{ يا باب الحوائج }
على البنت أن تتمتع بروح سامية وتربية عالية لكي تحافظ على كيانها من الانحراف والانزلاق في كل زمان، يجب أن تكون شجاعة لكي تواجه الانحرافات وتدافع عن نفسها بكل حزم.
إن تربية البنت يجب أن تكون مبنية على أسس من التفاهم والعفو والإيثار والتضحية فتكون صبورة أمام الصعاب، تتحمل المصائب في كل زمان وأن تكون بأقصى درجات التحمل في حياتها حتى ولو عرض لها عارض أفقدها أحد أولادها مثلاً، عليها أن لا تجزع ولا تترك مواصلة الحياة.
ويجب أن نسعى في تربية البنت إلى أن تكون ذات روح الشجاعة، وأن تكون جريئة بشرف وتعقل فالأمهات يستطعن تربية أولاد شجعان يقاومون الحوادث والوقائع التي تقع لهم أثناء حياتهم ويقفون صامدين في الصعاب وأن تتبع الحق ولو كان في ذلك مشقة وعناء.
ولنعم ما قيل أفلح من يصلي على محمد وآل محمد:
ومن لي بتربـية النسـاء فــإنها
في الشرق علة ذلك الحـفاق
الأم مــــدرســــة إذا أعددتــها
أعددت شعباً طيبا الاعــراق
الأم أستــــاذ الأســاتذة الأولى
شغلت مآثرهم مدى الآفــاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها
في الموقفين لهن خير وثاق
وهكذا كانت تربية ثمامة بنت السهيل ابن عامر لوليدتها المباركة المكناة {بأم البنين}، لقد ازدهرت حياة الأسرة الكلابية الكريمة ولاحت تباشير الفرح والسرور على محياهم بعد أن وضعت ثمامة ـ والدة أم البنين ـ هذه المولودة المباركة ولم تكن تعلم ثمامة بأن هذه الوليدة ستدخل التاريخ يوماً وتصبح شخصية عظيمة وقدوة صالحة لما امتازت به من الإيمان والشرف والطهارة والعفة والجهاد.
قيل أن والد أم البنين حزام بن خالد بن ربيعة كان في سفر له مع جماعة من قومه، فرأى ذات ليلة في منامه كأنه جالس في أرض خصبة وقد انعزل ناحية وبيده درة يقبلها وهو متعجب من صفاتها تلألئها، وإذا بفارس قد أقبل إليه من صدر البرية وقال له بعد السلام والتحية وهو يشير إلى الدرة: بكم تبع هذه ؟
فقال له حزام: إني لم أعرف قيمتها ولكن أنت بكم تشتريها ؟
فقال الفارس: إني أيضاً لم أعرف قيمتها ولكن اقترح عليك أن تهديها إلى من هو جدير بأن يهدي إليه وحقيق بأن يتحف بها وأنا أضمن لك عنده شيئاً هو أغلى من الدراهم والدنانير.
فقال له حزام: و ما هو ذالك الشيء الأغلى من الدراهم والدنانير؟
فقال الفارس: أضمن لك الحظوة عنده و الزلفى لديه والشرف والسؤدد أبد الآبدين.
فقال حزام: أو تضمن لي ذلك؟
فقال الفارس وبكل صلابة: نعم أضمن لك ذلك.
فقال حزام: وتكون أنت الواسطة والكفيل أيضاً في ذلك ؟
فقال الفارس وبكل قوة: نعم وأكون أنا الواسطة والكفيل لو فوضتني أمرها وخولتني فيها.
فأعطاه حزام إياها وفوضه في أمرها.
فلما انتبه حزام من نومه قص رؤياه على من كان معه من قومه.
فقال له أحدهم: إن صدقت رؤياك فإنك ترزق ببنتاً و يخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها الشرف والسؤدد.
وكانت زوجته ثمامة حاملاً بفاطمة أم البنين وذلك في السنة الحادية من الهجرة على وجه التقريب، فلما تكاملت شهورها وأراد الله إظهار هذه الذرة الثمينة والمولودة المباركة ، أتهاها ما يأتي النساء عند الولادة، وبينما هي في طلقتها إذ ولدت بالدرة الثمينة أم البنين، وكان مولدها في رجب ليلة الاثنين تقريباً، اللهم صل على محمد وآل محمد.
هذه ساعة استجابة الدهاء أرفعوا أيديكم إلى السماء: ـــ نسألكم الدعاء ــ
( إلهي بحق مقام أم البنين فرج يا رب العالمين)
بحق أم البنين فاطـــمة
أجرنا من النــار الحاطمة
بحق صاحبة الكرامات اقضي لنا الحاجات يا الله يا الله يا الله.
واكشف اللهم عنا الكربات وادفع عنا البليات.
