فضيحة
الفضيحة ... كلمة تحمل بين أحرفها الكثير من التأويلات، يبحث عنها الإنسان أينما تكون، حتى لو كلفه ذلك البحث الكثير من الوقت والجهد وبذل المال أحياناً.
والبحث عن الفضيحة قد يكون من أجل الاستطلاع، وقد يكون بدوافع الانتقام. وقد أمرنا رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله بضرورة الستر على العباد وعدم التشهير بهم وفضحهم، لأن التشهير بمرتكب الذنب قد ينعكس سلباً على سلوكه الأمر الذي يؤدي إلى نفوره من المجتمع الذي يعيش فيه وبالتالي يصر على المضي في ارتكاب أخطائه.
خرج رسول الله صلى الله عليه وآله لإقامة الحد على شارب خمر، وتبعه بعض أصحابه الذين أخذوا ينالون من الرجل بقولهم : ألا تستحي من رسول الله ؟. وبعد إقامة الحد عليه تبعه الصحابة هذا يلعنه وهذا يسبه، فالتفت عليهم رسول الله وقال لهم : كفوا عن الرجل فقد غلب عليه الشيطان فلا تكونوا عوناً للشيطان على نفسه.
إذاً الستر هو منهج إسلامي جدير بأن نهتم به، فمن ستر على نفسه ستر الله عليه، والستر تربية محمدية سامية تؤدي إلى ردع النفوس وترويضها، بعكس الفضيحة التي تؤدي إلى تأجيج وإذكاء نار البغض والحقد في المجتمعات، فكم من دماء وكم من أسر تفككت بسبب الفضيحة ؟ وكم من نفسٍ تراجعت عن غيها بسبب الستر ؟.
