في حديقة الحياة ضاعت فتاة, كانت تمخر عُباب السحاب
كأنها النسر أو العقاب..لم تدري أيهما أصلح؟؟
الأرض المعطاء أم أجنحة الحب التي تحلق في السماء؟
لكن جاذبية الأرض المغناطيسية والبشرية كانت أقوى فلم تدعها تحلق طويلا..
فرجعت إلى حديقة الحياة تجمع الزهور وكأنها على موعد مع الفرح والسرور
أخذت بيدها حفنة من زهور الحياة الجميلة ضمتها إلى صدرها وانطلقت بها مسرعةٍ
تبحث عن من سيأخذها
طالت بها المسافة و كأني أرى على وجهها قد ارتسمت علامات الحسرة والآسف
آهٍ....لها آه..ما أقسى هذه الحياة وبعد طول انتظار
لم تجد أحد يشاركها نشوة الزهور
لم تجد أحد يأخذها...!!
قبضة على حفنة الزهور بكل قواها وحاولت الانطلاق من جديد..لكن الحزن والانكسار كان يواعدها على الدوام.
وبعدما تقطعت بها السبل رجعت أدراجها
مهزومةٍ
رجعت والحزن قد كبلها
رجعت بعدما تعبَ الجرحُ من يدها
رجعت بعدما أظنها النزف
رجعت بعدما امتزجت تلك الأزهار مع دمها
رجعت بعدما يبُست تلك الأزهار في عروقها
رجعت بعدم زاد النزيف وزادت الجراح غزارةٍ
رجعت بعدما فقدت أحد أصابعها.
نعم فقدت أحد أصابعها!!!!
لكن هل تعرفون ما هو الإصبع المفقود؟
أنهُ البنصر .....فالبنصر أصبح غير موجود
لم تحزن كثيراً على فقدانهِ..
لأنها أصلاً فقدتهُ قبل أن يُفقد..!
