اسباب افراز اللعاب والعلاج والتاثيرات الجسدية والنفسية

فرط إفراز اللعاب الأسباب والعلاج والتأثيرات الجسدية والنفسية :rolleyes:
يعد فرط إفراز اللعاب من المشاكل الشائعة بين الأطفال الذين يعانون من خلل عصبي مثل التخلف العقلي أو الشلل الدماغي، وكذلك البالغين الذين يعانون من مرض الرعاش (باركنسون)، أو الذين تعرضوا لسكتة دماغية. ويعتبر ضعف السيطرة على عضلات الفم والوجه من الأسباب الرئيسية لفرط إفراز اللعاب.

هناك العديد من العوامل المساهمة في هذا الاضطراب، تشمل سوء إطباق الأسنان ومشاكل متعلقة بوضعية الجسم وعدم الإحساس باللعاب.
ولفرط إفراز اللعاب مضاعفات جسدية ونفسية عديدة، بما في ذلك تشقق محيط الفم والجفاف والرائحة، والانعزال الاجتماعي، الأمر الذي قد يدمر حياة المريض وعائلته. وأما بالنسبة للعلاج، فيجب أن يتم على يد فريق من أخصائيي الرعاية الأولية وخبراء باثولوجيا النطق والمعالجين المهنيين (العلاج باستخدام نشاطات معينة) وأطباء الأسنان، وأطباء تقويم الأسنان، وأخصائيي الأمراض العصبية وأطباء الأنف والأذن والحنجرة.
وهناك خيارات علاجية تشمل التقليدية (منها مراقبة التغيّرات التي يشهدها الجسم) والقاسية (منها الأدوية والأشعة والجراحة). فمضادات الكولين على سبيل المثال، فعالة في خفض حدة إفراز اللعاب ولكن استخدامها يجب أن يكون محدودا بسبب آثارها الجانبية. والحقن بمادة “توكسين بوتولنوم نوع- أ” في الغدة النكفية والغدد تحت الفك السفلي، إجراء آمن وفعال في السيطرة على المرض ولكن تأثيره يزول بعد عدة أشهر، وعندها ينبغي تكرار العملية من جديد. وأما التدخل الجراحي الذي يشمل استئصال الغدة اللعابية أو ربط القناة اللعابية أو تغير مجراها، فيمثل الحل الجذري والأكثر فعالية لمشكلة فرط إفراز اللعاب، الأمر الذي سينعكس إيجابا على نوعية حياة المرضى وعائلاتهم.
وهناك ست غدد لعابية أساسية (غدتان نكفيتان وغدتان تحت الفك السفلي وغدتان تحت اللسان) وبضع مئات من الغدد الثانوية. وتقوم الغدد الأساسية بإنتاج 90% من كمية اللعاب التي تفزر يومياً والتي تقارب 5,1 لتر. في الحالة العادية أي عندما لا يكون هناك محفز، فإن الغدد تحت الفك السفلي واللسان تفرز 70% من كمية اللعاب اليومية. وأما بوجود المحفز، فإن مستوى تدفق اللعاب يزداد بمقدار خمسة أضعاف تنتج الغدد النكفية الجزء الأعظم من الكمية الإجمالية.
ويقوم اللعاب بعدة وظائف منها تنظيف الفم والمساهمة في توازن البيئة الداخلية له وضبط مستوى الحموضة فيه، فضلاً عن خصائصه الكابحة لنمو البكتيريا مما يعني أنه يلعب دورا في المحافظة على صحة الفم وتخفيف رائحة البخر، وفي عملية بلع الطعام أيضا، حيث إن أنزيم الأميليز الموجود فيه هو الذي يبدأ عملية هضم النشويات.
ويعمل النظام العصبي السمبتاوي على تغذية الغدة النكفية والغدد تحت الفك السفلي واللسان بالألياف التي تنبع من النخاع المستطيل وجسر المخيخ ونقطة الاشتباك العصبي، وتصب في العقد الأذنية وتحت الفك السفلي.
والألياف التي تنبع من الغدة الأذنية هي التي تتولى إدارة عملية الإفراز في الغدة النكفية، في حين أن الألياف التي تتفرع من الغدة تحت الفك السفلي تؤدي نفس الوظيفة للغدد تحت الفك السفلي وتحت اللسان.
ويتعزز إفراز اللعاب بواسطة أعصاب النظام السمبتاوي التي تحفز تقلص الألياف العضلية المحيطة بالقنوات اللعابية.
وفرط إفراز اللعاب هو حالة طبيعية عند الرضع ولكنه يتوقف عادة بعد بلوغ الشهر 16-18 من العمر، ولكنه يصبح مرضيا إذا ما ظهر بعد الرابعة من العمر. وتتراوح المضاعفات الفيزيائية والسيكولوجية لفرط إفراز اللعاب، بين الأعراض المعتدلة والمربكة وبين المشاكل الحادة التي يمكن أن يكون لها تأثير سلبي في نوعية الحياة. وأما المضاعفات الفيزيائية فتشمل تشقق محيط الفم والتعطن ( فساد الأنسجة) مع عدوى ثانوية. وتشمل المضاعفات السيكولوجية الانعزال وعدم المشاركة وارتفاع مستوى الاتكالية والحاجة إلى الرعاية الصحية.
الأسباب

