فتشتُ عن الفرشاة والمرسم...
لأصنع لكِ لوحة تُعبر عن ما يجيش في حنايا صدري من خواطر.. وجدتها ملقاه على الأرض بعد سنوات من الهجران...
هجرتها مذُ زمن طويل لأنني لم أجد في هذه الحياة ما يستحق أن يرسم ... وبعد وقت ليس بالقصير ...وجدتها في زاوية الغرفه...
ارتعشت أناملي وأنا أتأملها وقد أخذ الغبار مأخذهُ منها ...ذرفت عيناي فدمجت الألوان بقطرات من دمعي..حاولت أن أتخيلكِ ...حاولت رسم صورة لك في ذهني ..رسمتكِ بكل ألوان الطيف ...
أحسستكِ كسحابة صيف من أنت..؟!
كلما حاولت أن أقترب منكِ ابتعدتي عني أكثر وصار أمر رؤيتكِ مستحيلاً علي..
كيف أرسم جسماً لا أراه
إن خيالي الصغير لا يستطيع أن يتجاوز مداه..
فتأشيرة خروجه عن الحدود قد حُكِمَ عليها بالإعدام
والدتي الحنونه...
مذُ كنتُ طفلاً صغيراً وأنا أحلم أن أقول (ماما) فهذه الكلمة تريح النفس المتعبه المنهوكه من عذابات السنين ..(أماه) كيف أرسم صورة لكِ وفرشاتي قد اُستُهلك ريشُها ..وذوت من سنوات الهجر والبعد والحرمان... كيف أرسم صورة لكِ وألواني كلما دمجتها أصبحت سوداء ...كيف أرسم صورة لكِ ولوحاتي قد ملّت من ألواني الحزينه .وآلامي الدفينه..!
ولكن ..!
رسمتكِ بسورة (ياسين والفاتحه)
رسمتكِ بكل آيه من كتاب الله الكريم...
رسمتكِ بآية (كل نفس ذائقة الموت)
رسمتكِ بـ (يأيتها النفس المطمئنة .ارجعي إلى ربك راضية مرضية .فادخلي في عبادي وادخلي جنتي )
صدق الله العلي العظيم
أبنكِ
السلمان
