موضوع قرأته في كتاب وأعجبني
عزرائيل يجيب على تلك السئلة
مالصراط المستقيم؟
جسر ينصب فوق جهنم,ولا يدخل الجنة احد مالم يمر عليه وإنه لآدق من الشعرة وأحد من السيف وأحمى من النار, فإذا جمع الله الآولين والاخرين أمر بجهنم فجيئت تقاد بألف زمام يقودها بكل زمام مائة ألف ملك من الغلاظ الشداد لها هدة وتغيظ وزفير وإنها لتزفر الزفرة فلولا ان الله عز وجل اخرهم إلى الحساب لآهلكت الجمع وإنه ليخرج منها عنق يحيط بالخلائق البر منهم والفاجر,فما خلق الله عز وجل عبداً من عباده ملكا ولا نبيا الا نادى: رب نفسي نفسي, والنبي محمد ينادي: أمتي أمتي, ثم يوضع عليها الصراط عليه عقبات وقناطر ومواقف مهولة للسؤال والمحاسبة كالآمانة وصلة الرحم والولاية وغيرها, فيكلف الناس بالمرور عليه, فتحبسهم العقبات فإن نجوا من واحدة منها حبستهم الثانية وهكذا, وهم بين متعلق وقدم تزل وقدم تستمسك والملائكة حولهم ينادون : يا حليم اغفر واصفح وعد بفضلك وسلم سلم, والناس يتهافتون فيها كالفراش وإذا نجا ناج برحمة الله عز وجل نظر إليها فقال الحمد لله الذي نجاني منك بعد إياس بمنه وفضله إن ربنا لغفور شكور.
وكم من الزمن يقتضيه جواز الصراط لجائزيه؟
ليسوا في ذلك سواء فمنهم من يمر مثل البرق ومنهم من يمر مثل عدو الفرس ومنهم من يمر متعلقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا, ومرد كل ذلك الى اعمالهم ودرجاتهم, وإلا فمن الناس من يحبس عند العقبة الواحدة الاف السنين حتى يجوزها لغيرها, ومنهم من يهوى من على الصراط الى النار عند اول عقبة منه فلا يجوزها الى غيرها.
وما اشد تلك العقبات؟
كلها شديدة ومهولة ولكن لعقبة المظالم حقوق العباد مالها فهي المرصاد التي قال في شأنها الله:(إن ربك لبا لمرصاد))
واقسم بعزته وجلاله ان لايجوزه فيها ظلم ظالم لعباده, لان الله يرحم ويعفو عن المذنب ذنوبه وتقصيره فيما بينه وبينه ان تاب, لكنه لايعفو عن ظلم ظالم وقع منه على عباده الاخرين وان تاب!الا ان يعفو المظلوم عن ظالمه,او فانه ينتصف للمظلوم من ظالمه!
وكيف يكون ذلك؟
يؤخذ للمظلوم من الظالم من حسناته بقدر حق المظلوم فيزداد على حسنات المظلوم.
فان لم يكن للظالم حسنات؟
فان للمظلوم سيئات تؤخذ من سيئات المظلوم فيزداد على سيئات الظالم.
** حقا ان يوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم.
**بل ان الانسان ليطالب في هذه العقبة ذويه واحبته في الحياة الدنيا بحقوقه وهم يفرون منه خوفا من هذه المسائلة وذلك مصداق قوله تعالى: (يوم يفر المرء من اخيه * وامه وابيه * وصحبته وبنيه * لكل امرىء منهم يومئذ شان يغنيه)
تحياتي
:embarrest:كروزه
