مظاهرة صلاة الحسين (ع) يوم الطف

عندما صاح مؤذن الامام الحسين (ع) المجاهد ابو ثمامة الصيداوي بصوته العذب ليعلن صلاة الظهيرة ، صلى الامام باصحابه ولكن صلاة الخوف قصراً وسهام الاعداء تترى عليه بالرغم من استمهالهم .

ايخشى الامام (ع) قتله في الصلاة وقد مضى ابوه قتيلاً في محرابه ام يخشى الموت صحبه وهم يتسابقون اليه تسابق الجياع الى القصاع ويحبذون الموت بوجه الله وفي سبيله مع ابن رسوله (ص) .

ولكن كانت صلاة الحسين من اصدق مظاهر اخلاصه لله تعالى وتمسكه بالشريعة وبعيدة عن كل شبهة او شائبة واذا كانت المظاهرات الحسينية تكشف مساوئ اخلاق اعدائه ومبلغ حرمانهم من الانسانية فان مظاهرة صلاة الخوف بين اولئك المعارضن برهنت على سوء نية العدو واستهانته بشريعة الاسلام فهي ان لم تبطل سحر العدو في اعين الناظرين فقد ابلغت حجة الحسين (ع) الى مسامع الغائبين .

حيث ان العدو كان متذرعا بحبائل الدين ضد الدعوة الحسينية ، يوهم البسطاء والحمقى ان يزيد خليفة النبي بمبايعة من اكثر المسلمين وان حسينا خارج على امام زمانه لغايات دنيوية فيجب اعدامه او ارغامه واسم الدين قد يغش العامة ولو كان يقصد محو الدين ولكم تذرع المبطلون باسلحة الحق ضد اهل الحق فخدعوا بذلك العامة كما انخدع الخوارج ضد امير المؤمنين بشبهة رفع المصاحف ومخالفته للدين .. واي دين؟

اهو ذلك الدين الذي قام واستقام بخدمات علي (ع) ومعاركه ومعارفه ؟ وكان شمر الخارجي واشباهه من بقايا الخوارج قائمين بحركات اسلافهم في تمويه حقائق الدين بالظاهر الخداعة مستعملين اسم الاسلام الة لتحقيق نواياهم ولكن اقامة الامام (ع) صلاة الخوف في احرج المواقف والمواقيت بين الاسنة والحراب بين العدى والردى كانت اقوى الة فعالة في ابطال سحرهم ومكرهم فانهم لم يمهلوا الحسين وصحبه ان يتعبدوا لله في حين ان الدين يفرض امهال المتعبدين والعبادة شعار الموحدين فما عذرهم عند رسول الله (ص) في موقفه بعد موقفهم هذا ؟

افلم يروا ريحانته يصلي قبلة الاسلام مع صحبه المسلمين ؟

افلا تحترم الصلاة وهي حرم الله ؟

اولم يسمعوا كلام الله (ولاتقولوا لمن القي اليكم السلم لست مؤمناً) ؟ وصحب الحسين عليه السلام القوا السلاح واظهروا السلام والاسلام واستمهلوا للصلاة واستامنوهم لذكر الله فهل ترى مظهراً للدين والحق اصدق من هذا ؟

ولكن اعداء الحسين قست قلوبهم فهي كالحجارة او اشد قسوة فلم تعد تؤثر فيهم مظاهر اسلامية او عواطف انسانية سوى السيف المخيف او الرغيف وقد كانا يومئذ في يد اعداء الهدى (وماالله بغافل عما يعمل الظالمون) .