفة للأطفال ثم زفة لفرقة موسيقية أخرى ثم ثالثة لمضيفات القاعة ( كانت هدية للعروسين من القاعة ) ..
ثم رمى العروسان الورد والفل على الحضور ,, وبدأوا بالمشي على الجسر في موسيقى هادئة نوعا ما ..
وتتقدمهم تلك الراقصة في تلك الملابس الـ........ )’’ كانت راقصة أخرى غير الأولى يختلف شكلها وجسمها عن الأولى ..
مع رمي الورد على العروسين من قبل الأطفال والأقرباء ..
وآلات التصوير من الأمام والخلف لتصوير تلك الليلة فوتوغرافي وفديو ..
وبعد قليل / أسمع صفيرا وتصفيقا من الحضور أمامي ( كن مجموعة فتيات شابات جميلات كاشفات ,, كن أكثر المتبرجات في الحفل ) ..
ويأشرن للعريس ,, فاتجه نظر العريس لهن وبدأ يبتسم لهن وينظر لهن بضحك وبسرور بالغ وهو ممسك بيد عروسه ..
أحسست بحقارة هذا الرجل / .. وبعد قليل بدأت إحدى الفتيات الكاشفات بالبكاء والعويل والأخريات يحاولون تهدئتها .. فوجئت من تصرفها هذا..
ولكني أرى مجموعة منهن بدأن يشاركنها البكاء ومحاولة التخفيف عنها وكأنه مات لهن ميت ..
أتعرفون من هؤلاء البنات
جاءني الفضول ,, حاولتُ أن أسألهن ,, ولكني فضلتُ أن أسأل إحدى الحضور وكانت من قريبات أهل العريس تقريبا ..
وقلت لها / من هؤلاء ؟؟ ولماذا البكاء ؟؟ وبهذا الشكل المحزن ؟؟ ماذا حدث لهن ؟؟
نظرت إلَّي في دهشة وقالت / معقولة ما تعرفينهم ؟؟
ثم قالت في تأوه / هؤلاء محبات العريس وصديقاته والكل يعرف ذلك ..
كانت بالنسبة لي صدمة ..
وقلت في نفسي يا لحظ هذه العروس المسكينة .. كم أحزنتني ,,وهي لا تعلم عني ..
والعريس طوال الزفة يؤشر لتلك المجموعة من البنات في شوق ولهف ولم ينظر ولو مرة واحدة لعروسه ..
وعند وصول العروسان إلى الكوشة لبس العريس العروس طقم ألماس كبير الحجم أمام الجميع ثم الدبلتان ..
ثم حدث شيء غريب من العريس بدأ يتجه نحو العروس ويغطي عليها بالبشت ( المشلح ) ..
واسمع الصراخ من النساء بشكل غريب جدا .. وتكرر ذلك عدة مرات .. من قبل العريس والصراخ والضحك العالي من قبل الحاضرات ..
والله لم أكن أعلم ماذا يحدث حينها ..
وعندما سألت فيما بعد أخبروني أن تلك ..... من العريس لعروسه <<<<<<<< و أمام الناس ..
وبعدها جاءت أم العريس بمجموعة كبيرة من المال جميعها من فئة 500 وبدأت ترميها على العروسين والحضور يصعدن لأخذ تلك المبالغ من الأرض ,, وكأنهم يشحذون !!
ثم رقص العريس وعروسه ..
ولكن جاءت زفة أخرى مفاجئة أبو العريس وإخوانه وأبو العروس وإخوانها .. بارك مجموعة الرجال للعروسين ..والتقطوا صور تذكاريه لهم ,, فذهب أبو العريس وأبو العروس وإخوانها ..
وبقي إخوان العريس .. وبدأوا بالرقص على المسرح رقص مايع جدا أكثر من الفتيات .. والعريس والعروس يرقصان أيضا .. ومجموعة من الفتيات من قريبات العريس ,, الكوشة الآن والمسرح ممتلئة بالنساء والرجال في تلك الحالة ...
