بسمه تعالى
ما أصعب أن يخلع الإنسان ثوب آدميته وطبيعته البشرية ويتحول إلى طبيعة أخرى مناقضة تماماً لخلقته الأساسية ، فالله سبحانه وتعالى خلق كل شيء بمقدار فجعل للذكر حظاً من القوة ونصيباً متوازناً من المكنة ليضبط إيقاع بعض الأشياء من حوله ولكن في المقابل الآخر خلق له نظيراً يسمى ( الأنثى ) لا تقل كفاءة عنه فساواها بالرجل في كثير من الأشياء وألزمها خطوطاً لا تتجاوزها ولا تتخطاها إلا في أضيق الظروف والله سبحانه وتعالى بهذه الإمكانيات المتاحة للمرأة جعل المرأة تتبوأ مكانة متميزة تجعلها في مرتبة سامية تحفظها من التطاول ، إلا أن الظروف الشائكة التي تحاك من خلف الحجب أوقع بالمرأة في الكثير من المطبات الاجتماعية وقد حدث ذلك نتيجة بعض السياسات الخارجة عن خطوط الإسلام ، ثم عن طريق القمع المسلط من قبل الرجل والذي أدى إلى ردود فعل قوية حدى بالمرأة أن تخترق تلك الحواجز التي تعترضها في محاولة لنيل بعض حريتها المقموعة والمصادرة بطريقة غير شرعية 0
ولكن لا يمكننا أن نقيس بما يحدث هناك في أجواء الدول الأوروبية بما يحدث هنا في داخل البلدان الإسلامية فالأفكار تنطلق بحسب المنهجية المستخدمة في استغلال الثروات والموارد البشرية والطاقات الاجتماعية ، فالمرأة تعيش تحت مظلة الإسلام وتحاول أن تنطلق من منطلقات الإسلام ووفق خطوطه المتاحة ولأن هناك من البشر – سامحهم الله – من يحملون صفة القيمومة على رقاب المسلمين تسلطوا في تطبيق بعض الأحكام ووضعوا حدوداً ما أنزل الله بها من سلطان فقزموا دور المرأة وحطموا صورتها المتينة وحجزوها في أضيق المواقع وحجموها أكثر مما هي تستحق بينما المرأة لا ينبغي لها أن ترزح تحت ظلال هذه السياسة العنيفة فواجهت واقعها بكل بسالة وتحدت كل ما يعترضها من تحديات وحاربت كل الأقلام والأبواق التي تنادي بتقليص دور المرأة ولكل الأصوات التي تأمر بقص أجنحتها للحد من تحليقها ففرضت نفسها وحققت وجودها وساهمت بكل قوة من اخراج نفسها وقريناتها من عنق الزجاجة ومن جحر لطالما حاول الرجل أن يحشرها في هذا الزاوية المظلمة من الحياة 0
ومنذ تلك اللحظة والمرأة تحاول أن تحقق ذاتها وأن تجعل من نفسها قوة لا يستهان بها فالبعض من النساء هداهن الله استغلت قوتها بشكل أهانت بها نفسها وأردتها في الحضيض والقسم الآخر من النساء وقفعت بوجه تلك الظروف القاسية ولم تدع لنفسها أن تنجرف في مهب الريح العاصف وقابلت كل خصومها وحولت قوتها الناعمة إلى قوة حديدية ملساء قادرة على قلب كل الظروف في صالحها لتغير تلك النظرة الخاطئة وتلك الفكرة السيئة عنها 0
نحن نتحدث عن المرأة الحديدية التي تثق بنفسها كطاقة إنتاجية قادرة على صنع جيل بأكمله وكجامعة علمية مصنعة وكمصنع منتج للأجيال القادمة لا كإنسان عادي مستهلك تنتهي صلاحيته بمجرد أن يقبع داخل إحدى زوايا المطبخ أو داخل جدران البيت ، والعقبة الوحيدة الذي يهدد قوة المرأة هو ذلك الرجل العنيد الذي يحمل في أفكاره نظرية استضعاف المرأة ونفيها من الحياة ، هي بحاجة فقط لمزيد من الثقة ومساحة من الحرية لتؤكد إن المرأة ليست ككل النساء وليست تلك الصورة البشعة التي يعتقد فيها وإن بإمكانها أن تفعل الكثير والكثير بشرط أن تنال حق التقدير والاعتراف 0
بقلم/ يوم سعيد