عصور ما قبل التاريخ :
عرفت القطيف هجرات تاريخية من وإلى المنطقة لما تمتعت به من موقع استراتيجي ومن ثروات أهمها التمور واللؤلؤ والماء العذب وجودة الصناعات الإستهلاكية والتجارة المزدهرة . هاجر منها الكلدانيون والآشوريون والبابليون والحثيون والفينيقيون.
تدل الآثار أن القطيف كانت مسكونة منذ العصر الحجري وما قبله. في حوالي سنة 3000 قبل الميلاد قامت دولة في اقليم البحرين ( اي القطيف والأحساء والبحرين ) تحدثت عنها النصوص السومرية والأكدية والآشورية. هذه الدولة كما تحدثنا النصوص خضعت لحكم الأكديين. بعد سقوط الأكديين استقلت المنطقة, ولكنها خضعت لاحتلال البابليين. استقلت المنطقة مرة أخرى بعد ان حطم الحشيون الدولة البابلية وقامت في الخليج مملكة مستقلة ومستقرة تسمى مملكة ( أرض البحر ) في عام 1440 قبل الميلاد.
تمكن الكاشيون من تدمير مملكة أرض البحر بعد ان دامت 370 سنة ولكن حكمهم لم يكن مستقراً . بعد ذلك سيطر الآشوريون على المنطقة من 1000 ق.م إلى 600 ق.م.
العصر القديم والعصر الجاهلي :
600 – 560 ق.م : سيطر نبوخذ نصر على المنطقة.
560 – 520 ق.م : الملك قورش يبني الدولة الفارسية ويسيطر على العراق والشام ومصر والخليج بمساعدة العرب. سيطر الفرس على الخليج بالكامل وحولوه الى بحيرة داخلية لهم.
562 – 485 ق.م : الفرس يحولون طرق التجارة إلى البحر الأحمر مما قضى على الازدهار في منطقة الخليج. قام الملك الفارسي داريوش بحفر قناة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط عن طريق النيل.
331 ق.م : الازدهار يعود للمنطقة عندما حطم الاسكندر المقدوني الدولة الفارسية. أمر الاسكندر بتجهيز اسطول لاحتلال المنطقة ولكن وفاته و اختلاف خلفائه بدد هذا المشروع.
في هذه الفترة تمتعت القطيف باستقلالها وازدهرت تجارتها وصارت مدينة الجرهاء - التي كانت في بالقطيف - من أغنى مدن الأرض ووصفها اليوناني بأنهم أغنى العرب وأنهم يزينون جدران منازلهم وسقوف بيوتهم وأبواب غرفهم بالذهب والفضة والعاج والأحجار الثمينة.
استمر ازدهار القطيف حتى سيطر الرومان على جنوب الجزيرة العربية وحولوا التجارة العالمية عن الخليج ففقدت المنطقة اهميتها التجارية وازدهارها.
46 ق.م – 266 م : قدمت إلى القطيف قبائل عربية وتوحدت مع القبائل العربية القطيفية مما شكل قوة سيطرت على المنطقة. حتى جائت قبائل عبد القيس وفرضت سيطرتها على كامل اقليم البحرين. ( اقليم البحرين يضم البحرين والقطيف والأحساء وما جاورهما آنذاك )
266 م : أردشير بابك يوحد ايران ويؤسس الدولة الساسانية القوية التي حولت العالم بمن فيهم العرب الى معسكرين (مثل ما حدث في هذا القرن أيام الحرب الباردة). خضعت العراق العربية لحكم الفرس بينما خضع عرب سوريا وفلسطين إلى الرومان.
أما منطقة القطيف فقد كانت تحت تأثير المعسكر الفارسي حتى قام أحد ملوك وسط الجزيرة العربية وهو الشاعر المعروف امرؤ القيس باحتلال أجزاء من المنطقة.
300 م : القوات اليمنية تزحف نحو القطيف وتهاجم الفرس . أدت هذه الاعمال الى اضعاف هيبة الدولة الساسانية مما أدى الى قيام سكان المنطقة بغزو الفرس في عقر دارهم واستولوا على بعض سواحل إيران.
