في كل زمانٍ يوجد موسى (ع) ويوجد فرعون وفي كل زمانٍ يوجد الحسين(ع) ويوجد يزيد ، بهذه الملازمة تكون كل مواجهة بين الحق والباطل متواجدة اينما يحل الباطل نجد العدل قباله يردعه ويزجره فكذلك في كل زمانٍ توجد " فاطمة (ع)" وتوجد القيادة الزائفة ان هذه الملازمة تُشعر الامة بضرورة وضع الحلول والعلاج لكل مشكلة فسادٍ تحصل في المجتمع لتحقق حالةً من الاستمرار في الاتجاه الصحيح نحو الحق وإعلاء كلمة " لا إله إلا الله " في ربوع المعمورة لان تشريع فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما كان من اجل ان تحافظ الامة على خصوصيتها الداخلية وتنظيف المجتمع من الافراد الفاسدة التي تريد ان تهلك الحرث والنسل وتجعل من الارض مستعمرة الاهواء والرغبات والميولات الشخصية بدل مستعمرة السماء التي يجب ان يعمرها ويبنيها ليعيش عليها بالتراحم والتواد فيما بين افراد المجتمع (( هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ))(هود: من الآية61) .
وشرع الله الجهاد لمحاربة العدو الخارجي الذي يريد ان يهدم اركان الدولة الاسلامية ويجعل منها تابعاً له (( وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ))(النساء: من الآية89) .
لقد تحركت فاطمة (ع) وفق المبادئ التي رسمها الاسلام بعد ان رأت ان فساداً بدأ يضرب بقلب الامة وفي صميمها وهو موقع " القيادة " التي تعد دعامة الامة وواجهتها ، وترك الامة لوصي النبي(ص) الذي نصبه يوم غدير خم على مشهد مئة ألف او يزيدون ، ونَكثَت الامة عهدها وميثاقها بعد ان اخذ الله البيعة منهم قبل رسوله(ص) لعلي بن ابي طالب (ع) (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ ( وليس يد محمد (ص)) فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ))(الفتح: من الآية10) .
لقد نقضوا البيعة وقتلوا البضعة(ع) ولزموا الفرقة وسقطوا في الفتنة ، وتركوا الاسلام وساروا من النور الى الظلام ، ومن ورائهم حساب وعقاب وعذاب وسيصلون بعملهم هذا سقر وما ادراك ما سقر .
بأيِّ وجهٍ يقابل المنافقون والمنقلبون على رسول الله (ص) ربهم ورسوله (ص) يوم القيامة وهل انتهت المظلومية التي سقطت على فاطمة(ع)ام ان الامة بتركها لفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم اعطاء الحق لاهله ستبقى مشتركة في الظلم على بضعة النبي(ص) .
ان ارجاع حق اهل البيت(ع) وخصوصاً الى امامنا الفعلي الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه) مرهون بوعي الامة وتفاعلها مع حركته وتربية افرادها لانفسهم وإلتزامهم بشريعة ربهم قال الامام (عجل الله فرجه) في رسالته للشيخ المفيد (ره)(( فما يحبسنا عنهم ــ أي شيعته ــ الا ما يتصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم )) ؛ فإننا نقول ان الامام منتظِر ــ بكسر الظاء ــ وليس منتظَر ــ بفتح الظاء ــ فإنه (ع) ينتظر من الامة ان تصل الى المستوى المطلوب ليظهر ويسترجع الحقوق .
فهل ستبقى الامة مستمرة بالظلم له ولجدته الزهراء (ع) .
