بسم الله الرحمن الرحيم
اطرح بين أيدكم هذا البحث وأتمنى لكم المتعة والفائدة وهو ( الابدال ) كثيرا ما نسمع بهذه الكلمة الابدال فايترى من هم الابدال ؟
ذكر في عدة روايات تتحدث عن الابدال فقد جاء في وصايا النبي ( ص ) لعلي بن ابي طالب ( ع ) : ( وان جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الاخرة ، فإنه يرجى أن يكون الولد من الابدال ان شاء الله تعالى ) المصدر : من لا يحضره الفقيه .
وَ رُوِيَ عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) أنَّهُ قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه و آله )
من دعا للمؤمنين والمؤمنات في كل يوم خمس وعسرين مرة ، نزع الله الغل من صدره ، وكتبه من الابدال ان شاء الله تعالى ) المصدر : الجعفريات باب فضل الدعاء للمؤمنين والمؤمنات
ولكن يأتي السؤال من هم الابدال بالتحديد ؟
وهنا عدة آراء عن تحديد الابدال سوف اطرحها بين ايديكم :
الرأي الاول :
جاء في بحار الانوار :
رُوِيَ عن الخالد بن الهيثم الفارسي أنه قال : قلت لأبي الحسن الرضا(عليه السَّلام ) إن الناس يزعمون أن في الأرض أبدالا ، فمن هؤلاء الأبدال ؟
قال : صدقوا ، الأبدال الأوصياء ، جعلهم الله عَزَّ و جَلَّ في الأرض بَدَلَ الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء و ختمهم محمد ( صلى الله عليه و آله )
قال العلامة المجلسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) بعد ذكره للرواية السابقة : ظاهر الدعاء المروي من أم داود عن الصادق ( عليه السَّلام ) في النصف من رجب ـ حيث قال ـ : اللهم صل على محمد و آل محمد ، و ارحم محمدا و آل محمد ، و بارك على محمد و آل محمد ، كما صليت و رحمت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم صل على الأوصياء و السعداء و الشهداء و أئمة الهدى ، اللهم صل على الأبدال و الأوتاد و السياح و العباد و المخلصين و الزهاد و أهل الجد و الاجتهاد ، إلى آخر الدعاء ـ يدل على مغايرة الأبدال للأئمة ( عليهم السلام ) ، لكن ليس بصريح فيها ، فيمكن حمله على التأكيد .
ثم أضاف قائلاً : و يحتمل أن يكون المراد به في الدعاء خواص أصحاب الأئمة ( عليهم السلام )
الرأي الثاني : أصحاب الإمام المهدي المنتظر ( عجَّل الله فرَجَه ) :
فقد رَوى طارق بن شهاب عن حذيفة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) يقول : " إذا كان عند خروج القائم ينادي منادٍ من السماء أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين ، و ولي الأمر خير أمة محمد ، فالحقوا بمكة ، فيخرج النجباء من مصر و الأبدال من الشام و عصائب العراق رهبان بالليل ليوث بالنهار ، كأن قلوبهم زبر الحديد ، فيبايعونه بين الركن و المقام ... ) نفس المصدر
وَ رُوِيَ عن جابر الجعفي أنه قال : قال أبو جعفر ( عليه السَّلام ) : يبايع القائم بين الركن و المقام ثلاثمائة و نيف عدة أهل بدر ، فيهم النجباء من أهل مصر ، و الأبدال من أهل الشام ، و الأخيار من أهل العراق ، فيقيم ما شاء الله أن يقيم " المصدر كتاب الغيبه للشيخ الطوسي وكذلك بحار الانوار
الرأي الثالث : النخبة الصالحون من المؤمنين :
و يدلُ عليه مضافاً إلى الحديث المشتمل على وصايا النبي ( صلى الله عليه و آله ) لعلي ( عليه السَّلام ) ، الذي ذكرناه في بداية البحث الحديث المذكور بعده .
النتيجة :
و لعلّ الصواب في معنى الأبدال هو أن لهذه المفردة معناً عاماً يُراد به الصفوة الإيمانية و النخبة المتميزة في كل عصر ، و هذا المعنى العام يكون له مصاديق متعددة ، و أبرز هذه المصاديق هم الأئمة المعصومون ( عليهم السلام ) ، ثم الخواص من أصحابهم ، ثم المؤمنين الخـُـلَّص .
ولكم تحياتي