بسمه تعالت قدرته
علي عليه السلام وشهر رمضان الاخير:
كان لشهر رمضان الاخير صفاء خاص للامام علي ع واضطراب وحزن لاهل بيته بناء لما كان قد اخبر به النبي الاكرم (ص) والعلائم التي يعرفها علي ع والتي كان يظهرها احينا فحصل اضطراب وقلق بين الاهل واصحابه المقربين فكان يقول أاشياء عجيبة
وفي شهر رمضان الاخير من عمره كان كل ليلة يضيف في مكان وكان ياكل القليل وكان أولاده متأثرين جدا عليه فيسألونه لماذا لا تأكل إلا القليل؟
لكنه كان يجيبهم ع: اريد أن ألقى الله وأنا جائع
فيفهمون أنه ينتظر شيئا ما قريبا لقد نظر الى السماء وهو يقول: من أخبرني هو حبيب النبي الاكرم وقوله صدق ... قريب .قريب ...قريب
وقد قال في يوم الثالث عشر من رمضان امرا مؤثرا اكثر من أي وقت مضى وكان على الظاهر يوم الجمعة عندما سأل أبنهك ولدي حسين كم يوم بقي من هذا الشهر؟
قال: سبعة عشر يوما
فقال علي ع: نعم إنه قريب تتبدل هذه الايام بالدم؟
وعندما كانت ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك كان ابناؤه في خدمته من الصباح الى المساء فذهب الامام الحسن ع الى بيته قليلا ليستريح
وقد كان لعلي ع مصلى وكان يتعبد فيه الله عزوجل ولا ينام الليل فعدما كان يفرغ من اعماله اليومية يذهب اليه ليختلي مع الله ويناجيه
الفجر لم يطلع بعد عندما عاد الامام الحسن ع ثانية الى مصلى ابيه _ كان امير المؤمنين ع يحب اولاد فاطمة الزهراء ع ويجلهم كثيرا ويحترم جدهم المصطفى (ص) وامهم الزهراء ع كثيرا_
فقال لولده: ولدي الحبيب عندما كنت جالسا هنا هذه الليلة الماضية اخذتني غفوة فرأيت النبي الاكرم فقلت له: يارسول الله لقد أصابني مما اصابني من امتك ما فعلت امتك بي؟ ماذا أفعل لهم؟
ثم قال ع: بني أمرني جدك وقال: ياحبيبي ياعلي ادعوعليهم فكان ان قلت: أبدلني الله بهم خيرا منهم وأبدلهم شرا لهم مني
إن هذا الموضوع في الواقع موضوع عجيب حيث لم يتعاون الناس مع علي ع لما رسمه لهم هذا الظلم الذي ظلموه لعلي ع اصحاب عائشة ونقضهم لبيعته ومعاوية والمظالم والجنايات التي ارتكبوها.....
معاوية الذي كان من اتباع الدنيا فهم وادرك ماالذي يغيظ علي ع وما الذي يكرهه علي ع فكان يفعل ذلك قصدا متعمدا وآخرها ما فعله الخوارج من تكفير علي ع وتفسيقله ولكمال عقيدته وإيمانه وإخلاصه
هل تعلمون ماذا فعلوا مع علي ع؟ فعندما يرى الانسان مصائب علي ع يحتار كيف تحمل ذلك رغم أن الجبال لا تتحمله؟؟؟
والسلام
المصدر: القصص المعنوية عند الشهيد مطهري
