1) حكم القتل في التشريع الإسلامي.2) التشويه الإعلامي وممارسة الظلم والاستبداد في أحداث العالم.
أول جرية وقعت على وجه الأرض سفك دم طاهر بريء ذنبه أنه قدم أفضل ما ليه لله تعالى وتخلى عن كل عوالق الدنيا الفانية، فكان جزاءه أن سفك دمه.
وكان من بعد هذه الجريمة أن فتح باب الجرائم على مصراعيه، ولكن ما سببه، ولم لا تكف اليد من الاعتداء على الغير وإراقة الدم واتخاذ لغة التفاهم والحوار والأخذ والعطاء بآلة اللسان بدلاً من آلة باليد؟
لو غصنا داخل أعماق قلب من يرتكب هذه الجريمة والنظر لباطنه لرأيناها محتوية لأحد هذه الأمور إن لم يكن أكثرها:
1- الغضب.2- الحقد.3- التهور.4- الضعف والشعور بالحرمان.5- اتخاذ القوة الخارجية لهزالة المنطق.6- الحسد.7- الثأر.8- حب تقليد المجرمين أو أصحاب القوى.9- والجهل يحيط بهم كلهم ويتزعمهم.
فمن بعدما يخرج الإنسان لوجه الأرض فإذا نشأ تنشئة خاطئة فإن نفسه وقلبه يتعلق بكل خطأ يتعلمه، وفمن صغره يهان ويضرب لأنه يخطأ ويجهل الأبوين أو أحدهما أن الطفل يتي للحياة صفر المعرفة .. لا يعلم شيئاً فإذا أخطأ نزل وابل العقاب اللامتناهي الذي قد يفقد الصغار بعض أعضائهم أو إعاقة دائمة أو مؤقتة أو حياته مرة واحدة، فإذا كبر ولم يحصل له اهتمام ورعاية وضايق الأبوين يعطوه أهم مصدرين لتعلم القتل والعنف وتهاون بغيره فيحل له حتى قتله، وهما التلفاز وخاصة رسوم نسجها الآخرين وخلفها بلاء كبير يصعب بيناه، ثم الألعاب الذي تحاكي عقلية الطفل، وتخلص الأبوين أو أحدهما من أذية الطفل، فيقضي الأوقات اللامتناهية أمامها حتى لو أضرت بعينيه ووقته.
وإذا نشأ سليماً تأتيه مطب آخر وهذا قد يكون أثره بالتدريج لأن الانحراف لا يأتي دفة واحدة وإلا لما لجأ له أبليس، وهو الاحتكاك مع الرفقاء وخاصة إذا وجد بينهم من لديه رواسب التربية السيئة التي قد يكون سببها جهل الأبوين أو أحدهما، وإن نجى منها تأتيه وادٍ عميق وهي الدراسة المدرسية التي لا تخلو ممن لديه بعض الأشياء التي تخل به .
فإذا حمل شخص من أحد هذه المحطات أثر العنف الخطأ أو الفساد حتى لو كان بسيطاً ولم يتداركه بإصلاحه فإنه يأثر عليه في حياته وقليل ممن ينجو من ذلك وخاصة إذا كان الشخص قد حدث له سنين ينشأ على هذه الأشياء وسرت في دمه.
وعامل آخر سبب اللجوء إلى القتل فهذا العامل قد يكون مباشراً وقد يكون غير مباشر، فالمباشر الظلم والاستبداد الذي تمارسه الدول والحكومات على شعوبها وتذيقهم وابل العذاب، فهذا الإنسان إن لم يرد في الوقت فإنها تختزن داخل نفسه وإذا أتوى اليوم ليشفي غليله لن يترك أي وسيلة يلجأ لها لكي يبرد غليله.
والغير المباشر التضييق على الشعب في الاقتصاد والسياسة والأعمال وسبل تحصيل المعيشة الهنيئة، وإن دل إنما يدل على غباء هذه الحكومات فبدلاً من الاستفادة من خبرات وطاقات شعوبها، تقوم بالتضييق عليها فتحرم حتى نفسها النعيم والتقدم الذي تجه من هذه الأيدي المعطاءة والتي تعطي في مجالاتها، فالغباء غباء ولا حياة لمن تنادي.
ومن هذا المنطلق يبصرنا منبر الجمعة الذي يحوي خطبتين التوجيهيتين الرائعتين التي تصحح الممارسات الخاطئة لدينا ويحل محله بالفكر النقي، فيلقيها من جامع الإمام الحسين (عليه السلام) بالعوامية وهو سماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله).
ففي الخطبة الأولى استنكر سماحة العلامة الحجة الشيخ نمر باقر النمر (حفظه الله) جرائم القتل والعدوان في حق المؤمنين، واصفاً: (القتل بالجريمة النكراء)، مؤكداً على أن: (فطرة النفس السليمة لا تقتل وتستنكر جرائم القتل).
كما وأشار سماحته إلى أن: (الاقتتال والعدوان ناتج عن تعلق الإنسان بالدنيا)، مستدلاً بذلك بقصة هابيل وقابيل أبناء نبي الله آدم (عليه السلام))، مؤكداً أن: (الخوف من الله هو الحاجز والمانع عن العدوان على العباد وهو المانع من الاعتداء والقتل).
