(الملكة الجائعة)
وجد علماء الأثار المصريين أثناء قيامهم بعمليات التنقيب على
جانبي نهر النيل صندوقا كبيرا,وعندما فتحوا الصندوق وجدوا
فيه جثة فتاة محنطة وعلى جانبها الكثير من المجوهرات
والأحجار الكريمة كما وجدوا في داخل الصندوق لوحة فيها
كتابة وعندما عرضت تلك اللوحة على العلماء المختصين في
اللغات الفرعونية تبين بأن تلك الجثة تعود الى احدى الملكات
الفرعونيات وقد كتبت فيها وصيتها التي تنص على ما يلي:
((هذه وصيتي بعد موتي ليعلم الجميع ومن سيرى جثتي بأني
كنت ملكة وقد حصل القحط أيام حكمي لدرجة أني كنت مستعدة
أن أدفع كل ما أملك من مجوهرات وأموال في سبيل الحصول
على رغيف خبز ولكني لم أستطع ولذا فقد مت من الجوع)).
.................................................. ....................
( تواضع سلمان الفارسي )
لما جعل سلمان الفارسي واليا على المدائن, ركب حماره وعزم على السفر إليها
لوحده ولما وصل الخبر لأهل المدائن, هرعوا لاستقباله خارج المدينة, وبعد أن
طوى المسافة وهو شيخ كبير وكان يمتطي حمار له, وجها لوجه مع مستقبليه من
أهل المدائن.
فسألوه: أيها الشيخ ! أين وجدت أميرنا ؟
قال: من هو أميركم ؟
قالوا: سلمان الفارسي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: أنا سلمان ولست بأمير, فارتجل الناس إكراما وإجلالا له, وقدموا له من
الخيول الأصيلة لركوبه .
فقال: ركوب هذا الحمار أفضل عندي ومناسب لشأني .
ولما وصلوا المدينة أرادوا أن يأخذوه إلى دار الإمارة .
فقال لهم: أنا لست بأمير حتى أذهب لدار الإمارة, فاستأجر دكانا في السوق.
يدير أمور الدين والدنيا منه, وكان ما يملكه من الأثاث: وسادة وأناء ماء وعصا.
.................................................. ..................
( العصفور والحكم الثلاثة )
قال الحكيم إن رجلا كان له بستان يعمره ويحسن القيام عليه إذ رأى في بستانه ذات
يوم عصفورا واقعا على شجرة من شجرة البستان يصيب من ثمرها فغاض ذلك
فنصب فخا فصاده, فلما هم بذبحه أنطقه الله عز وجل بقدرته, فقال لصاحب البستان:
إنك تهتم بذبحي وليس فيّ مايشبعك من جوع ولا يقويك من ضعف فهل لك في خير
عما هممت له؟ قال الرجل: ماهو؟ قال العصفور: تخلي سبيلي وأعلمك ثلاث كلمات إن
أنت حفظتهن كن خيرا لك من أهل ومال هو لك, قال: قد فعلت فأخبرني بهن, قال العصفور
احفظ عني ما أقول لك: لا تأس على ما فاتك ولا تصدقن بما لا يكون, ولا تطلبن مالا تطيق,
فلما قضى الكلمات خلى سبيله, فطار فوقع على بعض الأشجار, ثم قال للرجل: لو تعلم
ما فاتك مني لعلمت أنك قد فاتك مني عظيم جسيم من الأمر, فقال الرجل: وما ذاك؟
قال العصفور: لو كنت قضيت عليّ ما هممت به من ذبحي لاستخرجت من حوصلتي درة
كبيضة الأوزة فكان لك في ذلك غنى الدهر, فلما سمع الرجل منه ذلك أسر في نفسه ندما
على ما فاته, قال: دع عنك ما مضى, وهلم إنطلق بك إلى منزلي فأحسن صحبتك وأكرم
مثواك, فقال له العصفور: أيها الجاهل ما أراك حفظتني إذا ظفرت بي, ولا انتفعت
بالكلمات التي اقتديت بها منك نفسي, ألم أعهد إليك ألا تأس على ما فاتك ولا تصدق
ما لا يكون, ولا تطلب ما لا يدرك؟ أما أنت متفجع على ما فاتك وتلتمس مني رجعتي
إليك وتطلب ما لا تدرك, وتصدق أن في حوصلتي درة كبيضة الأوزة, وجميعي أصغر
من بيضها, وقد كنت عهدت إليك أن لا تصدق بما لا يكون .
