بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
*
*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
القلوب البيضاء كوريقات الورد تتساقط بسهولة إذا ما هبت
عليها رياح الواقع بشدة //
هناك بشر بيننا قلوبهم بلون الثلج //
أحلامهم بنقاء الماء //
وخيالهم باتساع السماء وكبر الأرض //
لديهم قدرة على التسامح بلا حدود //
ويتمتعون بقدرة الاغتسال بماء الأماني //
وقدرة الحلم والانغماس فيه إلى آخر قطراته //
يمارسون دور حمام السلام //
ينشرون الحب على الأرض //
يسهمون في بناء مدن الفرح //
يسارعون لترميم انكسار القلوب //
يتحدثون بصوت النقاء والحب والحلم //
يشعرونك بأنهم قد اخترعوا البياض على الأرض //
يتمسكون بطفولتهم برغم السنوات //
تبقى قلوبهم في طور الطفولة //
لا تكبر أعماقهم ولا تتلوث أبداً //
ترتسم ملامح الطفولة على وجوههم //
أعينهم مرآة صادقة لأعماقهم //
تقرأ بأعينهم كل ما تخفيه أعماقهم //
فهم لا يجيدون التخفي والإخفاء //
ويفشلون في ارتداء الأقنعة //
حين يحبون يحبون بعنف //
وحين يخلصون يخلصون بعنف //
وحين يصدمون يصدمون بعنف //
وحين ينكسرون ينكسرون بعنف //
وحين يذبلون يذبلون بعنف //
وحين يبكون يبكون بعنف //
لا يخذلونك أبداً عند الحاجة إليهم //
فهم أول من يجيب سؤالك ويسترونه //
وهم أول من تلمحهم عيناك عند انكسارك //
وأول من ينشلك عند غرقك بأحزانك //
يمنحونك أنفاسهم عند الاختناق //
يحولون أيامهم إلى طوق نجاة يلقونه إليك //
يقتربون من الأرواح التي تمر في حياتهم حد الالتصاق //
يتعلقون بالتفاصيل والبقايا كثيراً //
يرافقهم حسن النية بالآخرين دائماً //
يتفننون بالتماس الأعذار للغير //
ولا يعرف الظن السيئ إليهم طريقاً //
لا يعترفون بالخيانة ولا يذيقون سواهم مرارة الغدر //
لا ينتظرون خنجر الغدر من يد صافحتهم //
يبدؤون بنقاء وينتهون بنقاء //
يسرق الحنين منهم جزءاً كبيراً من العمر //
يخلصون لحكايتهم حتى الموت //
وللأمس في أعماقهم معزة خاصة //
عاداتهم وأيامهم وكلماتهم ولوحاتهم ملونة بالتفاؤل //
لا يتعلمون من أخطائهم بسهولة //
يكررون الأخطاء كعادات طفولية //
يمنحون القلوب حولهم ثقة متناهية //
ولا يلمحون اللون الأسود في الحياة //
ولا يستوعبون واقع الفراق سريعاً //
!
!
من يحمل كل هذه الصفات ؟؟
إنهم أصحاب :
( القلوب البيضاء )
!
!
كلمة قبل الختام :
إن كنتم ممن يحيطون بأصحاب القلوب البيضاء //
فالتصقوا بهم جداً فهم عملة نادرة في زمن القلوب الملونة //
!
منقووول .
