بسم الله الرحمن الرحيم
الحجاب ضمان قانوني للعفة
أليس على المرأة أن تحتجب عن الرجل الأجنبي وألا تظهر في الملأ العام بملابسها بحيث يكون جسمها معرضا ً للنظرات المسمومة والمثيرة لشهوة التائهين المعتدين ؟ إذا لماذا يبحثن عن العباءة المخصرة والتي تجسّد الجسم ؟ هل بفعلهن أردن الحجاب حقا ً أم لفت الأنظار ؟؟
حديث الحجاب حديث مكرر، وقد أوشك اللسان والقلم ايضا ً أن يمله لطول تكراره .
لكن ما دعاني للكتابة هو ازدياد ظاهرة النعق وراء كل ناعق .
إن ما هو ملفت الآن هو كثرة إقبال الفتيات على العباءة الملفتة للنظرات المسمومة .
فكثرة مسميات العباءة: الكتافي , والمخصرة , واللامعة...والمشكلة الكبرى أن الأمر لم ينتهي إلى هذا الحد بل تطور , فظهرت الآن العباءة المزخرفة والمزينة والتي يدّعي روادها بأنها حجاب !! .. وكل يوم نرى أشكال وأنواع متعددة .
إن شراء تلك العباءة والتي يزعم مقتنيها بأنها حجاب ساتر , وهي تفصّل الجسد وتحاكيه والمدعمة بزينة لامعة وملفتة ما هو إلا لداعي لفت وجذب تلك النظرات الخائنة والمسعورة .
أصبح جل الفتيات في هذه الأيام قبل خروجهن من البيت , هو الاهتمام باللباس الجذّاب .
ولم يقف إبليس وجنده عند هذا الحد لا , بل أصبح بعض الفتيات يضعن العطور .
وأي عطر ؟ هو ذاك العطر الذي رائحته تمتد مسافة طويلة . كم هو عجيب جدا ً أن ترى
فتاة تلبس تلك العباءة و تتعطر , وتستعرض في مشيتها ... وعندما يلاحقها أحد من أولئك المعتدين تصرخ في وجههم وتدافع عن نفسها وعن عتفها . أي دفاع هذا ؟ وهي التي مهدت الطريق ووجهت تلك النظرات المسمومة لها!!
ذلك هو منطق الغريزة المسعورة، والغريزة لا ضمير لها ولا وفاء، ولا ثبات لحكمها ولا دوام، وذلك هو حكم ازدواج الشخصية، فان المرء المستسلم لغريزته لا بد وان يتقمص في ذاته شخصيتين متباينتين :
حيوانية تؤثر الانطلاق، وهذه التي تبتدئ الشوط بخداع الفريسة لاخراجها الى الميدان.
و(ايديولوجية) تقدس القيم، وهذه تجيء في نهاية الشوط، وعلى يدها يتم نحر الفتاة.
قال الإمام علي عليه السلام ((يا أهل العراق ... نبـّئت أن نسائكم يوافين الرجال في الطريق , أما تستحيون ؟ وقال : لعن الله من لا يغار)) .
للحديث تتمة بمشيئته تعالى .
وصل يارب على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
