مقتل القاضي والنائب اللبناني عيدو في تفجير غرب بيروت

مصرع جنديين في نهر البارد والجيش اللبناني يمشط مواقع «فتح الإسلام»
مقتل القاضي والنائب اللبناني عيدو في تفجير غرب بيروت
بيروت، نهر البارد - أ ف ب، رويترز
شهد لبنان أمس حادث اغتيال جديداً استهدف أحد نواب المعارضة، فيما قتل جنديان في الاشتباكات التي تواصلت بين الجيش وعناصر «فتح الإسلام» في نهر البارد.

فقد أكد مصدر أمني أن عشرة أشخاص من بينهم القاضي والنائب في الغالبية النيابية المناهضة لسورية وليد عيدو وأحد أبنائه قتلوا في حادث التفجير الذي وقع عصر الأربعاء في منطقة المنارة الساحلية غرب بيروت.

وأوضح المصدر أن خالد النجل الأكبر للنائب عيدو من بين القتلى إضافة إلى اثنين من المرافقين وستة مدنيين. وأصيب في الانفجار 11 مدنيا بجروح وفق المصدر نفسه.

وفي ردود الفعل، أعرب البيت الأبيض عن «أسفه» لاغتيال عيدو، وكرر دعمه لحكومة فؤاد السنيورة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو إن «الولايات المتحدة تأسف للاعتداء الأخير».

يذكر أن عيدو هو من كتلة نواب تيار المستقبل التي يرأسها زعيم الأكثرية النيابية المناهضة لسورية النائب سعد الحريري.

إلى ذلك، أعلن متحدث عسكري أن «ضابطاً وجندياً استشهدا برصاص قناصة من مجموعة (فتح الإسلام)». وبذلك ترتفع حصيلة المواجهات منذ اندلاعها في 20 مايو/ أيار إلى 130 قتيلا بينهم 63 عسكرياً و50 من «فتح الإسلام».

وعمل الجيش اللبناني أمس على تنظيف مواقع تمركز فيها أخيراً على أطراف نهر البارد من الألغام، فيما استمرت الاشتباكات متقطعة مع عناصر «فتح الإسلام». وأفاد متحدث عسكري أن «الجيش ينظف الأماكن التي تمركز فيها الثلثاء من الألغام والفخاخ».

وشهد مخيم نهر البارد منذ الصباح اشتباكات متقطعة «تزداد عنفاً حيناً وتخف حيناً آخر» وفق المصدر نفسه وخصوصاً على المحورين الشمالي والشمالي الشرقي.

وقال شهود إن قذائف مدفعية ثقيلة من عيار 240 ملليمتر نقلها الجيش إلى شمال لبنان لاستخدامها خلال الأيام المقبلة في المعركة ضد المتشددين في المخيم. وأكد مصدر عسكري عزم الجيش على إنهاء المهمة مهما كلفه الأمر.

من ناحيته لفت عضو وفد رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج، الذي كان يفاوض قائد «فتح الإسلام» شاكر العبسي، الى أن العبسي ومساعده أبوهريرة لم يظهرا في المخيم منذ أسبوع.

وقال الحاج الذي أصيب برصاصة في قدمه الاثنين الماضي خلال وجوده في نهر البارد «خلال وجودي هناك حاولت بشتى الطرق الوصول إلى العبسي ولكن كل المصادر التي سألتها أكدت أن أحداً لم يره ولم ير أبوهريرة منذ خمسة أيام».

في هذا الوقت سجل خروج من تبقى من المدنيين في المخيم ارتفاعاً ملحوظاً في اليومين الأخيرين. وارتفع عدد الذين نزحوا خلال الساعات الثماني والأربعين الأخيرة إلى نحو 450 لاجئاً على الأقل مع مغادرة قرابة 200 مدني الثلثاء و250 مدنياً الاثنين الماضيين.

ومازال في المخيم نحو ثلاثة آلاف مدني فلسطيني (من أصل 31 ألفاً) ممن لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في النزوح، وهم متجمعون في الناحية الجنوبية أي داخل المخيم القديم حيث تقوم مجموعات فلسطينية مسلحة رافضة لـ»فتح الإسلام» بتوفير الحماية لهم.

ومن جهتها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان السلطات اللبنانية بسوء معاملة المدنيين خلال هروبهم من المعارك.

وقالت مسئولة في المنظمة سارة ليا ويستون «من حق القوات اللبنانية استجواب فلسطينيي نهر البارد حول (فتح الإسلام)، إلا أن اللجوء إلى العنف الجسدي يناقض من دون شك القانون اللبناني والمعايير الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان».

في غضون ذلك، تواصل القوى الأمنية حملة المداهمات وتعقب عناصر أصولية على علاقة بما يجري في نهر البارد. وقد ارتفع عدد الموقوفين الذين ادعى عليهم القضاء العسكري إلى 38 شخصاً.

واشنطن أعطت باريس الضوء الأخضر للاتصال بدمشق

اريس - د ب أ

أفادت تقارير أمس بأن الولايات المتحدة تدعم إجراء فرنسا اتصالات مباشرة مع سورية والقوى المؤيدة لدمشق في لبنان. وقالت صحيفة «لوكانار أونشانيه» الفرنسية الأسبوعية إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أعربت لنظيرها الفرنسي برنار كوشنير عن تفهمها لإجراء هذه الاتصالات مشيرة إلى المحادثات التي تعتزم أميركا القيام بها مع إيران.

وأضافت الصحيفة أن كوشنير يريد تجميع مختلف القوى اللبنانية بما فيها حزب الله في مؤتمر تستضيفه فرنسا نهاية يونيو/ حزيران الجاري. في الوقت نفسه تسعى الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة الرئيس نيكولا ساركوزي لإعادة الحوار الداخلي اللبناني إلى مساره.