«خليجي 17» : قمة مصيرية بين منتخبي السعودية والبحرين

يرفع منتخبا السعودية (حامل اللقب) والبحرين (وصيفه) شعار الفوز في مباراة القمة التي تجمعهما اليوم على استاد احمد بن علي في نادي الريان في الجولة الثالثة الاخيرة منافسات المجموعة الثانية ضمن دورة كأس الخليج السابعة عشرة التي تستضيفها الدوحة حتى 24 ديسمبر (كانون الاول) الحالي.
وفي المباراة الثانية تلعب الكويت مع اليمن على ملعب جاسم بن حمد في نادي السد. وتتصدر الكويت ترتيب المجموعة برصيد اربع نقاط، امام السعودية (3) والبحرين (2) واليمن (نقطة). وتحتاج الكويت الى نقطة فقط لحجز بطاقتها الى نصف النهائي، وسيكون التعادل كافيا للسعودية للتأهل في حال فوز الكويت على اليمن او حتى تعادلها معه، وتكمن فرصة البحرين بالفوز على السعودية فقط والا ستودع من الدور الاول. وكانت السعودية قد توجت بطلة في «خليجي 16» العام الماضي في الكويت بفارق نقطة واحدة عن البحرين.
يذكر ان منتخبات السعودية والبحرين والكويت قد تأهلت الى الدور الثاني الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى نهائيات مونديال 2006 في المانيا. وتغلب الاثارة على مباريات السعودية والبحرين في دورات الخليج رغم ان الاولى تتفوق بسبعة انتصارات مقابل ثلاثة للبحرين، فيما تعادلتا اربع مرات، وفي الدورة الماضية فازت السعودية 1 ـ صفر.
وتختلف ظروف المواجهة هذه المرة، فالمنتخبان يستعدان للمرحلة المقبلة المتمثلة بتصفيات المونديال حيث وقعت السعودية في مجموعة واحدة مع الكويت وكوريا الجنوبية واوزبكستان، والبحرين مع اليابان وايران وكوريا الشمالية، كما انها حاسمة لتأهل احدهما الى نصف النهائي.
فالسعودية خسرت مباراتها الاولى امام الكويت 1 ـ 2 بعد ان كانت متقدمة حتى ربع الساعة الاخير في مباراة شهدت احداثا كثيرة اثرت على حامل اللقب، منها اهدار محمد الشلهوب ركلة جزاء وطرد محمد نور وخطأ المدافع رضا تكر والحارس محمد الدعيع الذي تسبب في هدف الفوز للكويت، ثم فازت على اليمن بهدفين نظيفين فقط مع انها سيطرت على معظم فترات المباراة.
اما البحرين فصدمت منذ البداية، حيث خاضت مباراتها الاولى مع اليمن بتسرع ففقدت نقطتين ثمينتين قد تكلفانها الخروج مبكرا من البطولة التي رشحها الجميع للفوز بها للمرة الاولى في تاريخها بناء على مستواها المرتفع ونتائجها في الفترة الاخيرة.
وبعد التعادل مع اليمن 1 ـ 1، فقدت البحرين نقطتين اخريين بنتيجة مماثلة مع الكويت التي تقدمت اولا وصعبت عليها المهمة. ولم يقدم المنتخبان السعودي والبحريني مستواهما المعهود مع تحسن للاول في مباراته الثانية، لكن الامور باتت اوضح الان بالنسبة الى المدرب الارجنتيني غابرييل كالديرون الذي يقود «الاخضر» للمرة الاولى ومن المتوقع ان يدفع بتشكيلة قوية امام البحرين.
وسيعود الى التشكيلة السعودية محمد نور، الورقة الرابحة في وسط الملعب، والى جانبه خميس العويران الذي لعب احتياطيا امام اليمن، ومحمد الشلهوب المتحرك جيدا في هذه الدورة، وابراهيم سويد الذي ابلى بلاء حسنا في المباراة السابقة، وسيتراجع سويد الى الوسط لمنح الفرصة لمرزوق العتيبي للمشاركة اساسيا ايضا مع ياسر القحطاني في خط الهجوم. وسجل العتيبي الهدف الاول امام اليمن بتمريرة من سويد، ثم سجل الاخير الثاني من ركلة جزاء احتسبت اثر خطأ على القحطاني. ورغم الخطأ الذي ارتكبه في المباراة الاولى، يبقى رضا تكر لاعبا مؤثرا في الدفاع السعودي الى جانب حمد المنتشري ونايف القاضي واحمد الدوخي، ومن خلفهم يوجد الحارس الدعيع الذي بدأ يستعيد ثقته تدريجيا.
