ولدت بدون ذراعين... فظهرت موهبتها في الفن التشكيلي
[align=center]http://www.alwatan.com.sa/daily/2004...MIS.p24.n5.jpg
ولدت بدون ذراعين... فظهرت موهبتها في الفن التشكيلي
تغلبت فتاة مصرية على إعاقتها الشديدة واستطاعت أن تعمل وتبدع وتبتسم للحياة، كريمة مختار ولدت من دون ذراعين، ولكنها رغم ذلك استطاعت أن تتكيف مع الإعاقة، ليس ذلك فحسب، ولكنها استطاعت أن تمارس الفن التشكيلي وتبدع لوحات جميلة أشاد بها الاختصاصيون، تقول كريمة "أفعل أشياء كثيرة ومنها ارتداء ملابسي وإشعال البوتاجاز، واستخدام السكين في تقطيع الخضراوات بمهارة شديدة، إضافة إلى تنظيف الأسماك وتقشيرها، والأهم من ذلك أنني تعلمت فنون الطهي وأستطيع استعمال الأدوات الكهربائية والرد على الهاتف وتناول المشروبات والمأكولات، إضافة إلى غسل الملابس".
ورغم أنها خرجت إلى الحياة من دون ذراعين لم تعترف كريمة يوماً بعجزها ولم تستسلم لهذه الإعاقة واستطاعت أن تحقق ما عجز أقرانها الأسوياء عن تحقيقه، وبدأت تنمي حواسها وقدراتها حتى تتمكن من حذف كلمة الإعاقة من قاموس حياتها, فتفجرت من بين قدميها أجمل اللوحات وأرق التشكيلات واشتركت وأقامت عشرات المعارض الفنية في جهات عديدة من أهمها دار الأوبرا المصرية التي اقتنت لوحتين من أعمالها لتزين بهما جدرانها, علاوة على تكريمها في العديد من المؤسسات الثقافية والفنية خلال مسيرتها الفنية.
بعد طول انتظار ظل الأبوان في حالة ترقب شديد لقدوم المولود الجديد، وفى يوم السابع والعشرين من شهر سبتمبر في عام 1967 ولدت كريمة مكتملة النمو والأعضاء عدا ذراعيها، أصيبت الأسرة بدهشة عقدت لسانها من هول المفاجأة، وفى النهاية وبعد جولة لدى عدد من الأطباء استسلم الجميع لقضاء الله، وكان لابد من وجود أسلوب للتعامل مع هذا الوضع، فكان أقرانها يحضرون إلى منزلها للعب معها ثم ينصرفون إلى منازلهم،
وفجأة اختلت طبيعة العادة التي اعتادت عليها الطفلة فلم تعد ترى الأطفال بانتظام وهنا علمت بأنهم قد توجهوا إلى المدرسة، فطلبت هي الأخرى من والدها أن تذهب إلى المدرسة إلا أن بعض المدارس رفضت قبولها، إضافة إلى تخوف والديها من قسوة الأطفال وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، فبدأت الأسرة في تعليمها القراءة والكتابة بقدميها وتطويع إمكانياتها وقدراتها على أمل الالتحاق بالمدرسة في وقت ما.
بدأت كريمة رحلتها الفنية بطريق الصدفة، وبحكم أن والدها كان فناناً متميزاً من خلال الرسم على الزجاج وتصميم لوحات فنية باستخدام الزجاج المعشق بدأت كريمة تتأمل أصابعه وذوقه العام في استخدام الألوان، ثم بدأت تمسك بالفرشاة بقدميها حتى أجادت التحكم فيها، وبدأت تقلد رسومات والدها ولكن من خلال الورق فصارت تنقل الصور الطبيعية من الكتب والمجلات حتى أصبحت قادرة على ترجمة ما يجول في خيالها وما تختزنه مشاعرها، وبعد ذلك شعرت بأن للرسم قدرة هائلة على تفجير طاقاتها وهمومها وأحزانها، ومن ثم أصبح متنفسا وطريقة تشغل بها وقت فراغها.
ظلت كريمة على هذا الحال لمدة عامين حتى انطلقت مع أسرتها في زيارة لأتيليه القاهرة وهناك التقت بكبار الفنانين وأطلعتهم على بعض أعمالها فأثنوا جميعاً على أعمالها ووصفوها بأنها تتسم بالعمق الشديد والرؤى المتعددة، وتحمس جمع من الفنانين لأعمال كريمة وساعدوها في تنظيم أول معرض لها بدار الأوبرا المصرية عام 1990 ضم 72 لوحة فنية تشكيلية, وحضر الافتتاح جمع غير مسبوق من الفنانين الكبار وكانت مثار دهشة وإعجاب الجميع.
ومنذ هذا التاريخ والعروض تنهال عليها لإقامة المعارض أو المشاركة ببعض الأعمال بقصور الثقافة ومراكز الشباب والعديد من الجامعات ووزارات الشباب والزراعة، وشاهد الفنان الدكتور أحمد نوار أعمالها وأبدى إعجابه بالتلقائية التي تتضمنها، وأكد على أن هذه الأعمال تتميز عن أعمال المحترفين، وطالبها بضرورة التمسك بهذا الخط في هذا المجال .
تحياتي
أمير العاشقين
ساكب الدمع الحزين[/align]
