العيش في المريخ ممكن.. لكن هل نريد أن نفعل ذلك؟
العيش في المريخ ممكن.. لكن هل نريد أن نفعل ذلك؟
يجري المتحمسون للفضاء مداولات حية بشأن جعل كوكب المريخ صالحاً لسكن البشر أو تركه بصورته البدائية كمكان غير صالح للحياة.
ثمة رؤية بأن يقوم مستوطنون بداية بإقامة منزل عبارة عن مركبة فضائية في صحاري المريخ تشبه صومعة غلال صغيرة. ويبدو الفناء الخارجي للمنزل مثل ضاحية وتقف عجلة طوافة على ممر ويزرع الفجل والجزر في صوب زراعية.
وتستوعب المركبة خمسة أشخاص لا يمكن لهم أن يغادروها حتى يستطيعوا التكيف مع الجو خارجها. فكوكب المريخ لايعوزه الاوكسجين فحسب بل هو كوكب مترب وبارد كما يشهد على ذلك مراقبو رحلات مركبات الفضاء الاوروبية والاميركية.
لكن المتحمسين للفضاء الذين يلتقون في مؤتمرات دولية أو عبر الانترنت يقولون إن الكوكب الاحمر يمكن أن تحتله نفس النوعية التي كانت مطلوبة للاستقرار في الاميركيتين.
وتعرض التكنولوجيا وسائل متنوعة لامداد المريخ بمناخ يشبه مناخ الارض وتدفئته بشكل تدريجي على مدى عدة قرون. وتذكر بتحذيرات عالم الفيزياء ستيفن هونغ بأن استمرار تغير المناخ على الارض يمكن أن لايترك للبشر من خيار سوى الهجرة إلى كوكب آخر.
يقول البروفيسور أولريخ فالتر أستاذ تكنولوجيا الفضاء في الجامعة الفنية في ميونيخ <<من الناحية التقنية يمكن القول إن العيش في المريخ ممكن. والسؤال الحقيقي هو هل نريد أن نفعل ذلك؟>>.
ومن أولى المشكلات الفنية التي يتعيّن حلها بناء مركبات أكبر وأكثر قوة بكثير من المركبات المستخدمة حاليا. وتستغرق الرحلة من الارض إلى المريخ أكثر من مئتي يوم ستتطلب حمولة طائرتين الامر الذي يعني أن رحلة العودة سيتعين عليها الانتظار نحو سنة حتى تنطلق. كما تشكل البقع الشمسية خطورة شديدة الامر الذي سيتطلب ارتداء ملابس خاصة لحماية الركاب.
يذكر أن الرئيس جورج بوش قد أصدر توجيهاته لوكالة أبحاث الطيران والفضاء الاميركية (ناسا) في وقت سابق من العام الحالي بالبدء في إعداد رحلات مأهولة إلى القمر والمريخ. (د ب أ)
