خلي قلبك يصرخ من داخلة ويهتف ياحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم..
واحسيناه ! صدى الأنات من قلب حزين....ونشيد ألالم الغابر في طول السنين
وزفير من لهيب الشجو في الكبد سجين....يتجدد كل يوم كل حين بعد حين
غيمة لبدت الكون بألوان الحداد ....ألبست كل الوجود ثوب حزن وسواد
إنه رزء عظيم باقي حتى التناد....إنه جرح وجمر في قلوب المؤمنين
يا صعيد الطف ياأرض الرزايا والبلاء....يا مهادا زاكيا من فيض نحر الأولياء
قبلة الأحرار يا محراب أرباب الوفاء....ما جرى فيك عظيم إى ورب العالمين
كربلا قد صرت حجا لحجبج بالألوف....يقصدون كعبة الأحرار في وادي الطفوف
سعيهم بين أبي الضيم ومقطوع الكفوف ....بنياح وعزاء للصدور لاطمين
زائر السبط إذا لاحت إليك كربلاء....فالثم الترب فهذا مهد خير الشهداء
وأنب عنا الزيارة وأنب عنا الدعاء....فالدعاء مستجاب عند أعتاب الحسين
ياجموع الزائرين للطفوف باشتياق....تذرفون الدم إن جفت من الدمع المآق
أذكروا تلك الأسارى فوق أقطاب النياق....إذ هوين فوق أرض الطف يوم الأربعين
وذكروا من جاء في العشرين من شهر صفر.... أكثروا الحزن عليه بدموع كالمطر
واندبوه من صباح حتى آصال السحر....وانزلوا الطف بأنات النحيب والحنين
شاركوا الحوراء حزنا واسئلوها ماجرى....يوم أن هاجت عليهم خيل أشرار العدى
منعوا الماء عليهم وسقوا كأس الردى....أي كبد قد فروه للنبي الهادي الأمين
كربلا أين الحسين أين أبناء الرسول....أين من تندبهم فاطمة الطهر البتول
أصحيح مزقت أجسادهم نعل الخيول....والرضيع قطعت أوداجه سهم اللعين
وكأني زينب ترنو إلى جسم الشهيد....وتمرغ وجهها في نحر مقطوع الوريد
وتظلله من الشمس ومن حر الصعيد....وتنادي اليوم ضعنا يا أمير المؤمنين
جاؤا بالنوق الهزال واعلنوا وقت الرحيل.....إنه إعلان سبي ياله خطب جليل
والمكبل بالقيود ذلك المولى العليل....ونساء الوحي تسبى لعروش الظالمين
ومضى الركب الحزين والأسى يكوي الفؤاد.....وعلى أشلاء قتلاهم مروا بانقياد
هذه تبكي وأخرى الذهول منها باد....والعقيلة دارت العين شمالا ويمين
آه هذي إخوتي أشلاؤهم فوق الرمال....وأنا اليوم سأسبى بعد عز ودلال
كيف يهنأ لي عيش بعدهم هذا محال....بكت الحرة والأفلاك ناحت بأنين
من أراضي كربلا حتى إلى الكوفة المسير....ويقود الركب وغد ولعين وحقير
إنه درب العذاب إنه درب عسير ....والسياط تتلوى فوق أطفال الحسين
ورؤوس كمصابيح الدجى فوق الرماح....قد غشتها هيبة المجد على رغم الجراح
تنبأالعالم عن حق عظيم مستباح....إنه حق النبيين وحق المرسلين
دخلوا الكوفة سبيا آل بيت المصطفى ....وأمير الكوفة بالأمس كان المرتضى
وإذا الكوفة ضجت بعويل وأسى ....نقضوا عهد حسين فبكوه نادمين
نادت الحوراء فيهم أكثروا هذا البكاء....إنتهكتم حرمات لإبن خير الأنبياء
فلقد جئتم بأمر فطرت منه السماء....وتخر الطود هداً من فعال الخاذلين