370 م : الملك الفارسي سابور الثاني يشن حملة انتقامية فيفتك بالعرب على الساحل الايراني و يعبر الخليج إلى منطقة القطيف ويقوم بمذابح عظيمة فيها حيث قتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ومثل بهم، ثم انتقل إلى الأحساء وواصل مجازره فيها, ثم توغل في جزيرة العرب فقتل من تمكن منه من العرب ومثل بهم بقطع اكتافهم. كما قام بتهجير القبائل وفرض عليها الاقامة الجبرية. واستمر خضوع المنطقة للفرس حتى دخولها في الإسلام.
عصر فجر الإسلام
6 هـ : في السنة السادسة للهجرة أرسل النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) العلاء بن الحضرمي بكتاب إلى والي القطيف والبحرين من قبل الفرس وهو المنذر بن الأخنس العبدي يعرض عليه الإسلام ويشرحه له ويدعوا أهل القطيف و البحرين إلى الاسلام. اقتنع المنذر بالإسلام ودخل فيه ودعا قومه فأسلم أغلبهم وبقي بعضهم على ديانته اليهودية أو المجوسية أو النصرانية فلم يجبرهم على تركها. وأصبح المنذر واليا من قبل الرسول على القطيف و البحرين.
7 هـ : وفد من أهل القطيف و البحرين يزور النبي (ص) ويقول فيهم الرسول (ص) : ليأتين ركب من قبل أهل المشرق لم يُكرهوا على الإسلام. وفي رواية أخرى: سيطلع عليكم من ها هنا ركب هم خيرة أهل المشرق.
ورحب بهم الرسول وأوصى الأنصار بهم خيرا قائلا : يامعشر الأنصار أكرموا إخوانكم فإنهم أشبه الناس بكم في الإسلام, أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين.
8 هـ : توفي المنذر وخلفه العلاء والياً للقطيف من قبل رسول الله.
10 هـ : وفد القطيف بقيادة الجارود العبدي يزور النبي ( قرية الجارودية بالقطيف سميت نسبة لصحابي آخر اسمه الجارود بن النعمان رضي الله عنه حيث أرسله النبي إلى القطيف لهداية الناس وسكن في قرية سميت بإسمه ).
11 - 40 هـ : توفي رسول الله (ص) وثبت أهل القطيف على الإسلام . وظهرت نزعة للانفصال عن الدولة المركزية في المدينة المنورة فتمردت قبائل ربيعة وتوجت المنذر بن النعمان بن المنذر ملكاً وزحفت على أنحاء القطيف وهجر واحتلتهما ، حتى وصل العلاء الحضرمي بإمدادات من المدينة المنورة فحرر القطيف وهجر ومعظم بلاد البحرين ما عدا حصن الزارة ( العوامية ) .
وفي خلافة عمر بن الخطاب قام قدامة بن مطعون بإتمام تحرير كامل مناطق القطيف و البحرين والقضاء على من بقي من الثوار .
وفي عام 17 هجرية قام العلاء الحضرمي بهجوم بحري فاشل على الفرس بدون استشارة السلطة المركزية في المدينة المنورة, وانتهت حملته بكارثة وعلى اثرها عزله الخليفة عمر بن الخطاب.
عام 23 هجرية نجح والي القطيف و البحرين عثمان بن أبي العاص في حربه ضد الفرس وطردهم منها واحتل شيراز. وبعدها عرفت المنطقة السلام والاستقرار حتى وفاة الإمام علي بن أبي طالب سنة 40 للهجرة .
عصر الدولة الأموية و الخوارج
40 – 67 هـ : حكم الأمويون القطيف فلم يعرف الأهالي الأمن و الاستقرار في العهد الأموي حيث اضطهدتهم السلطة الأموية وارتكبت بحقهم أبشع المذابح و المجازر الجماعية.
67 هـ : الخوارج يحتلون مدينة القطيف من الأمويين ويرتكبون المذابح فيها .
72 هـ : الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان يهزم الخوارج ويحتل القطيف .
86 هـ : الخوارج يحتلون القطيف مرة أخرى ويهزمون الدولة الأموية .
105 هـ : الخوارج يغزون اليمامة بوسط الجزيرة ولكن الحاكم الأموي يهزمهم ويواصل الحرب حتى أعاد القطيف للحكم الأموي .
