العشق والصبر على نواله
ما هو مفهوم العشق ؟
العشق هو ذلك الإحساس الغريب مرة يملئ الروح والقلب بهجة
وسرور ومرة يملئهما هما ً وغما ً , ولكن نسأل من أين يأتي وينبع
في داخلنا بل من أين يلج نعم هنا السؤال ؟
ولكن كل فرد من أفراد العالم له تعريف خاص بالعشق...
العشق أساس في الحياة تستقيم عليه أسس كثيرة ,,
نعم حينما نعشق الله سبحانه , ونحنُ للقياه , هذا الصوت الذي يأن
داخل الروح يريد التخلص من سجن الجسد , فالروح مسجونة
في سجن الجسد تريد الحرية الكبرى وقرب الحق سبحانه ,
والرجوع إلى مكانها الحقيقي ألا وهو قرب الرحمن ..,
وهذا العشق نداء وجدان كل إنسان وأنين الشوق للعودة للقرب من
الله واللطف الرباني وهذا هو السر في الاضطراب الدائم للإنسان
والعشق يجب أن يكون حقيقيا ً وهو بالتخلص من " الأنا "
وهي الذات , وبتعبير آخر أن لا يكون هناك فرق بين العاشق
والمعشوق و لا يكون لأجل مصالح معينة بينهم
وهنا نورد مثالا ً للإتحاد بين العاشق والمعشوق
قصة الذي ذهب إلى بيت معشوقه فدق الباب , فقال المعشوق : من
بالباب ؟ فأجاب : أنا
فقال المعشوق : أرجع من حيث أتيت فليسَ لك مكان هنا , لأنك
لست َ جديراً بالعشق, إذ لا زلت ساذجا ً غير ناضج :
وينبغي لمثل هذا العاشق المدعي أن يحترق بنار العشق لينضج
عشقه .
وهكذا رجع ذلك الرجل فسافر سنة كاملة كان يحترق خلالها
بنار هجران المعشوق وفراقه , حتى أدرك سر العشق , فعاد
إلى حبيبه , وعلم أنه مادامت " الأنا " موجودة لم يتحرر منها
وما دام لم يتحد مع معشوقه فيصبحان واحدا ً ., فإنه لن يكون
جديرا ً بمقام العاشق .
ثم أنه أتجه إلى دار الحبيب فقرع الباب محاذرا ً أن يخالف الأدب
فصاح حبيبه من بالباب ؟ قال : أنت على الباب يا سالب القلب "
فقال له حبيبه : أما قد تحررت من " الأنا " فقد أدركت سر العشق ,
فها قد أصبحنا " أنا وأنت " وأحدا ً فتعال داخل الدار , إذ ليس
في فناء العشق مكان لإثنين كل منهما يقول " أنا "
نعم هذا هو العشق الحقيقي ...,
( بعض ما ورد من فكري وبعضه مقتبس من كتاب " رسالة الإلهام " ) ..
