أيها الزمن مهلاً ..
===========
الحياة عبارة عن مسيرة طويلة .. تتخللها لحظات من الفرح ..
وتعصف بنا أحياناً متاعب ومصاعب .. ونمر بإبتلاءات ..
وحين نمر بهذه المحن .. نبدأ التفكير : كيف سنصلح أنفسنا ؟
وماذا نفعل لنبدأ مسيرة الإصلاح في ذواتنا ..
لكننا في أنفسنا ندعو الله أن يكون رفيقاً بنا ..
ونرنو للزمن بنظرة توسل ..
فإفئدتنا ركبت صهوات الجراح ..
وعبثت بحياتنا الهموم ..
فلبسنا ثوب الأسى ..
بعد أن أُُُرهِقت قلوبنا من ألم فراق من سكنها ..
أيها الزمن مهلاً ..
فالآهات صارت جزءاً مني ...
ترافقني تسري في دمي ..وفي عروقي ..
فبت مشبعة بالهموم ..
وصارت حرارة أنفاسي تشتعل في أعماقي وتحرق أضلعي وتصهرها ..
وتصهر ما بقي من قلبي في كماشة من الألم ..
وتكاد أن تقضي على كل مواطن الإحساس فيه ..
فلم أعد أستنشق عبق يحمل في طياته الحب ...
الذي كان يزين عالمي ..
لأن زلزالاً عصف بكياني ممن وهبتهم حبي وكبريائي ..
لقد أوقدت من قلبي نبراساً ينير دروبهم الموحشة ..
ويؤنسهم في ليل الغربة ...
لكنهم وحدي تركوني ...
تحاصرني آلام الجراح ..
وتمزقني نثراً صغيرة وترميني في غياهب الحزن الأزلي ..
فطالت نصالهم كل جزء من جسدي ..
غايتي معهم كانت الوصول إلى الإخلاص الأسمى في ذروته ...
لكن حكمهم القاسي قضى على كل خيوط الإخلاص التي نسجتها من أوتار قلبي ..
والحب الذي حملوه لي في حنايا أفئدتهم ...
وأطفأ بريق الحب والإخلاص ..
وصورَّه لهم مارد أسود ...
ها أنا أمشي الهوينا على شاطىء ذكرياتي ..
أجرُّ خطاي جراً ..
أحاول أن ألملم شتات قلبي ...
وأتهيأ لجرح لآخر ..
فمن يقتلع الجراح التي أثخنت قلبي ..!
ويروي شجرة أحزاني ..
من يمسك بيدي في هذه الصحراء القاحلة ..
ويجرني إلى واحة يافعة غرست فيها نخيلات الحب ..
فتكون نجاتي ..
أمور كثيرة وقفت عندها ..
إبتلعت ألمها رغم مرارته ..
ورب الكون لم تمر بي من قبل ..
لأجلهم قبلت بكل مستحيل ..
ثواني طويلة من الصمت عصفت بي ..خنقتني ...
فإذا لم تسمعوا لي صوتاً بعد اليوم .
فلا تلوموني ...