وأكمل سماحته : (إن للدم حرمه ولا مبرر للقتل بأي شكل من الأشكال)، متسائلاً بـ(أي حق يُقتل الإنسان إذ لم يكن قاتل أو مُفسد، مستدركاً على أن أنواع الفساد الموجبة للقتل قد وضحها القرآن الكريم والفقهاء الربانيين).
وأكد سماحته (أن هناك وسائل لاجتناب القتل لِدى لا يحق للمؤمن قتل أحد بدون مبرر شرعي)، مؤكداً على أن: (القتل العمد سلوكيات غير المؤمن، وأن القاتل خارج عن دائرة الإيمان حتى يتوب)، وتابع سماحته: (إن الشرع وضع عقوبات للقتل الخطأ لكي لا يتساهل الناس في الدماء)، داعياً للخوف من القتل واجتنابه.
وتابع النمر كلامه: (السياسة والكراسي ليست مبررات للقتل)، داعياً للإقتداء بحكومة الإمام علي (عليه السلام) في حربها مع المخالفين)، مؤكداً على أن: (الدين لم ينزل حتى يقتل البشر، وأنه لا يحارب إلا من أجل السِلم وحفظ الدماء)، مستدلا بـ(التقية كحكم شرعي شُرع لحقن الدماء وينتهي عند الوصول لهدر الدماء)، ودعا النمر في نهاية خطبته لـ(عدم التبرير للقاتل عمداً، وبل لابد من تربية الأبناء على حقن الدماء).
وتطرق سماحته خلال الخطبة الثانية إلى: التشويه الإعلامي وممارسة الظلم والاستبداد في أحداث العالم، حيث علق سماحته من خلالها على البيان الختامي للقمة العربية واصفاً إياه: بـ(المكرر والغير واقعي ولا يستحق قيمة الحبر الذي كتب فيه).
وفي الشأن اللبناني دعا سماحته: (الشارع اللبناني وبالخصوص المعارضة أن لا ينزلقوا في ممارسة الموالاة أو ما شابهم)، وطالبهم: (البقاء كنموذج سياسي صادق يضرب به المثل هدفه خدمة مُجتمعهِ)، كما دعاهم: (ترك سوريا تدافع عن نفسها لكونها دولة ظالمة، لأن الإنسان القيمي يقف ضد الظلم ولا مبرر للظلم أبداً).
وتطرق سماحته للوضع الفلسطيني حيث ركز على: (أهمية التركيز على الكيان الصهيوني لأنه هو المحتل لا حركة حماس، وأن إسرائيل لا ينفع معها لغة الحوار والمفاوضات ولا تفهم _أي إسرائيل_ إلا لغة السلاح والمقاومة).
وتعجب سماحته في ختام خطبته من بعض: (الأقلام الجائرة التي تسعى لتشويه الديمقراطية في إيران وتلمع في صورة الديمقراطية المزيفة في الدول العربية ضارباً المثال بـ(البرلمان البحريني المعطل والمهدد بالإقالة، وكذلك البرلمان الكويتي الذي أقيل من قبل أميرها)، وأكد: (أن الأقلام المزيفة والإعلام الفاسد هما اللذان يكرسان للظلم والجور فالحذر منهما).
نترككم مع خطبتي الجمعة اللتان تحويان الكثير من الرؤى والأفكار التي في ثناياها، وما ذكر ما هو إلا نزر بسيط، فالخطبتين بتاريخ 27-3-1429 هـ، بعنوان:
1) حكم القتل في التشريع الإسلامي .2) التشويه الإعلامي وممارسة الظلم والاستبداد في أحداث العالم.
أما وصلات الخطبة فهي بشقين من الملفات:
الشق الأول:
الشق الثاني فهي بنوعين من الملفات:
1) بصيغة (Rm): لمن لديهم النت ضعيف:
2) بصيغة(MP3): فهي متوفرة بثلاث وصلات:
قبل الختام هناك نقطتين أخيرتين: 1.للمشرفين الكرام: طلب لتثبيت الخطبة لكي تعم الفائدة، وكل أسبوع بتوفيق الله تعالى سنضع في القسم خطبة جديدة، وقد يتكرر طلب التثبيت ولكي لا نثقل عليكم في طلب التثبيت ليكن شيء منظم فحين تأتي الخطبة الأخيرة تثبت وتنزل التي قبلها إلا إذا تجعلون مثلا كل ثلاث خطب مثبتة وإذا أتت الرابعة تنزل الأقدم هذا شيء راجع لكم .. جعلها الله في ميزان أعمالكم أيها المشرفين الكرام .
2. الأعضاء الأفاضل: لنفعل الموضوع لكي يستفيد من يدخل من بعدكم، لا أقل حتى لو رد بسيط كي يفعل الموضوع ولا يندثر في ثنايا الصفحات للمنتدى ..
هذا ونسألكم الدعاء .. والسلام عليكم رحمة الله وبركاته.
ونسألكم الدعاء والسلام علكيم ورحمة الله وبركاته.