أم العريس كادت أن تطير من الفرح عندما رأت أبناءها يرقصون .. فزادت من رمي الخمسمائة على أولادها .. ولم تكتفي بذلك بل قطعت الفلوس ورمتها على أبنائها .. تقطع وترمي .. تقطع وترمي .. والخادمات يساعدنها في ذلك .. مع صوت الموسيقى الصاخب ورقص الحضور كلٌ في مكانه .. منهم من ترقص على الكرسي ومنهم على الطاولة ومنهم مجموعة يشارك بعضهم البعض والأغلبية خلعن الحجاب أمام الرجال .. الله المستعان ..
بدأت أحس بزلازل في القاعة .. القاعة كلها تتحرك .. النجف يهتز والستائر تتحرك ,, أحسستُ بدوار وغثيان .. ( أيقنتُ وقتها أن الأرض ستخسف بنا ) ... أخذت شنطة يدي وخرجت لصالة الاستقبال للخروج من القاعة ... ولكن إلى أين ؟؟؟
بدأت أشعر بخوفٍ شديد ,, خفت من عقاب الله .. ثم خرجت اثنتان من الحضور إلى صالة الاستقبال .. فقد أخبرنني بما شعرن به .. وقالتا إن القاعة تهتز بشكل غريب , و كأن زلازل في المكان.. ولكن باقي المعازيم لم يشعروا بذلك لا أعرف لماذا ؟؟
أنا الآن في صالة الاستقبال وكما قلت متصلة بالقاعة ولكني عندما نظرت إلى تلك القاعة تبدو لي سوداء مظلمة لا أكاد أرى أحد فيها .. وأرى فيها مثل الدخان .. توقعت وقتها أن الكهرباء قد قطع أو أطفئ .. حتى أنني دخلت مجددا إلى القاعة لأتأكد هل يوجد أحد ؟ وهل حدث شيء ؟ ,, ( نعم الكل موجود ولم يتغير الحال ) !! ..
ولكني لا أعلم ما سبب ذلك السواد ؟؟
ربما الذنوب .. <<<<<<< هذا ما أتوقعه
و لم أدع ذكر الله وندمت جدا لحضوري ذلك الزواج ..
وبعد تقريبا نصف ساعة أعلنوا عن فتح صالة العشاء وأن الميز ينتظر الجميع .. وأنا ما زلت ملازمة لذلك الباب .. أنتظر حضور زوجي والذهاااااااااااب وأنا سالمة ..
وزوجي مع أصحابه سهران ( كانت أول مرة لزوجي يسهر فيها خارج المنزل )
... حاولت فتح الباب لتأكد من حضور السيارة ولكن لم يسمح إلا بعد دخول الحضور لصالة الطعام ..
ودخل الحضور .. وبدأت نفسيتي تهدأ قليلا .. ثم سُمِحَ لي بفتح ذلك الباب المغلق ..... ونظرت مجددا إلى تلك القاعة ,, ولكنها ما زالت سوداء سواد دامس لا يرى فيه أحد وهي مكتظة بالنساء .. وعندما كنتُ أرى النساء يخرجن من تلك القاعة كأنهن يخرجن من ضباب أسود كثيف ..
وقتها خرجت مسرعة نحو السيارة .. وأنا أقول ( الحمد لله إنها لم تكن نهايتي في ذلك المكان ,,, اللهم أحسن خاتمتنا ) ..
ولكن أتعلمون متى خرجتُ من القاعة كان بعد شروق الشمس بل وقت الضحى ( يعني صلاة الفجر فاتتنا ومن زمان للأسف ) .. وكنتُ أول من خرج .. فكيف حال الباقين ؟؟
ولم أخبر زوجي بما حصل أبدا..
ولكنني قررتُ أن لا أذهب لمناسبات تلك العائلة أبدا ..
والآن عرفت لماذا لم تكن تسمح لي أمي من حضور تلك الزواجات ؟؟
وكانت تمانع حتى مجرد التفكير بحضورها ..
كم كنت على حق يا غالية ..
قد لا يكون غريب هذا الزواج على البعض ولكن لأن زوجاتنا إسلامية .. فوجئتُ من هذا الزواج .. الذي أشتمل على جميع المنكرات ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله .. .
منقول
