الأعراض:
السعال المستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، التعرق الليلي، فقدان الشهية، فقدان الوزن، البلغم المشرب بخيوط الدم.. وغيره
حدوث المرض:
بعد دخول البكتيريا إلى الرئة تهاجمها خلايا المناعة وتحاصرها وتعمل حوصلة حول البكتيريا تسمى بـ(Granuloma)، ولكنه لا يوجد أي دليل على قتل البكتيريا، وذلك لأسباب مجهولة، وتبقى البكتيريا محاصرة حتى تحدث لها فرصة الخروج من مكانها، وتستطيع البقاء لمدة عشر سنوات، وتسمى هذه المرحلة بـ(Primary pathogenesis).
عند حصول ضعف في مناعة جسم المصاب بالبكتيريا، تنشط بكتيريا الدرن، وتقوم بالتكاثر ومهاجمة أنسجة الرئة، ويكون ذلك في بداية الأمر في الجزء الأعلى من الرئة، وتسمى هذه المرحلة بـ(Post primary pathogenesis)، وتبدأ مرحلة ظهور الأعراض، وتكون أيضاً مرحلة نقل العدوى لأشخاص آخرين.
التشخيص:
يعتمد تشخيص المرض على التشخيص المخبري، حيث أنه بعد حصول الشك من الطبيب المعالج، يرسل المريض إلى وحدة المختبر، فتأخذ منه عينة بلغم (sputum) في الحال، ويعطي علبة فارغة ليضع فيها العينة الأخرى فور جلوسه من النوم في اليوم الثاني، وعند جلبه للعينة الصباحية تأخذ منه عينة ثالثة.
1- زراعة وصبغ العينة (culture):
تزرع العينة الأولى بعد معالجتها في مزرعة خاصة لبكتيريا الدرن (L J media)، وتبقى في الحافظة بدرجة 35 درجة مئوية لمدة ستة أسابيع، حيث أن فترة تكاثر الخلية البكتيرية المسببة للدرن طويلة مقارنة بالبكتيريا الأخرى، ويعمل أيضا فحص مجهري للعينة، بعد صبغ العينة بصبغة خاصة مختلفة عن بقية البكتيريا، حيث تصبغ في بادء الأمر بـ(carbol fucshin) ثم تغسل بالماء، ثم تغسل بـ(acid alcohol) ويعاود غسلها بالماء، ثم تصبغ بـ(methylene blue)، ثم تفحص تحت المجهر، فإن وجدت عصية بكتيريا الدرن، اعتبر المريض مصاب، ويجب الإرسال في أثره ووضع في الحجز الصحي لاستكمال إجراءات الفحص وللقيام بالعلاج اللازم، ويكون شكلها هو اسطواني أحمر وتكون خلفية الصبغة باللون الأزرق.
إن لم نجد شيئاً في العينة تأخذ بقية العينات من المريض ويعمل لها كسابقتها.
خلال الستة الأسابيع يتم مراقبة مزرعة البكتيريا، حيث أنه لا يمكن للبكتيريا المسببة للدرن الرئوي أن تنمو قبل ستة أسابيع، وتعتبر هذه الخاصية إحدى معرفات البكتيريا، وبعد الستة الأسابيع، عن وجدنا نمو نتعرف على البكتيريا من خلال شكلها على المزرعة حيث تعرف باـلصفات التالية (rough, bough, tough) حيث تكون شكلها خشن وصلب وشبيه للجلد.
2- اختبار PPD (Tuberculin test):
هي أن نقوم بحقن المريض تحت الجلد بكمية معينة من PPD وهي بروتينات مشتقة من بكتيريا الدرن في بطن ذراع اليد اليسرى، وبعد ثلاثة أيام يتم قياس قطر الجلد المنتفخ وليس المحمر، فإن كان القطر أكثر من 10 ملم، فهذا الشخص مصاب بالمرض.
