بسمه تعالت قدرته
اخوتي اواصل معكم مسيرة السير الى الله وسبب عنها
حجاب الذنوب والمعاصي
((إلهي...وإن الراحل اليك قريب المسافة وإنك لاتحتجب عن خلق إلا ان تحجبهم الامال دونك))
بين الله تعالى طريق الوصول الى الكمال وبلوغ السعادة وذلك بالاعراض عن ما يخالفها: من النظر الى الدنيا واعتبارها الكمال النهائي أو الانخداع بزينتها والركون الى حظ النفس أو اعتبارها السبب الحقيقي في نيل الكمال.
إن كل عارف موحد يدرك ان كل خير وكمال ولذة وسرور ليس إلا من الله تعالى فإذا ظن الانسان ان الخير في الدنيا أو من نفسه فقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا يقول الله تعالى في كتابه:
((...أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا..)) النور 39
ويقول سيد الموحدين علي عليه السلام: ((إلهي ماذا وجد من فقدك بل ماذا فقد من وجدك))
ولكي يتخلص الانسان من هذا السعي الخاسر والظن الفاشل امره الله بان يتجه نحو السعادة من مصدرها الوحيد وان يطلبها من صاحبها الاصيل وهذا الطلب يتجلى بالطاعة والعبادة.
واما المعصية فليست إلا خروجا عن هذه العبادة وهذا الاعتقاد فإذا فكرنا في طبيعة المعاصي والذنوب نجدها حالة من اعلان الرفض لارادة الله وحالة الخروج عن جواره والهروب من سلطانه الذي وسع كل شىء رحمة وخيرا.
فالعاصي كأنه يقول لخالقه: انني لا أريك....
ولذنوب اثار واقعية على الانسان ووجوده ومصيره فالذنب يعمي المذنب عن الحقيقة بل يمكن ان يتمادى في الذنوب
شاهد هذا المقطع من الدعاء:
((اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم اللهم اغفرلي الذنوب التي تنزل النقم اللهم اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء اللهم اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء)) دعاء كميل
والسلام اخوتي واسالكم الدعاء
المصدر: سفر الى الملكوت لسيد عباس نور الدين