ينجم فرط إفراز اللعاب عادة عن فشل عضلي عصبي، خلل في الإفراز أو عجز حسي أو عجز حركي ولكن السبب الأكثر شيوعا هو العجز العضلي العصبي. فعند الأطفال، عادة ما يكون للتخلف العقلي والشلل الدماغي دور في هذا الاضطراب، في حين أن مرض باركنسون لدى البالغين هو أحد أكثر أسباب فرط إفراز اللعاب شيوعا.
ويزداد إفراز اللعاب عادة بسبب وجود التهاب كالذي يحدث عند بدء ظهور الأسنان أو تسوس الأسنان أو عدوى تجويف الفم. ويمكن أن تكون الزيادة في إفراز اللعاب بسبب التأثيرات الجانبية لأدوية معينة مثل المهدئات أو مضادات التشنج، أو الإصابة بالارتجاع المعدي أو التعرض للسموم أو الإصابة بالكبد.
ويستطيع بعض المرضى في الظروف العادية، حل مشكلة هذا الإفراط في إفراز اللعاب بالبلع.
وعلى كل حال، فإن العجز الحسي يمكن أن يقلل من قدرة الشخص على الإحساس بسيلان اللعاب، كما أن العجز الحركي يمكن أن يقوض القدرة على تدبر الإفرازات المتزايدة.
وبالنسبة للتشوهات التشريحية، فعادة لا تكون وحدها السبب في فرط إفراز اللعاب، بل إنها تفاقم الأمراض المسببة له. فضخامة اللسان وعدم أهلية الفم هما عاملان مساهمان في سيلان اللعاب.
ولسوء الحظ، فإنه لا يمكن علاج هذه الحالات بسهولة. فسوء إطباق الأسنان أو المشاكل التقويمية الأخرى يمكن أن تفاقم من عدم أهلية الفم، ولكن تقويم الأسنان يمكن أن يقلل من مستوى الإفراز.
وتم تطوير اختبارات خاصة وأخرى عامة لتقييم مستوى الإفراط. وتعتمد الاختبارات العامة على تقنية المسح بالنظائر المشعة وحاويات خاصة لجمع اللعاب يتم ربطها إلى ذقن المريض وتستخدم لأغراض الدراسة فقط. وقد تم اعتماد مجموعة متنوعة من المعايير الذاتية لقياس مدى إفراط فرز اللعاب. وعلى الرغم من أن هذه المعايير مفيدة في تقييم ومراقبة مستوى التحسن، إلا أن تأثير المرض في نوعية الحياة يمثل أهم العوامل المستخدمة في تحديد مدى الحاجة إلى العلاج.
العلاج