وتستخدم أيضاً تشخيصات أخرى كأشعة الصدر (chest X-ray) حيث يتم معاينة مناطق النخر في الرئة، ويستخدم (Polymerase Chain Reaction)، حيث تأخذ عينة الدم أو عينة من الرئة ويُعمل على إكثار الحمض النووي (DNA) لبكتيريا الدرن، فإن كانت البكتيريا موجودة تم الكشف عن الحمض النووي لها.
طريقة جديدة للكشف عن الدرن:
يعتبر اختبار Quantiferon-Tb gold من الاختبارات الحديثة التي تقوم بالكشف عن المرض(تم إخراجه في عام 2004م)، حيث تأخذ عينة دم من المريض ويضاف إليه محفزات خاصة لتحفيز بروتينات خاصة توجد في بكتيريا الدرن (ESAT-6 and CFP-10) وهذه بدورها تحفز نوع من خلايا الجهاز المناعي (Interferon -γ) وتكون هذه العملية خلال مرحلة الحفظ للعينة في ظروف معينة (Incubation) لمدة 24 ساعة ثم تقاس كمية (Interferon -γ) ولكل مقدار دلالات معينة.
في الفترة الحالية يقوم مستشفى الملك خالد الجامعي بمدينة الرياض بعمل اختبارات كشف الدرن للعاملين في مختبرات المستشفى –لمن يريد ذلك- ليروا مدى فاعلية هذا الاختبار.
العلاج:
تكون مدة علاج مرضى الدرن لمدة ستة أشهر، وعلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: تكون لمدة شهرين، حيث يكون المريض في العزل في المستشفى.
المرحلة الثانية: تكون لمدة أربعة أشهر، ويكون المريض بين أهله وذويه.
وفي خلال الستة الأشهر، يأخذ المريض أربع مضادات حيوية خاصة لبكتيريا الدرن
• Isoniazid (H)
• Rifampicin (R)
• Pyrazinamide (Z)
• Ethambutol (E)
• Streptomycin (S)
ويتم متابعة الحالة المرضية للمريض بعمل فحص مجهري للبلغم بين فترة وأخرى خلال العلاج.
سوف يشعر المريض بتحسن ملحوظ –بإذن الله- بعد فترة من العلاج، وكأنه قد شفي تماماً، ولكن يجب عليه أن لا يُوقف العلاج، وإلا عاد عليه المرض بخطر أكبر (relapsing case)، ويكون العلاج في هذه الحالة أصعب بكثير.
الوقاية:
التطعيم (Vaccine):
تطعيم (BCG) هو أول تطعيم يقدم للطفل في عضده، وهي عبارة عن خلايا بكتيرية مضعفة من Mycobacterium bovis وهو الدرن البقري، حيث أن هذه البكتيريا توجد في الحليب الغير المبستر، مما قد تسبب مرض الدرن في الجهاز الهضمي، ولكنها قبل حقنها في العضد تعالج وتضعف فتعمل على إنتاج خلايا مضادة للدرن، مما يعطي نسبة وقاية من الدرن تصل إلى حد 80% فقط.
وأفضل شيء للحد من انتشار هذا المرض هو تغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، حتى لو كنت أنت مصاباً به لا تنقل العدوى لغيرك، والله خير حافظاً.
نقاط أخيرة:
- يكثر انتشار هذا المرض في دول شرق آسيا، بل هنالك بعض الدراسات التي تجرى تحت عنوان: هل الدرن مرض وراثي؟ ، وهذه الدراسات إلى الآن لم تخرج بما يثبت أن الدرن مرض وراثي.
- قد يتساءل البعض: إذا كنا نقوم بالتطعيم، فلماذا هنالك حالات كثيرة من المصابين بالدرن؟
الجواب هو لسببين:
الأول أن التطعيم كما قلنا سابقاً لا يعطيك مناعة كاملة 100% كما في تطعيم شلل الأطفال مثلاً، بل كل ما يعطيك هو 80%.
والثاني هو كثرة العمالة الآسيوية التي ينتشر بينهم هذا المرض.
