الياسري يؤكد إصابة صدام بجلطة دماغية ومقتدى الصدر ينتقد قطع الرؤوس
هل سيموت صدام بالجلطة التي اصابته؟
http://www.iraqoftomorrow.org/images...t_as_seems.jpg
السبت 24/7/2004 بغداد ـ من عصام فاهم: تحدثت امس مصادر سياسية عراقية مطلعة عن اصابة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بـ «جلطة في الدماغ»، مشيرة الى انه «لن يستمر طويلاً». في غضون ذلك، انتقد رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في اول خطبة له في الكوفة منذ شهرين، كاظم الحائري وحكومة رئيس الوزراء اياد علاوي، وقال في الوقت نفسه انه «لم يكن هناك اي مبرر لدى الخاطفين بقطع رأس الرهينة الكوري الجنوبي», انتقاد الصدر قابله انتقاد اخر من الشيخ ناصر الساعدي، الذي دعا الحكومة العراقية «الى مراقبة الفنادق حيث ينتشر اليهود ويسمحون للزنا واللواط والسحاقيات بالعمل من دون حسيب» . وأكد المنسق العام للمنظمة الوطنية لمكافحة الإرهاب والجريمة في العراق الدكتور توفيق الياسري اصابة صدام حسين بجلطة في الدماغ، واصفاً حالته الصحية بـ «الرجل الذي لن يستمر طويلاً» وانتقد الياسري سيناريو اخراج المشهد الأول في محاكمته بالقول: «لم تحسن الجهات التي قامت على اخراج مشهد المحاكمة».
وكان الياسري، الذي يشغل ايضاً منصب الأمين العام للائتلاف الوطني العراقي، الذي يشارك في حكومة اياد علاوي بحقيبة وزارة العدل، تعرض قبل ايام لمحاولة اغتيال في شارع حيفا وسط بغداد، واعتبر «هذه المحاولة او المحاولة الاخرى لاغتيال وزير العدل مالك دوهان الحسن مؤشراً على قصور في اداء المؤسسات التي تتعامل مع هذا الجانب، وهناك تطوير في اداء الجانب المقابل، والامكانات وفرت اكثر له، وحرية حركته اصبحت اكثر وامكانية اختيار الأهداف».
ورفض الياسري اعتبار الزرقاوي «المسؤول الوحيد او الأول عما يحدث من عمليات ارهابية في العراق» قائلاً: «لدي الف شك في وجود الزرقاوي، لذلك لا تعليق عندي على ذلك، هذا الغضب الذي يدير هذه المنظومات الإرهابية الضخمة في كل العالم كيف يؤمن عمله (,,,)» مشدداً على ان هذه «الأعمال يقوم بها جهاز مخابرات محترف، من المخابرات العراقية السابقة، التي تعمل الآن بفاعلية وكذلك الجناح العسكري للحزب، والبعثييون المدنييون يعملون تحت مسميات مختلفة، وهناك دعم من جهات عدة».
الى ذلك، اعلن الجيش الأميركي ان القوة المتعددة الجنسية شنت صباح أمس غارة جوية في جنوب غربي الفلوجة، استهدفت انصارا للاسلامي الأردني أبو مصعب الزرقاوي.
وقال البيان إن الغارة «تمت بالتنسيق بين الحكومة العراقية الموقتة والقوات المتعددة الجنسية», وأوضح الطبيب عدنان مهدي من «مستشفى مدينة الفلوجة»، ان الغارة «أوقعت خمسة جرحى هم امرأة وطفلان ورجلان».
وقالت مصادر استخبارية عراقية لـ «الرأي العام» إن تكرار ضرب مواقع محددة بالطائرات في الفلوجة، يظهر «فشل لواء الفلوجة في فرض سيطرته على الجماعات المتشددة من الأصوليين الاسلاميين في المنطقة، والذين يرتبطون بعلاقات عشائرية عميقة مع أهالي المدينة، وهم من يسهلون اقامة ووجود الارهابيين العرب، الذين جعلوا من بعض بيوت المدينة، مأوى يلجأون اليه، أو يقومون فيه بصناعة المتفجرات التي تستخدم لتفخيخ السيارات، والتي تنفجر في مناطق عدة من العراق، منها العاصمة بغداد».