عصر الدولة العباسية
قام العباسيون بثورة ضد الحكام الأمويين وتمكنوا من كسب تأييد الكثير من الولايات الإسلامية وكونوا جيوشا تمكنت من القضاء على الأمويين والسيطرة على كل العالم الاسلامي ما عدا الأندلس التي انشئت فيها دولة أموية أخرى.
151 هـ : ثورة واسعة في القطيف و البحرين ضد الدولة العباسية فقضى عليها المنصور العباسي بوحشية وقتل المدنيين والنساء والأسرى.
191 هـ : ثورة أخرى بالقطيف تمكن الرشيد العباسي من القضاء عليها.
249 هـ : قدم من العراق رجل عرف في التاريخ باسم (صاحب الزنج) ادعى انه من سلالة النبي وجمع الناس حوله وقاد تمرداً فاشلاً. ولكنه هرب الى البصرة في العراق حيث نجح في الثورة وأسس دولة الزنج في البصرة.
254 – 270 هـ : دولة الزنج في البصرة تُبعد أنظار الدولة العباسية عن القطيف.
عصر دولة القرامطة
281-287 هـ : قدم للقطيف رجل كذاب اسمه يحيى يدعي أنه رسول من الإمام المهدي. ويستغل رغبة المؤمنين بظهور الإمام المهدي لتحقيق مطامعه بالسيطرة على القطيف وأعانه على ذلك رجل ثري ومنافق اسمه أبو سعيد الجنابي ولكنهما كُشفا عام 283 هـ وقبض على يحيى, أما الجنابي فقد هرب.
وبعد اطلاق سراح يحيى ذهب للبادية فاستمال إليه البدو وأعانه الجنابي بأمواله فكونوا جيشاً قوياً من عدة قبائل بدوية وهاجموا القطيف واحتلوها وكونوا دولة القرامطة. وهرب كثير من الأهالي وانضموا للجيش العباسي الذي أرسله الخليفة المعتضد ولكن قوات القرامطة هزمت العباسيين. وفي نفس السنة هاجم القرامطة الأحساء واحتلوها.
301 هـ : اغتيل الجنابي قائد القرامطة فتولى الحكم مجلس عسكري سمي بالعقدانية مهمته الوصاية على العرش حتى بلوغ الابن الأكبر سعيد. ولكن الابن الأصغر سليمان تمكن من إقصاء اخاه وتولى الحكم. واعترف به مجلس الوصاية كما اعترف به الفاطميون حكام مصر ( المعادين للدولة العباسية في العراق )
314 هـ : أبو طاهر سليمان الحاكم القرمطي ينقل العاصمة للأحساء بعد تصاعد العداء ضد القرامطة في القطيف.
315 هـ : القرامطة بقيادة أبوطاهر سليمان يحتلون عمان. ويواصلون أعمالهم الوحشية ضد أهل القطيف و البحرين وعمان ويوسعون مدى وحشيتهم للأقاليم المجاورة فيهاجمون المدن الأخرى من أجل السلب والقتل, ويتعرضون للحجاج بالقتل والسلب.
317 هـ : القرامطة يغزون مكة المكرمة ويتعرضون لحرمة البيت الحرام ويقتلون الحجاج. قام القرامطة بنزع الحجر الأسود من الكعبة وأخذوه إلى القطيف ووضعوه في بناء آخر اسموه الكعبة وطلبوا من المسلمين الحج إلى القطيف بدلاً من مكة المكرمة رغبة منهم في صد الحجاج عن بيت الله الحرام وامعانا في أعمالهم الكافرة. بقي الحجر الأسود عندهم حتى عام 339 هـ.
سببت أعمالهم غضب الفاطميين فسحبوا اعترافهم بالقرامطة وتبرؤوا منهم, وعلى اثر ذلك قام العباسيون بمفاوضة القرامطة ليعترفوا بالخلافة العباسية ويردوا الحجر الأسود ويتوقفوا عن قطع طرق الحُجاج, فقبل القرامطة الاعتراف المتبادل مع الدولة العباسية.
332 هـ : مات أبو طاهر سليمان وتولى الحكم أخوه أحمد. قام أحمد القرمطي برد الحجر الأسود سنة 339 هـ. وتحسنت علاقته مع الفاطميين.