من الأهمية بمكان تشكيل فريق من اختصاصات مختلفة من أجل التعامل مع فرط إفراز اللعاب. فطبيب الرعاية الصحية يلقي نظرة على التاريخ الصحي للمريض ويتركز عمله على الفحص الفيزيائي إلى جانب دراسة تأثير المرض في نوعية الحياة واحتمالات التحسن، بينما يعمل المعالج الفيزيائي والمعالج المهني على تحسين كفاءة آلية البلع وتقويم وضعية الجسم باستخدام أجهزة مثل الكرسي المتحرك.
وأما طبيب الأسنان وطبيب التقويم فيعملان على تقييم وعلاج مشاكل الأسنان والفم التي يعاني منها المريض، بينما يعمل طبيب الأنف ،الأذن والحنجرة على تحديد أسباب المشاكل التنفسية الهضمية ومن ثم معالجتها، مثل تضخم اللسان وتضخم اللوزتين وهما عاملان يساهمان في فرط إفراز اللعاب.
وباستطاعة أخصائي الأمراض العصبية وطبيب الأنف والأذن والحنجرة وطبيب الرعاية الأساسية، تقييم مستوى الاعتلال العصبي القحفي لدى المريض.
وبعد عملية التقييم الدقيقة، يتفق الفريق الطبي والمريض وعائلته على تحديد مجموعة من الخيارات العلاجية المناسبة. ويمكن البدء بالعلاج الأبسط الذي لا يتضمن إجراء جراحياً، وصولا إلى الأصعب فالأصعب إلى أن يتم حل المشكلة.
وبالنسبة للمشاكل البسيطة عند الأطفال بعد الرابعة من العمر والبالغين، فإن المراقبة هي أفضل خيار، كما يمكن علاج هذا النوع من المشاكل عن طريق برامج تهدف إلى تحسين السيطرة على عضلات الفم ولكن نادرا ما يتكلل ذلك بالنجاح.
ويجب تصحيح جميع العلل المتعلقة بوضعية الجسم، كما ينبغي علاج مشكلة سوء إطباق الأسنان وتسوسها. ويجب استئصال اللوزتين والغدد إن استدعت الحاجة، إضافة إلى أنه من الضروري أن يتم تزويد المريض بكرسي متحرك مناسب وبعض المشابك والدعامة الملائمة.
وتم علاج العديد من الحالات المعتدلة بأسلوب مراقبة الوظائف الفيزيولوجية وأسلوب التلميح، حيث يتم تدريب المرضى على الربط بين سلوك معين وإشارة محددة، مثل ربط عملية البلع أو تجفيف الفم بنغمة إلكترونية محددة. ويمكن استخدام هذه الأجهزة لعدة ساعات في اليوم ولكن عيب هذه الأساليب الرئيسي يتمثل في أن المريض يعتاد عليها، فتفقد دورها بعد استخدامها المتكرر. وتشير السجلات إلى أن أسلوب العقاب والثواب يساعد في علاج فرط إفراز اللعاب عند الأشخاص الذين يعانون من مرض عصبي معتدل. فيقوم مقدم الرعاية الصحية بمدح المريض الذي لا يسيل لعابه أو الذي لا ينسى تجفيف وجهه عندما ينسى أن يبلع ريقه.
وفي دراسة صغيرة طموحة، تبين أن الوخز بالإبر حسن حالة 7 من أصل 10 مرضى وذلك بناء على معايير ذاتية. وقد خضع هؤلاء على مدى 6 أسابيع لثلاثين جلسة وخز بالإبر في خمسة مواقع من اللسان.
وأشارت دراسات أخرى إلى أن قدرة الوخز بالإبر على علاج فرط إفراز اللعاب أمر مضمون. ولكن في حال لم يستجب المرضى للإجراءات البسيطة، عندها لابد من التفكير بالإجراءات القاسية التي تشمل الأدوية والمعالجة الإشعاعية والجراحة.