إلهي بحقها وبالشأن الذي لها لديك أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد أن تفرج لوليّ زماننا فرجاً عاجلاً بالظهور وفرج بفرجه فرج الأمة الإسلامية، اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بظهوره وانصر ناصريه واخذل خاذليه واجعلنا من أنصاره وأتباعه وأدوائه والحافين به والمقاتلين بين يديه وتحت لوائه، اللهم بحق صاحبة الكرامات فاطمة أم البينين فرج عن جميع مرضانا وجميع مرضى المؤمنين والمؤمنات لاسيما المرضى المنظورين والمخصوصين بالدعاء فرج عنهم فرجاً عاجلاً و شافهم بشفائك وداوهم بدوائك وعافهم من بلائك يا كريم، أللهم اغفر ذنوبنا وتجاوز عن خطايانا واعف عنا وعن آبائنا وأمهاتنا وعن جميع المؤمنين، ويسر اللهم أمورنا اهدي أولادنا، انصرنا على من ظلمنا وثبت أقدامنا على الصراط المستقيم واجمعنا بحبيبك وخيرتك من خلقك واحشرنا معه ومع أهل بيته وارزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم برحمتك يا أرحم الراحمين وصل يا ربي على محمد وآله الطاهرين. ( نسألكم الدعاء)
بـــاب الحــوائج شـرفت بـقدومها
وتـــخضر الوادي الـذي بفلاة
قــــد بشـــروه بــدرة أكــــرم بها
الوالـد المـــستـــبشر الوجنات
قالــوا لـــه هــذي الفـتاة مصيرها
لأخ رســول الله ذو الكرامات
هو من تصدق في الصلات بخاتم
وأب لأسبـــاط الــنبــي هداتي
في الخالدات تكون أنــعم حفــظها
يوم القــيامــة حينما عرصات
اللهـــــم بحـــقها اكـــشف مــا بـنا
كل هــــم وغـــم والكــــربات
وارزقنــــا زيــــارتــــها عـــاجلاً
واقــــضي لنا بحقها الحاجات
زيارة أم البنين "ع "
أزور زيارة أم البنين فاطمة زوجة أمير المؤمنين زيارة مني ونيابة عن والدي ووالد والدي وأخوتي وأخواتي وعن أهلي وأقربائي وجيراني وأصدقائي وعن من قضى لي حاجة أو سد لي غيبة ومن له حق علي وعن أهل بيتي حيهم وميتهم وعن جميع المؤمنين والمؤمنات كافة وبالخصوص من قلدني الدعاء والزيارة قربة لله تعالى ـ قلدناكم الدعاء والزيارة ـ
(( أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا سيدتي يا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين السلام عليك يا أبا محمد الحسن، السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام، السلام عليك يا زوجة وصي رسول الله وخليفته ، السلام عليك يا عزيزة الزهراء، السلام عليك يا أم البدور السواطع، السلام عليك يا فاطمة بنت حزام الكلابية المكناة بأم البنين ورحمة الله وبركاته.
أشهد الله ورسوله انك جاهدت في سبيل الله إذ ضحيت بأولادك دون الحسين ابن بنت رسول الله، وعبدت الله مخلصة له الدين بولائك للأئمة المعصومين، وصبرت على تلك الرزية العظيمة، واحتسبت ذلك عند الله رب العالمين، وآزرت الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في المحن والشدائد والمصائب وكنت في قمة الطاعة والوفاء، وأشهد أنك أحسنت الكفالة وأديت الأمانة الكبرى في حفظ وديعة الزهراء البتول عليها السلام السبطين الحسن والحسين عليهما السلام، وبالغت وآثرت ورعيت حجج الله الميامين، وسعيت في خدمة أبناء رسول رب العالمين عارفة بحقهم وموقنة بصدقهم ومعترفة بإمامتهم، كافلة بتربيتهم ومشفقة عليهم، واقفة على خدمتهم مؤثرة هواهم وحبهم على أولادك السعداء، فسلام الله عليك كلما جن الليل وأضاء النهار، فصرت قدوة للمؤمنات الصالحات لأنك كريمة الخلائق تقية زكية، فرضي الله عنك وأرضاك وجعل الجنة منزلك ومأواك، ولقد أعطاك من الكرامات الباهرات حتى أصبحت بطاعتك لسيد الأوصياء وبحبك لسيدة النساء الزهراء البتول عليها السلام وفدائك لأولادك الأربعة لسيد الشهداء عليه السلام باب للحوائج، فإن لك عند الله شأناً وجاهاً محموداً، والسلام على أولادك الشهداء العباس عليه السلام قمر بني هاشم باب الحوائج وعبد الله وعثمان وجعفر الذين استشهدوا في نصرة الحسين عليه السلام بكربلاء ، فجزآك الله وأجزاهم أفضل الجزاء في جنات النعيم، اللهم صلي على محمد وآل محمد وانفعني بزيارتها وثبتني على محبتها ولا تحرمني شفاعتها وإذا توفيتني فاحشرني في زمرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم بحقها عندك ومنزلتها لديك أغفر لي ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات واقض اللهم حوائجنا وحوائج المحتاجين وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين.