358 هـ : سابور ابن أبي طاهر سليمان ينقلب على عمه أحمد ويسجنه ولكن أحد اخوة سابور يقوم بانقلاب مضاد ويعيد سابور للحكم.
360 هـ : علاقة القرامطة تسوء مع الفاطميين وتتحسن مع العباسيين. الأعصم حاكم القرامطة يجهز جيشاً ويتحالف مع العباسيين لإخراج الفاطميين من سوريا وينجح التحالف في هزيمة الفاطميين.
366 هـ : الفاطميون يهزمون القرامطة في حرب استمرت 6 سنوات, هرب الأعصم الى الرملة حيث مات, أما القرامطة في البحرين فانقلبوا على اسرة الجنابي وأعلنوا ولائهم للفاطميين.
375 هـ : القرامطة يهاجمون الدولة العباسية ويحتلون الكوفة. ولكن العباسيين نجحوا في إستعادة الكوفة.
378 هـ : بدعم وتحريض من العباسيين ينشأ جيش قوي من المرتزقة والبدو . يتمكن هذا الجيش من هزيمة القرامطة وتقليص نفوذهم الى الأحساء فقط.
398 هـ : أدى ضعف القرامطة وتقلص نفوذهم ومواردهم إلى تمرد القبائل البدوية التي كانت حليفتهم وعاد رأسها بنو ثعلب فزحفت على الأحساء وأنهت دولة القرامطة. وأسسوا دولة الثعالبة.
450 هـ : قبائل بني عقيل تؤسس دولتها في القطيف على أنقاض دولة الثعالبة.
عصر دولة العيونيين
466 هـ : عبدالله العيوني يؤسس الدولة العيونية في الأحساء بمعاونة العباسيين والسلاجقة الأتراك.
500 هـ : الفضل بن عبدالله العيوني ينقل عاصمة الدولة العيونية للقطيف ثم الى جزيرة أوال (البحرين). وامتدت الدولة في عهده الى الكويت.
513 هـ : عاصمة الدولة العيونية تعود للقطيف.
531 هـ : محمد ابن الفضل حاكم العيونيين يتعرض للاغتيال وتتجزأ الدولة الى اثنتين دولة في القطيف والأخرى في الأحساء. وبعدها اضطربت الأحوال في القطيف وقل الأمن وكثرت الاغتيالات.
587 – 605 هـ : محمد بن أبي الحسين يوحد القطيف والأحساء ويعيد الدولة العيونية ويوسع نفوذها الى نجد. واستقرت الأحوال في عهده حتى اغتيل سنة 605 هـ. فعادت البلاد للانقسام والاضطراب.
640 هـ : نتيجة للاضطرابات الداخلية في الأسرة العيونية تمكن بني عصفور من اسقاط دولة العيونيين وإقامة الدولة العصفورية.
820 هـ : بني جبر يحكمون الأحساء والقطيف ونجد على أنقاض بني عصفور ويستتب الأمن في حكمهم.
عصر البرتغاليين
912 هـ : البرتغاليون يظهرون في الخليج ويحتلون هرمز.
927 هـ : البرتغال تحتل القطيف والبحرين. و أنشأ البرتغاليون قلعتهم الشهيرة في جزيرة تاروت وجعلوا القطيف مركزاً لوجودهم في الخليج.
941 هـ : أهل القطيف يعلنون رفضهم للبرتغاليين و يطلبون المساعدة من السلطان العثماني سليمان القانوني.
957 هـ : الأسطول العثماني يدك معاقل البرتغاليين في اليمن وعمان. والقطيفيون يثورون ضد البرتغاليين وينجحون في تحرير القطيف ثم يسلمون إدارتها للدولة العثمانية. البرتغاليون يحتفظون بالبحرين وهرمز. ومنها يهاجمون القطيف مرة أخرى ويحتلونها.
قام الأتراك بمهاجمة البرتغاليين بمساعدة القراصنة فتمكنوا من استرجاع القطيف والأحساء. ولكن الوجود البرتغالي استمر حتى 1625م عندما تمكن ملك إيران الشاه عباس الصفوي من إسقاط آخر معاقلهم في هرمز.
الاوضاع السياسية التي مرت بها القطيف على مر العصور