مضادات الكولين
تعمل مضادات الكولين على منع تحفيز النظام العصبي غير السمبتاوي من تحفيز الغدد اللعابية. وقد أظهرت عدة دراسات قدرة بعض هذه الأنواع من العقاقير في علاج فرط إفراز اللعاب. ولكن للأسف، فإن هذه العقاقير المنتخبة تسبب تأثيرات جانبية تتناسب شدتها طردا مع مستوى الفاعلية.
وعلاوة على ذلك لا ينصح الأطباء باستخدام هذه الأدوية عند المرضى الذين يعانون من الجلوكوما والاضطرابات المعوية المعدية والوهن العضلي، أو كبار السن الذين لا تقوى أجسامهم على تحمل هذه الأدوية.

توكسين بوتولينوم
أشارت التقارير إلى أن حقن توكسين بوتولينوم نوع A في الغدد اللعابية الموجودة تحت الفك السفلي واللسان يفيد في علاج فرط إفراز اللعاب. فقد تم حقنه استعانة بتقنية الأمواج فوق الصوتية، في الغدد النكفية لدى 10 مرضى بالغين، وتحسن 9 منهم من دون ظهور أية مضاعفات. واستمر مفعول العلاج نحو خمسة أشهر، مما يعني أن تكرار العلاج ضروري لسيطرة طويلة الأمد على المرض.

ضبط الارتجاع المعدي المريئي
كشفت الدراسات أن العديد من الأشخاص المصابين بقصر نمو أو بإعاقة عصبية الذين يعانون من فرط إفراز اللعاب، يعانون أيضا من الارتجاع المعدي المريئي. ويقال إن علاج الارتجاع يقلل من حدة فرط إفراز اللعاب، ولكن لم يتم تأكيد صحة هذا الافتراض، كما انه من غير المحتمل أن يكون للسيطرة على الارتجاع أي تأثير إكلينيكي على فرط افراز اللعاب.

العلاج الإشعاعي
تعريض الغدد اللعابية للإشعاع خيار علاجي معقول بالنسبة للمرضى المعمرين الذين لا يستطيعون تحمل الأدوية. فالإشعاع يسبب جفاف الفم الذي يمكن أن يدوم لأشهر وسنوات. ويمكن استخدام جرعة دقيقة ومخففة ويمكن تكرارها حسب الضرورة. ولا تظهر الأورام السرطانية الناجمة عن العلاج الإشعاعي إلا بعد مضي حوالي 10 15 سنة على الأقل، ولذلك فمن الممكن تطبيق هذا العلاج على كبار السن.

الخيارات الجراحية
تشتمل الخيارات الجراحية لعلاج فرط إفراز اللعاب على إجراء جراحة في الغدد والقنوات اللعابية وعملية جراحية لنزع أعصاب الغدد اللعابية. وتجرى هذه الجراحة من خلال الأذن الوسطى وصولا إلى الغدد اللعابية. ويعتبر هذا الإجراء من الإجراءات السريعة والبسيطة نسبيا ولا يحتاج إلى تخدير عام. ولهذه العملية عدة تأثيرات جانبية، ولا يفقد المريض حاسة الذوق، ولكن للأسف، تعود الحال إلى ما كانت عليه في غضون 6 18 شهرا نتيجة تخلق النسيج العصبي من جديد. بيد أن أكثر علاجات فرط إفراز اللعاب فعالية هو الجراحة التي تهدف إلى استئصال الغدد اللعابية أو تحويل مجرى القنوات اللعابية الرئيسية أو ربطها. ويشتمل هذا الإجراء عادة على ربط القناة النكفية أو تغيير مجراها مع استئصال الغدة تحت الفك السفلي أو إعادة توجيه القنوات اللعابية. ويتم استئصال الغدة تحت اللسان إذا ما تم تغير مجرى القنوات اللعابية لمنع تشكل أكياس حافظة اللعاب. ولكن الإجراء الجراحي النهائي يشتمل على ربط القناة النكفية واستئصال غدة الفك السفلي، وهي جراحة ناجحة وتقضي على المرض مع التسبب في ضعف في الوجه في بعض الحالات. وعلى الرغم من أنها جراحة كبرى وقاسية ولكن حدة فرط إفراز اللعاب تصل إلى مرحلة أحياناً تستوجب القيام بمثل هذه الخطوة.

منقوووووووووووووووووووول
تحياااااتي