سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازيالسؤال :
كيف حصل زواج وُلد آدم وحواء ؟ أتزوج الأخ من اخته أم هناك طريقة أخرى لزواجهم ؟
الجواب :
هناك نظريتان في هذا المجال، ويستدل لكل منهما بأدلة من القرآن والسنة. وفيما يلي ملخص لهاتين النظريتين :
النظرية الأولى : في تلك الحقبة الزمنية لم يكن الله تعالى قد شرّع تحريم الزواج بين الأخوة والأخوات؛ وبما أنه لم يكن هناك طريق لبقاء الأجيال البشرية غير هذا الطريق الوحيد ؛لذا تزوج بعضهم ببعض. ومن المعلوم أن الجهاز التشريعي بيد الله تعالى : { إن الحكم إلا لله }، فما الذي يمنع من إباحة هذا النوع من الزواج لفئة معينة عند الضرورة في ذلك العصر، ثم يحرم تحريماً أبدياً على الآخرين ؟
استدل أتباع هذه النظرية على قولهم من ظواهر القرآن الكريم : { وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً }، فظاهر هذه الآية يؤكد أن نسل البشر إنما حصل عن طريق آدم وحواء فقط، ولو كان غيرهما دخيلاً في بقاء ذلك النسل لكان عليه أن يقول : "وبثّ منهما ومن غيرهما ". بالإضافة إلى ذلك، ثمة رواية عن الإمام السجاد عليه السلام في كتاب الاحتجاج للمرحوم الطبرسي تؤيد هذا الرأي .
النظرية الثانية : بالنظر إلى استحالة زواج أبناء آدم من بعضهم البعض، من حيث إن الزواج من المحارم عمل قبيح ومذموم، تزوج أولاد آدم من بنات من نسل آخر كان موجوداً على سطح الكرة الأرضية آنذاك، فصار أبناؤهم أبناء عمومة وتزوجوا فيما بينهم. هذا الرأي مؤيد ببعض الروايات أيضاً؛ لأن نسل آدم لم يكن أول نسل يسكن الكرة الأرضية، بل سبقه غيره من الأجيال.
ومجمل الكلام هو.. ربما يقال : تزوج أبناء آدم من بقايا البشر الذين سبقوا خلق آدم وحواء؛ إذ يكشف الحوار الذي دار بين الملائكة والباري جل وعلا حول خلقة آدم وجعله خليفة في الأرض عن وجود بشر على سطح الكرة الأرضية قبل ذلك الأوان، وهو ما يستفاد من الروايات أيضاً.
