الباحث الشيخ عبدالحميد عباس وشهادة الماجستير
بسم الله الرحمن الرحيم
تمت يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر صفر الحالي الموافق للتاسع عشر من شهر فبراير مناقشة الأطروحة التي قدمها الشيخ حميد منصور آل عباس والموسومة (المختار بن أبي عبيدة الثقفي -دراسة تحليلية) والمقدمة لنيل شهادة الماجستير وذلك في مقر الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن في بريطانيا وقد تكونت لجنة المناقشة من كل من الدكتور إبراهيم العاتي عميد الدراسات العليا بالجامعة ممتحنا داخليا والدكتور محمد علي الناصري ممتحنا خارجيا والدكتور جاسم حسين الطائي مشرفا على البحث وقد استمرت جلسة المناقشة لمدة أربع ساعات من الساعة الخامسة والنصف عصرا حتى الساعة التاسعة والنصف مساءا وبعدها عقدت اللجنة جلسة المداولة فيما بينها والتي استمرت حوالي ساعة لتعلن بعدها اللجنة منح درجة الماجستير للباحث .
وقد تكونت الأطروحة من أربعة أبواب وكان من أهم محتوياتها تفنيد كل التهم التي وجهت لشخصية المختار والتي ساهم الأمويون والزبيريون والمناوئون لخط أهل البيت عليهم السلام في بثها وتزييفها وقد كانت سبع تهم(النصب- الأموية- الخارجية- الزبيرية- الزيدية- الرافضية- الكيسانية)ليثبت الباحث في نهاية المطاف كون المختار مواليا لخط الإمامة عاشقا لمنهجهم مدافعا عن حقوقهم آخذا بثأرهم ومنتقما من أعدائهم.كما أن الباحث أثار نقطة الاختلاف حول شخصية المختار حتى في البيت الشيعي من خلال تباين الآراء حول عقيدته وحركته واتضح ذلك من استدلاله ببعض آراء المرجعيات الشيعية المعاصرة والتي أرسل لها الباحث مستفسرا عن المختار و رأيهم فيه كشخصية عقدية وكشخصية سياسية .وقد أثار الباحث نقطة هامة في بحثه الذي توزع على ما يزيد على مائتي صفحة وهي طلب البعض وجوب تحصل المختار على إذن من الإمام المعصوم للتحرك ضد بني أمية بينما لم يطلبوا ذلك من التوابين مما يعني وجود محاولة لتجريد المختار من انتمائه لأهل البيت عليهم السلام .وخلاصة البحث ترى بأن المختار بن أبي عبيدة الثقفي كان شخصا قويا في عقيدته وذا عزيمة راسخة وإرادة قوية استطاعت تلك الشخصية أن تكسر صمت الأمة الإسلامية وتزيل حالة الخوف والخضوع والخنوع لحكام الظلم والزيف والخداع من خلال الفكر السياسي الذي امتلكه وأنتج ثورة هزت أركان بين أمية والزبيريين كما استطاع المختار أن يشفي صدور المؤمنين بقتله لقتلة الحسين عليه السلام وأن يعيد الثقة للشيعة في منطقة الكوفة خصوصا وفي بقية العالم الإسلامي حينها بشكل عام.
