لاأعــرف اين أذهب بوجهي في كل مرة تشكو الي زوجة أبني حالها مع أبني ((ســالم )) لقد صارت رقبتي قصيرة وأسود وجهي من سـوء فعلــه !!
الهــذا ربيتــه وعلمتــه ؟! ..هل قلت (ربيتـه ) ؟!!
أعتقد انه حان الوقت لادقق في عباراتي جيدا ...
يجب ان اعترف بتقصيري اذا انني تركت ثغرات كثيرة استطاع الشيطان أن ينفذ منها الى قلب سالم وعقلــه !!
في كل مرة تشكو الي زوجته حالها معه , اعود للوراء لتذكر تفاصيل دقيقة كانت تمر دون ان اعيرها اهتمامي !!
فمثلا المصروف الذي كنت أمنحه سالم حين كان شابا صغيرا لم أكن لأساله عنه أين وضعه وفيم أنفقـــه ؟!
وعندما كانت مصاريف سالم تزيد ماكنت لأحاول مراجعته في الأمر , بل ظننت هذا أمرا طبيعيا لشاب في مثل سنــه .
ولا انسـى موقفـي الباهت الضعـيف من شــرب سالم للدخـان حين أعلمتني والدته ,,,
اذ عددت ذلك مــوضة بين جيلــه وغــدا يكــبر ويتركــها !!
ويبدو أن هذه الخطوة كانت الأولى في صعوده الى الهاويـة
ولكنها مع الأسف لم تكن الأولى لصحوتي ...
فما زلت أسير في درب أشيد البناء من الخارج وأهدم الأساس من الداخل وأنا لا أدري !!
كان تصريح القيادة الذي استخرجته له تصريحا لدخول حياة موحشة ومؤلمة ,,,
يأخذ السيارة في أي وقت ويذهب بها حيث شــاء.
( لقد حذرته ألا يأخذالسيارة الا في أوقات معينة , ولكنه لا يحترم كلامي !! انني لم أعلمه كيف ينبغي له أن يتعامل مع والده !!
لم أتخذ في حياتي معه قرارا صارما ,ولم أطبق مرة واحدة عقوبة قاسية تجاهه .
لقد أرخيت له الحبل ,وجعلت ظهري له مهادا , وجيبي مصرفا ,عاملته بطريقة حضارية زائفة, ومنحته كامل الثقة ...
تــربية سيـئة حصــدتها نــدمـا !!
نسيت أن الشيطان ينتظر لحظة الا نقضاض على فريسته ... نسيت ان الشهوات تتنازعـه وأن للنفس الامارة جولة قد يعقبها الانحراف والضــياع !!
ويوم كبر واستوى على عوده !! فلم اعد اساله عن روحاته وغدواته ولا عن سهراته وسفراته .
ودخل الجامعة _ وبدأت أمواج السهر تجرفه بشدة وكثر خروجه من البيت , وتخلف عن محاضراته .
لم تهزني تلك التغيرات انما اكتفيت بان أرقبها عن بعـد ...
فرطت كثيرا اذ لم احاول مرة واحدة التعرف على اصدقائه او حتى على اسمائهم ,,,
لم اساله من يخالل ؟ واين يسهر ؟ وماذا يفعل خارج البيت ؟
ولكن ... وما أسوأ لكن حين تأتي بعد ندم طويل ملىء بالأحلام العذبة والجميلة ...
ولكن صحوت على دوي انفجار شنيع وطرق قوي متتابع على مغاليق عقلي خلخل بنيانا أقمته على شفا جرف هار فعراه وفضحه ...
تنبهت فاذا بابني سالم مدمن مخدرات ّّّّّّّ,,,
خطوات متداخلة ثقيلة , عقل حائر مضطرب ووجدان عليل تائه ماذا أفعل ؟؟
حاولت ثنيه عما هو فيه ,استجمعت قواي لأقول له لأول مرة وبصوت قوي : تـــــــــوقف .
تقدمت خطوتان للأمام , ,,
واستبشرت خيرا ,ووجدت الحل في تزويجه بعد ان خسر الجامعة , وكاد ان يخسر نفسه , ازوجه لأصرفه عن رفقاء العفن ,,,
بحثت له عن الشابه الطيبة التي تدفعه لطريق النور ,,,
(ربما اني ظلمته وظلمتها)
اللهم اغفر لي وتجاوز عما لا اعلم .
وكلما شكت لي زوجة ابني حاله عدت باللوم على نفسي وعجزي وتقصيري وودت ان الارض ابتلعتني لكن هذا لايجدي .
لقد اتحذت قراراصائبا _ان شــاءاللــه _
سيكون هو الأمــل الوحيد _ بعد اللـه _في شفاء ابني وتعافيه ,,,
سـأخذه الى ((مستشــفى الأمــل )) بنفسي لعلي اتدارك مايمكن تداركه
