عرفات وسلطتة بلا رتوش ..ج1

قال بيركلز السياسي الأغريقي عام 430 قبل الميلاد " إذا كان عالم السياسة لا يهمك امره، فان أمرك يهمه طبعا"

دعاني الأستاذ الدكتور/ عبد الكريم محمد الاسعد وهو استاذ سابق في جامعة الملك سعود – كلية الآداب قسم اللغة العربية – بالمملكة العربية السعودية لتناول فنجان قهوة في بيتة مع صديق ثالث . وأثناء الحديث علمت أنه قد صدر له مؤخرا كتاب بعنوان " عرفات وسلطتة بلا رتوش " . فشوقني العنوان للحديث عن عرفات وما تعاني القضية الفلسطينية من نكسات ، والتخبط بقيادة باطني لا يُعرف له أصل ولا فصل . فكان القاسم المشترك بيننا على تباعد أعمارنا ؛ أن القضية الفلسطينية مبتلاه بما يسمى القائد ( عرفات ) .فمنذ أن تربع على كرسي سدة العمل السياسي في القضية الفلسطينية ومنحنى التطور لهذه القضية في صعود إلى أسفل بدءاً من سرقتها وقادة مسيرتها معتقداً أن الشعب الفلسطيني يقتحم خصوصياته ، والعكس هو الصحيح فهو الذي يهيمن بالبهلوانية والفهلوة على خصوصيات الشعب الفلسطيني . أنه الكارثه الحقيقية على الشعب الفلسطيني !

تحدث الدكتور عبد الكريم عن المصاعب الجمة التي واجهته في طباعة هذا الكتاب وهو يحاول أن يجد مطبعة عربية تطبع كتابة ، حتى مطابع لبنان ، البلد العربي الذي يتمتع بجو من الحرية أكثر من أي بلد عربي آخر فقد أحجمت عن طباعة الكتاب . وكل مطبعة يتصل بها تبدي الرغبة المبدئية في الطباعة لكن بعد أن يرسل لها عينة (منحوسة) من الكتاب لا يأتيه الرد أو يأتيه الجواب : " أن الكتاب خطير ويجلب وجع الرأس وخراب البيوت " . فإذا طرحت سؤال ألهذا الحد يكون تأثير عرفات أكون من الساذجين ؟ .لأن تأثير وقوة عرفات ليست بذاته ولكن بقوة من يقف وراءه . أيضا لقد حاول الدكتور عبد الكريم الاتصال بمطبعة عربية في واشنطن والمانيا لكن دون جدوى بالموافقة على طباعة الكتاب .

وجهت سؤال للدكتور عبد الكريم عن الفائدة من نشر هذا الكتاب ، إذا علمنا ، افتراضا أن الكتاب لن يحدث أي تغيير في الشارع العربي عامة والفلسطيني خاصة لأسباب كثيرة. أجابني : "إن القاء معلومة صحية وصحيحة في بركة معلومات آسنة لا بد وأن يحدث لها صدى حتى ولو بعد حين " . وانه حاول جل جهده في نشر هذا الكتاب وعرفات لا زال حي يرزق لأن الدكتور شاهد عيان . وبذلك يعطي الفرصة الكافية لعرفات للرد عليه . أما إذا جاء نشر الكتاب بعد موت عرفات فإن السؤال التقليدي الذي سيوجه للدكتور " لماذا الآن ؟ مع علامة استفهام كبيرة ". واضاف الدكتور : "انه طلب في ثنايا صفحات الكتاب لقاء عرفات على أي محطة فضائية عربية لتكون المواجهة بينهما وليدافع عرفات عن نفسه ، وحتى لا اتهم بالتجني عليه . للمعلومية إنني لم أنشر كافة المعلومات التي لا يعرفها إلا ثلاثة اشخاص : عرفات وطبيب وانا" .

عرجت بسؤال فضولي للدكتور عن محتويات الكتاب . فاوجز:" أن الكتاب يتحدث عن فترة تأسيس فتح وحصريا عن الاعوام ما بين 1946 إلى بدايات 1961 وسلوك عرفات خلالها .حيث كان الدكتور وعرفات يدرسان في جامعة فؤاد الاول ( القاهرة حاليا) وكيف ذهب عرفات بعد تخرجه من كلية الهندسة التي أمضى فيها فترة عشر سنوات للعمل في الكويت ومن هناك بدأت مسيرة النضال الكاذب ضد اسرائيل . ومقالات عن عصابته التي جزء منها حاليا داخل السلطة الفلسطينية والجزء المتمم لها يقبع خارج حدود السلطة الفلسطينية مع موجز يسير عن سيرة كل ( مناضل/مناضله) من الابوات والامهات .

جاء سؤالي المباشر للدكتور " هل تتهم عرفات بارتباطه بجهات معينة ؟" . علق الدكتور على سؤالي قائلا :" لا اذكر في الكتاب صراحة ارتباطه بجهات معينة لكن المقدمات والحقائق التي اقدمها تقود الى ذلك .بدليل أن أمريكا تريد عرفات وهي ترفضه في العلن ، كما وأن إسرائيل تريد عرفات – لانه يلعب دور تصفية القضية الفلسطينية – وهي في نفس الوقت ترفضه في العلن ".

هل تعتقد أن دور النشر العربية تعرف مثل هذه الحقائق لهذا رفضت نشر الكتاب ؟ فارتسمت على ملامح وجهه علامات التعجب وعلق "أن هذا السؤال يحيره أيضا "

إذا كان هذا التأثير لعرفات من القوة بمكان فكيف سيوزع الكتاب في العالم العربي ؟ أوضح لي الدكتور أنه عندما تم الاتفاق مع المطبعة في الكويت شرح لهم أنه لا يملك المال للطباعه ولا القدره على التوزيع فتكفلت المطبعة بالطباعة والتوزيع وهي التي ستقدم أوراق فسح الكتاب لوزارات الاعلام العربية . والمطبعة لا زالت تواجه الصعوبات في الحصول على أذونات الفسح حتى من البلاد العربية التي لا تحب عرفات . يحاول الدكتور الآن أن يضع موقع على الانترنت بكامل محتويات الكتاب الذي يضم 380 صفحة من الحجم الكبير .

هل هناك جديد في الكتاب ؟ نعم . فهو يتحدث عن فترة لم تكتب عنها الصحافة ، والكتاب ليس سيرة ذاتية أو اعترافات بل توجه لاظهار المستتر من شخصية عرفات ولماذا وصلت القضية الفلسطينية الى ما هي عليه في الآن التاريخي.

من يريد طلب الكتاب ليتصل على العنوان التالي :
الناشر : شركة الألفين للطباعة والنشر والتوزيع
ص.ب 44881
الكويت 32063
هاتف 2652000-00965
فاكس 2658771-00965
جوال 6082000-00965
جوال 6452000-00965

القاريء الذي لا يجد الكتاب في مكتبات عاصمته ألا فليعلم أن اعلامه يعاني من أزمة عميقه في حريتة ، أدناها انه حريص على التستر . إلى اللقاء في الجزء الثاني .

http://www.geocities.com/half_word/
طيب الخير لكم
يوسف فضل