وقد يضطر كالديرون الى الدفاع في البداية لان منافسه الكرواتي يوريسيتش ستريشكو مدرب البحرين سيعتمد اداء هجوميا اذ لا خيار له سوى الفوز للبقاء في دائرة المنافسة على اللقب.
واللافت ان المنتخب البحريني بدا بعيدا جدا عن مستواه حتى الان، ولم يتخلص لاعبوه على ما يبدو من العبء النفسي الذي خلفه تعادلهم مع اليمن في الجولة الاولى فبقيت الامور على حالها امام الكويت، ما دفع بستريشكو الى القول ان منتخبه يعاني من عدم وجود هداف يترجم الفرص امام المرمى. واجاد المنتخب البحريني السيطرة الميدانية وخلق الفرص لكن لاعبيه اهدروها تباعا جراء هبوط مستوى العديد منهم وفي مقدمتهم محمد سالمين وطلال يوسف افضل لاعب وهداف على التوالي في «خليجي 16» وهما يشكلان العمود الفقري للمنتخب.
وبدا علاء حبيل شبحا للمهاجم الذي لفت الانظار في كأس اسيا وتوج هدافا لها برصيد خمسة اهداف (بالتساوي مع الايراني علي كريمي)، كما افتقد شقيقه محمد التمريرات المتقنة وكان شبه غائب عن المجريات، ولعب المهاجم حسين علي «بيليه» دور المشاكس لكن من دون خطورة ملحوظة، كما ظهرت علامات عدم الثبات في مستوى دفاعه وحارس مرماه.
وفي تشخيص ادق، يمكن القول ان المنتخب البحريني فقد في المباراتين الاوليين من «خليجي 17» ما عمل على بنائه طوال اربع سنوات، وسيكون الاختبار الاصعب له في المجموعة مع السعودية المحك الرئيسي لاستعادة هيبته.
ولا يصدق ستريشكو ما يحصل مع منتخبه حيث ابدى استغرابه ودهشته لاداء اللاعبين واهدارهم العديد من الفرص السهلة امام اليمن والكويت، واكد «مباراتنا المقبلة مع السعودية مفترق طرق حاسم ولا مخرج لنا سوى تحقيق الفوز للتأهل الى نصف النهائي ولكن يتعين علينا تصحيح بعض الاخطاء خصوصا في العقم الهجومي لمواجهة السعودية».
* الكويت ـ اليمن: بغض النظر عن حسابات التأهل، فان المنتخب اليمني حقق نسبة كبيرة من الاهداف التي شارك من اجلها في هذه الدورة لانه لعب بحدود امكاناته في المباراتين الاوليين، ومن المتوقع ان يفعل ذلك ايضا امام الكويت مع ميل الى الهجوم اكثر بعد ان كسر حاجز الرهبة في هذه المجموعة.
وكان مدرب اليمن، الجزائري رابح سعدان، واضحا قبل انطلاق «خليجي 17» بقوله ان المركز الرابع في المجموعة سيكون من نصيب منتخبه لانه سيواجه ثلاثة منتخبات قوية تأهلت الى الدور الثاني في تصفيات المونديال، وذلك تعامل مع الامور بواقعية، فصمد امام البحرين، وكان ندا للسعودية رغم خسارته بهدفين لانه حصل على عدد من الفرص للتسجيل، وسيحاول الخروج بافضل الممكن امام الكويت.
لكن عامل الخبرة يصب بوضوح في مصحلة المنتخب الكويتي حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (9) والذي تعامل بذكاء مع مجريات المباراتين السابقتين.
قطر تهزم عمان وترافقها لنصف النهائي من جهة اخرى تعادلت الامارات مع العراق 1 ـ 1 امس في الدوحة في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الاولى في مسابقة كأس الخليج السابعة عشرة لكرة القدم. وسجل فيصل خليل (68) هدف الامارات، وقصي منير (90 من ركلة جزاء) هدف العراق. وكانت قطر قد فازت على عمان 2 ـ 1 وتأهلتا معا عن المجموعة الى الدور نصف النهائي.
وتتصدر عمان الترتيب برصيد 6 نقاط مقابل 5 لقطر و2 لكل من الامارات والعراق.
