أعقل المجانينقيل أن بهلول أتى يوماً الى المسجد وكان فيه الإمام “أبو حنيفة” يقرر للناس علومه ..حيث قال : هناك أمور لا تعجبني في كلام جعفر الصادق منها :أنه يقول : أن الله موجود لكنه لا يرى لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وهل من موجود لايرى ؟؟ ما هذا إلا تناقض !أنه يقول : أن الشيطان يعذب في النار مع ان الشيطان خلق من النار ، فكيف يعذب الشئ بما خلق منه؟؟أنه يقول : أن أفعال العباد مستندة اليهم مع أن الآيات دالة على أنه فاعل كل شئ !فلمّا سمعه بهلول أخذ حجراً و ضرب بها رأس أبو حنيفة وشجه فصار الدم يسيل على وجهه ولحيته ، فبادر أبو حنيفة الى القاضي يشكوه ..فلما أحضر بهلول قال :هذا الرجل يزعم :أن الأفعال لا فاعل لها إلا الله ..فهذه الشجة من الله ، و ما تقصيري أنا ؟أنه يقول : كل شئ موجود لا بد أن يرى ، فهذا الوجع في رأسه موجود مع أنه لا يراه أحد !أنه مخلوق من تراب و هذا الحجر الذي ضربته به من التراب ، وهو يزعم أن الجنس لا يتعذّب بجنسه ..فكيف تألم من هذا الحجر ؟؟!فـ أفحم أبو حنيفة و لم يستطع أن يقول شيئاً !