في المقابل، تجد مصادر سياسية عراقية قريبة من «المؤتمر التأسيسي العراقي» المعارض للوجود الأميركي، ان ما تشهده الفلوجة واندلاع اعمال العنف من جديد، هو بتخطيط ورغبة أميركية لإثارة غضب أهل الفلوجة وجرهم الى مواجهة عسكرية جديدة دامية شبيهة بتلك التي وقعت قبل شهرين.
وأوضحت مصادر الاستخبارات العراقية، ان «علاوي سبق له أن رفض ضغوطا أميركية لإعادة فرض الحصار حول الفلوجة، كما انه لا يزال يرفض اقتراحات بذلك حتى الآن، وإلى أن تنتهي المفاوضات التي تدور مع قادة حلقات المقاومة».
وأوضحت هذه المصادر المطلعة على الملف الأمني في العراق، ان واقع الحال اليوم يعيد موضوع الفلوجة إلى بداياته الأولى، والتي لم يستطع الأميركيون التعامل معها، بالصورة الصحيحة، لانهم اعتمدوا أسلوبا سبق لهم اتباعه في أفغانستان، من دون مراعاة الخصوصية العراقية, وأكدت هذه المصادر، ان الحل الأمني للوضع في المنطقة الغربية من العراق، والتي تتمركز اليوم في الفلوجة، تسير وفق خطة على ثلاثة خطوط متوازية: الأول الاتفاق مع الأردن وسورية والسعودية على ضبط الحدود من كلا الجانبين، وسيتم ادخال معدات حديثة واستخدام طائرات مروحية ودوريات أرضية لعجلات رباعية الدفع، من أجل فرض حالة من التضييق على الافراد المتنقلين من وإلى العراق, والخط الثاني: الاستجابة إلى متطلبات اعادة اعمار المنطقة، وبلورة تفاهمات حقيقية مع وجهاء المنطقة وشيوخ عشائرها، بالشكل الذي يمكن معه التعامل مع حالة العراق الظرفية، التي تجعل من وجود القوات متعددة الجنسية حاجة ملحة، يمكن أن تنتهي باستقرار الأمن وبناء مؤسسات الدولة، واحترام الرأي القائل بضرورة رحيل هذه القوات في أقرب وقت، من خلال المشاركة في العملية السياسية، وليس باستخدام وسائل عنفية يذهب ضحيتها عراقيون، ومن أهالي هذه المنطقة بالذات.
واعتبر الخط الثالث، في التعامل مع مستجدات الأوضاع في المنطقة الغربية، باعتماد خطة أمنية ذات أساليب متنوعة، تجعلهم يصلون إلى المعلومة قبل تمكن العصابات الإرهابية من تنفيذ جرائمهم، وهذا يتطلب فهم طبيعة العلاقة بين الإرهابيين القادمين من خارج الحدود، مع بعض المتورطين بالتعاون معهم لأسباب تتعلق بالاعتقاد بتفكير سلفي، معروف الهوية، من جهة، ومن جهة أخرى، التفريق بين هذه المجموعات، وبين سكان المنطقة وعشائرها، الرافضون لوجودهم، لا سيما مع بروز ظاهرة، عدم قبول شيوخ العشائر ووجهاء المناطق بايواء الإرهابيين من قبل أهالي المنطقة، وتصاعد هذه الحالة سيجعل من الممكن التوصل إلى حلول مناطقية، تفرز بين المنطقة الخضراء التي لا تؤوي إرهابيين، وأخرى يتواجد فيها إرهابيون او لهم مراكز ايواء وقتية، او مقار عمليات، ومع كل توصل إلى معلومات عن وجود مقار عمليات بوجود إرهابيين، تجرى عملية مداهمة، او عملية قصف جوي محدود، على نقطة الهدف.
