بسم الله الرحمن الرحيم
دائما وفي كل ايام الزمان ،بل وفي كل ثانية نحتاج الى الدعاء والى القلوب التى فيها صفاء وعنفوان الحياة الدائم الابدي،لكي توصلنى الى الله عزوجل والخالق العظيم ،نكون مثل الشمعة التى دائما في احتراق وذوبان ولكن نورها باقي وهاج يضيئ الدروب التى اظلمت والطريق الذى اسود من ظلام القلوب،الدعاء هو طريق من الطرق الكثيرة لتوسل وطلب الحاجة ،يزيد في التقرب الى الحبيب ومعرفته اكثر واكثر.
قال تعالى في كتابه وخطابه المبين(وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)سورة غافر اية 60
ويقول الله عزوجل(قل مايعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم)سورة الفرقان اية77.
الايات الشريفة التى تنير القلوب وتفتح الصدور وتبعد الاهات والهموم والاحزان والالام التى في الارواح،هي التى تبين لنا اهمية الدعاء وكيف ان الله يحب من عباده ان يدعوه لكي يتقرب اليه اكثر واكثر،دائما نرفع تلك الايدي بدعاء ولكن ربما لانجد الاستجابة من الله نتسائل لماذا ؟؟والاجابة معنى لان الدعاء اذا لم يكن من ذلك القلب الذي ملئ بصدق والاخلاص والرحمة والمودة والامان ،الدعاء اذا لم يكن ممتزج بدمعة حائرة تبحث عن الدليل اليها والموصل الى بر الامان بلا اشكال ولاريب في ذلك انها لن تستجاب ابدا،فبتالي يلزمنا امر غاية بالاهمية وهو ان نجعل القلوب هي الداعية قبل ذلك اللسان وتلك الشفتين المتمتمة.
يعطينى رسول الله الاعظم صلى الله عليه وعلى اله الطاهرين من كلامه الموحى نورا وعطرا دائما مستمر لا يزول ابدا ومن ذلك العطر والاريج قوله"الدعاء مخ العبادة ،ولا يهلك مع الدعاء أحد"
جعل النبي الدعاء هو المحرك والالة التى تجعل العبادة في محلها وفي اريحيتها وصحتها كالانسان الذى يملك العقل جسده لا يحركه الا ذلك العقل والا لو زال عقله لزال كل شيئ،ويقول روحى له الفداء ونفسي لنفسه الوقا"الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والارضين"
نحتاج دائما لدعاء لكي نستطع الوصول ونحتاج دائما الاخلاص لكي يصدق الدعاء ويرتقي لله بالقبول ،فستمرار نبض ذلك القلب الايماني هو النور الرباني الالهي ،وبقاء ذلك الاريج هي تلك الاريحية الروحية المستمرة.
يوصي امير المؤمنين وامام المتقين ابنه الحسن المجتبى في كلمات من نور وضياء "إعلم أن الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والاخرة قد أذن لدعائك وتكفل لإجابتك وامرك أن تسأله فيعطيك وهو رحيم كريم لم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ،ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته،فمتى شئت إستفتحت بالدعاء أبواب خزائنه.
ذلك هو القلب الداعي وذلك هو الدعاء الذي يوصل الروح الى السماء والى نورا الهي واقتداء اصوبي ،لايعرف الا الاخلاص لهذا اراد الوصول بالدعاء العظيم.
إلهي إجعلنا من الذين ترسخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم واخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم.
إنما الدنيا كظل زائل
اوكضيف بات ليلا فارتحل
او كظيف قدرأه نائم
أو كبرق لاح في افق الأمل
وصلي علي محمد واله الطاهرين المظلومين