ياللؤم الدهر كم قاسى على زين العباد ....أدخلوه قصر لؤم وهو مكتوف الزناد
إن تراه بقيود وهو مأسور مقاد....وترى حالة زينب تحمي زين العابدين
وبنات الوحي كم قاسين أنواع البلاء....عشن في الكوفة أياما ببؤس وشقاء
العدى تشمتها والأسر ذل وعناء....حالة مشجية والحكم للطاغي اللعين
أهل بيت المصطفى ثكلى وأسرى قادمون....وأهالى الشام فيهم ساخرون شامتون
وأقاموا عرس نصر ويلهم مايفعلون....ويقولون لآل البيت أنتم خارجين
ايها الشيخ الذي تدعوا علينا قائلا ....تحمد الله على ما قد لقينا جاهلا
فأنا جدي رسول الله في هذا الملا....وكتاب الله فينا جاء بالذكر المبين
نحن ياشيخ أولى القربى الذي وصى الإله....ودهم أجرا وهذا الذكر كل قد تلاه
قد قتلنا وسبينا دون جرم قد جناه....هل فعال القوم هذا أجر خير المرسلين
فبكى الشيخ ونادى تب علي يا إمام....قد خدعنا وجهلنا إثر إعلان اللئام
ومضى يحهر بالحق وإخبار الأنام ....وأتى الأمر بأن يخمد صوت الثائرين
زينوا الدور وصار الشام بالأفراح عيد....وعلى الآل قيود الأسر والكرب الشديد
أدخلوهم بسياط مجلس الطاغي يزيد ....لو رآهم لبكى جدهم الهادي الأمين
يا لسان الحق زلزل كل عرش للطغاة....وأقم منبر حق فاضح زيف الجناة
أرهم القتل نصر وإفتخار للأباة....إنما نصركم هذا فخزي ومشين
ثورة الحق أزيحي كل دور للفساد....وأزيلي ابن هند واعدمي بن زياد
وانشري في الأرض فكرا نيرا بين العباد....يستقي نور ا وفكرا من ضياء الثائرين
حادي الظعن خذ الظعن إلى نحو العراق ....فلقد أرهقنا السبي وأعيانا الفراق
هذه النسوة والأطفال في حر إشتياق....ليزوروا الشهداء ويبثوا ما لقين
حين لاح الركب في الآفاق أطلال الطفوف....ذكروا ذاك النبال والسهام والسيوف
ذكروا الأفق المدمى ذكروا ذاك الكسوف....ببكاء هرولوا نحو الطفوف مسرعين
هذه تسأل عن قبر وأخرى تحتضن....ترب قبر وعليه تذرف الدمع تإن
هذه تبكي أخاها هذه تبكى الإبن....والإمام سال من الدمع والقلب حزين
هيئوا الرحل لنرحل لديار خالية .....للمدينة حيث لم يبق لنا من باقية
إن وصلنا قربها نرسل إليها ناعيا....ليكون المأتم عند نبي العالمين
جد لو كنت ترى سبطك مطروح صريع....يفحص الرجلين في الرمضاء والوضع فضيع
قد نسوا يوم الحساب أنك أنت الشفيع....لبكيت ما رأيت يا إمام المرسلين
جد لو كنت تراهم يوم أن هاج اللئام....أضرموا النار علينا أحرقوا كل الخيام
وأرى أهلي صرعى قد سقوا كأس الحمام....ولقد داروا على السجاد زين العابدين
زينب تشكوا رزاياها إلى أم البنين....وتقول كان عباس لي الحصن المتين
فرقوا الهام وأفروه شمالا ويمين....فبكت تلك الكريمة ثم نادت واحسين
إن محى التاريخ أمرا أو تناساه الزمن....كيف ينسى ما لقاه الآل من جل المحن
إن أملاك السما بالدمع تبكي والشجن....ومع الدهر له الأجيال حزنا نادبين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام..
تحياتي
ghazooi