وفي هذا السياق، قام شيوخ ووجهاء الفلوجة بطرد مجموعة من المسلحين العرب من المدينة الثلاثاء الماضي، وذلك بعد خروج مجاميع كثيرة منهم اثر الضربات العسكرية التي تلقوها من القوات الأميركية، ومطالبة أهالي الفلوجة إياهم بذلك.
وقالت مصادر إعلامية، ان هذه المجموعة تتكون من نحو 25 مقاتلا ممن يحملون الجنسيات السورية والأردنية والسعودية، والذين التقاهم وجهاء وشيوخ الفلوجة وطالبوهم بالخروج فورا مؤكدين لهم «ان اهالي الفلوجة والعراقيين اولى بالدفاع عن بلادهم وطرد الاحتلال, وان عليهم ألا يسقطوا فرض الجهاد في الفلوجة وإنما في الجولان، والعواصم التي يرفرف فيها العلم الاسرائيلي.
وفي تطور سياسي آخر، أصدرت المجاميع المسلحة المتمثلة بـ «جيش محمد» و«سرايا أسدالله الغالب علي بن أبي طالب والصديق والفاروق والغضب الاسلامي والعباس» بيانا مشتركا علق في الجوامع وفي شوارع الفلوجة، هدرت فيه دم أبي مصعب الزرقاوي وتابعيه، ودعا البيان جميع المسلمين إلى قطع رأس أبي مصعب الزرقاوي أينما صادفوه بالطريقة نفسها التي قطعت فيها رؤوس الرهائن الاجانب وشوه بها الدين الاسلامي والمقاومة العراقية.
وفي مسجد الكوفة، القى مقتدى الصدر امس خطبة للمرة الأولى منذ شهرين، انتقد فيها المرشد الروحي السابق له كاظم الحائري والمقيم في ايران حاليا كما انتقد علاوي, وقال الصدر امام المصلين «يا علاوي اقول ما انت الذي أمرت باغلاقها (صحيفة الحوزة الناطقة) حتى تأمر باصدارها، وبئسا له وللمحتل».
ورفض الانتقادات الموجهة إلى ايران وسورية بسبب احتمال سماحهما دخول متطرفين إلى العراق للقيام باعمال إرهابية.
وقال الصدر «أوجه كلامي إلى كاظم الحائري واقول له ما هكذا يرد الجميل، وعندما كنا نحمل وكالتكم وقد هددنا بالأعداء فإننا لم نتخل عنها أهكذا يرد الجميل إلى الصدرين للمقاومة ضد المحتل؟».
واضاف انه لم يكن هناك أي مبرر لدى المتشددين لقطع رأس رهينة من كوريا الجنوبية.
واعتبر ان الخاطفين لو كانوا يعلمون بأمور الدين والسياسة ما كانوا قطعوا رأسه, وأضاف انه لا يوجد دين أو شريعة تعاقب بقطع الرأس, وقال انهم «أعداء ومحتلون» لكن هذا لا يبرر قطع رؤوسهم.
وانتقد امام مسجد مقرب من مقتدى الصدر الحكومة العراقية برئاسة علاوي بسبب «تردي الأوضاع» في العراق وخصوصا في بغداد.
ودعا الشيخ ناصر الساعدي في خطبة الجمعة امام مئات المصلين في مدينة الصدر الشيعية الحكومة العراقية إلى مراقبة الفنادق، وقال: «أين انتم من فنادق ممارسة اللواط في بغداد وأين انتم من بيوت الدعارة؟ يجب عليكم ممارسة دور الرقيب فإن محاربة هذا الفساد يساوي بقيمته محاربة المحتل».
وأضاف: «أليسوا من هم في سدة الحكم الآن مسلمين؟ فأين هم من كل هذا؟».
وتابع: «لقد انتشر اليهود وخصوصا في العاصمة بغداد وبالذات في منطقة الباب الشرقي (وسط المدينة) يسمحون للزني واللواط والسحاقيات بالعمل في بعض الفنادق من دون حسيب».