ولم يشهد الشوط الاول اي فرصة حقيقية ومباشرة من الجانبين رغم المحاولات الهجومية والتسديدات المتعددة للعراقيين الذين فشلوا في هز شباك المنتخب الاماراتي علما بان مدربه الهولندي اد دي موس اختار تشكيلة هجومية من ثلاثة عناصر، هم سالم خميس واسماعيل مطر وفيصل خليل لكن الاعتماد في الطلعات الهجومية القليلة كان على واحد منهم او على المدافع المتقدم فهد مسعود من الجهة اليمنى، فكان الاداء عقيما والتهديد غائبا لمرمى العراق.
وفي الشوط الثاني، تابع المنتخب الاماراتي اداءه المدرسي، والعراقي سيطرته الميدانية لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفنه بعدما تمكن منافسه من خطف هدف السبق مستفيدا من خطأ دفاعي خلافا لمجريات اللعب، لكن ركلة جزاء مثيرة للجدل اعادت التعادل للعراقيين في الوقت بدل الضائع. وسيطر المنتخب العراقي على المجريات منذ البداية وقاد عدة هجمات خطرة اهمها تسديدة نشأت اكرم التي تصدى لها الحارس وليد سالم وأحدثت دربكة امام المرمى ثم ابعد الدفاع خطرها (5)، ونفذ هوار محمد ركلة حرة جانبت القائم الايسر لمرمى سالم (7). وتابع المنتخب العراقي افضليته بوضوح وحاول مرات عدة قبل ان يحصل الاماراتي على ركلة حرة على مشارف المنطقة تصدى لها الاختصاصي سبيت خاطر لكنها علت العارضة (13)، وتابع رزاق فرحان برأسه بطريقة انيقة بعدما وصلته من الجهة اليمنى فابتعدت قليلا عن القائم الايسر (14).
وحصلت الامارات على ركلة حرة اخرى نفذت بسرعة ولم تستغل بسبب تسلل اثنين من المهاجمين (17)، وتسديدة ارضية للمهاجم العراقي صالح سدير بجوار القائم الايسر ايضا (18)، ونفذ فهد مسعود ركلة حرة ثالثة للامارات فارتدت من الحائط البشري الى بشير سعيد الذي صوب اول كرة على المرمى العراقي ابتعدت عن الخشبات (20).
وامسك وليد سالم تسديدة مركزة من رزاق فرحان (21)، وانخفضت وتيرة الايقاع خصوصا من الجانب العراقي مع اصابة لاعب الوسط نشأت اكرم الذي استبدل بحسن تركي (30)، ونفذ المنتخب العراقي رمية جانبية من الجهة اليمنى تابعها يونس محمود برأسه وقلبها رزاق مقصية خلفية لامست سطح الشبكة من الاعلى (31)، وسدد سبيت خاطر كرة بعيدة عن مرمى الحارس العراقي الاحتياطي احمد علي جبر (38).
وخطف احمد علي جبر كرة من امام قائد الامارات فهد مسعود الذي انسل خلف الدفاع وانفرد (40)، وكاد المنتخب العراقي يخطف هدفا في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع من كرة عرضية ارسلت من الجهة اليمنى ابعدها الدفاع في الوقت المناسب مع صافرة الحكم.
وبكر المنتخب العراقي بمحاولاته في الشوط الثاني كان اولها من جانب يونس محمود لكن وليد سالم سبقه الى الكرة (46)، وفشل 3 لاعبين عراقين في اصابة الكرة التي اخترقت المنطقة من يمينها الى يسارها بموازاة المرمى وخرجت الى ركنية عند القائم الايمن (47)، وعكس رزاق فرحان كرة خطرة جدا من الجهة اليمنى طال مداها قليلا وخرجت لم يستفد منها هوار محمد الذي عاد وسدد كرة قريبة ارتطمت باقدام المدافعين وخرجت الى ركنية (54).
واخرج اد دي موس المهاجم اسماعيل مطر وادخل مكانه المهاجم محمد سرور، وعاند الحظ العراقيين ورفضت الكرة دخول المرمى من ركلة ركنية ومتابعة رأسية من هوار محمد ارتدت من العارضة وتابعها الدفاع الى ركنية لم تثمر (58)، واجرى المدرب العراقي تبديلا هجوميا فاخرج يونس محمود وادخل عماد محمد (63).
وفي خضم السيطرة العراقية، ارتد المنتخب الاماراتي في واحدة من هجماته العكسية النادرة في هذا الشوط وعكس محمد سرور كرة من الجهة الى حيدر الو علي، بديل سالم خميس، في الجهة اليسرى فاعادها الى فيصل خليل الذي استفاد من سوء التغطية الدفاعية وانفرد بالحارس ثم مر منه واودع الكرة الشباك دون عناء (68).

يسلمو